وسط تهديدات بمواجهة القوات الأميركية في العراق فقد تم في بغداد اليوم تشييع عدد من قتلى الحشد الشعبي قضوا في غارة إسرائيلية على أهدافه في غرب البلاد على مقربة من الحدود مع سوريا، بينهم أحد قادته.

إيلاف: شارك المئات من عناصر وأنصار الحشد الشعبي في بغداد صباح الاثنين بتشييع مسؤول الدعم اللوجستي للواء 45 في الحشد الشعبي، والتابع لحزب كتائب حزب الله الموالية لإيران، كاظم علي محسن (أبو علي الدبي) والذي قتل في غارة إسرائيلية في محافظة الأنبار في غرب العراق قرب الحدود السورية أمس.

كما شارك عدد من قياديي قوات الحشد في التشييع، فيما هدد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بعدم السكوت عن استهداف مقار ومخازن أسلحة الحشد.

تهديد بمواجهة القوات الأميركية
قال المهندس في مؤتمر صحافي على هامش التشييع مخاطبًا الأميركيين: "نحن كحشد وبكل تشكيلاتنا تابعون للحكومة العراقية وللقائد العام للقوات المسلحة (رئيس الوزراء عادل عبد المهدي)، ولكن لن نسكت عن ضربنا". وأشار إلى أن ضربة أمس كانت بصاروخ، حيث يقوم متخصصون في الحشد حاليًا بالعمل على معرفة من أين انطلق الصاروخ، منوهًا بأن الحشد لديه بقايا هذا الصاروخ، وهو لن يسكت عن هذه الضربة.

وطالب الحكومة والبرلمان العراقي والقوى السياسية الموجودة الآن في الحكومة باتخاذ موقف تجاه سقوط قتلى من عناصر الحشد. وقال "لن نسكت عن هذه القضية التي تدل على مصادرة دماء الشهداء ولجهود أبنائنا وسنتحدث إلى الشعب العراقي عمّا يجري على الأرض، وعن أين هي القوات الأميركية، وماذا تقوم به".. مشددًا على أن معاملة الحشد بهذه الطريقة غير مقبولة من أي جهة كانت".

وكان المهندس قد اتهم قبل أيام القوات الأميركية "بإدخال أربع طائرات مسيّرة إسرائيلية" إلى العراق لـ"تنفيذ طلعات جوية تستهدف مقار عسكرية عراقية".

لدى تشييع عدد من قتلى القصف الإسرائيلي للحشد الشعبي&

وكانت قيادة عمليات الحشد الشعبي كشفت الليلة الماضية عن استهداف طائرتين إسرائيليتين مسيّرتين لأهداف للحشد في عمق الأراضي العراقية في محافظة الأنبار على طريق عكاشات القائم بمسافة تقرب من 150 كيلو مترًا عن الحدود مع سوريا، ما أدى إلى مقتل قائد وعدد من عناصره.

أشارت القيادة في بيان صحافي تابعته "إيلاف" إلى أن "هذا الاعتداء السافر جاء مع وجود تغطية جوية من قبل الطيران الأميركي للمنطقة، فضلًا عن بالون كبير للمراقبة بالقرب من مكان الحادث". وشددت على أن "هذا الاعتداء لن يثني قوات الحشد الشعبي عن أداء دورها الوطني في مكافحة الاٍرهاب والدفاع عن أرض العراق وأمنه وكرامته والتصدي للعدوان والجهات الداعمة له".

وأوضح إعلام الحشد الشعبي أن الهجوم استهدف قوات اللواء 45 في الحشد الشعبي في مدينة القائم عند الحدود العراقية مع سوريا. لافتًا إلى أن ان طائرتين مسيّرتين مجهولتين في قاطع عمليات الأنبار، ما أسفر عن مقتل مسلحين اثنين، بينهم قيادي من عناصر اللواء، وإصابة آخر، واحتراق عجلتين.

من جانبه أشار مصدر أمني إلى أن مسؤول الإسناد في ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران المدعو "أبو علي الدبي" قد قتل خلال الضربة الجوية كما جرح عدد من مرافقيه. &

ويعتبر هجوم أمس على أهداف للحشد الخامس من نوعه خلال الأسابيع الأخيرة، حيث كانت أربع قواعد يستخدمها الحشد الشعبي الذي يضم فصائل شيعية موالية لإيران ومعادية للوجود الأميركي في العراق قد تعرّضت إلى انفجارات.

يشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان قد اتهم إيران بمحاولة "إنشاء قواعد ضدنا في كل مكان، في إيران نفسها، في لبنان، في سوريا، في العراق، في اليمن".

قادة للحشد في تشييع قتلى غارة إسرائيلية على أحد مقارهم

وشدد بالقول "أنا لا أمنح إيران الحصانة في أي مكان"، قائلًا إن "إيران لا تمتلك حصانة في أي مكان.. سنعمل ضد البلد الذي يقول إنه في صدد إبادتنا أينما تطلب الأمر ومن دون توقف".

وأشار المحلل العسكري الإسرائيلي يوسي ميلمان إلى إمكانية أن تكون إسرائيل قد أرسلت أيضًا طائرات من دون طيار، حيث تمتلك أنواعًا يمكنها البقاء في الجو 36 ساعة، والتحليق إلى مسافة مئات الكيلومترات، وهي مهيئة لحمل صواريخ هجومية في وقت تبلغ فيه المسافة بين مدينة حيفا الإسرائيلية والعاصمة العراقية بغداد 880 كيلومترًا.


&