اسم في الحدث

ربيعة.. امرأة في مواجهة التنين

عدنان ابو زيد


ربيعة قدير.. صينية بثقافة إسلامية، مناضلة ومجاهدة في نظر أقلية الويغور، وإرهابية انفصالية بحسب بكين، كسبت قلوب الغربيين، وأحرجت الاتراك حين منعوا عليها تأشيرة الدخول الى تركيا، حتى اضطر ساسة الاتراك الى التحرك بسرعة والادلاء بدلوهم في المعركة متهمين بكين بشن إبادة جماعية للاقلية التركية هناك. وربيعة من أصول فقيرة، لكن ارادتها وسعيها جعل منها سيدة أعمال ثرية، وعضوا في مجلس نواب شينجيانج وممثلة رسمية للصين في المؤتمر العالمي للمرأة. اعتقلت ربيعة عام 1999 بعد مصادرة جواز سفرها وحكم عليها عام 2000 بالسجن ثماني سنوات لكن اطلق سراحها عام 2005 لأسباب صحية قبل ان تنفى الى الولايات المتحدة، أما زوجها السابق فهو سجين سياسي هرب الى الولايات المتحدة، وحكم على ابنها عبد الحكيم بالسجن 9 سنوات لانشطته الانفصالية كما سجن لها ابنان فيما تخضع إبنتها للاقامة الجبرية منذ عام 2006. وربيعة نجحت الى حد كبير في ان تجعل من نفسها مدافعة عن اليوغور، كما نجحت في استمالة الغربيين لقضيتها، حيث صوت مجلس النواب الأميركي في سبتمبر عام 2007 على قرار يدعو للافراج عن أبناء ربيعة قدير والكف عن القمع الثقافي واللغوي والديني بحق شعب الويغور.
وربيعة تنحدر من شينجيانغ موطن اليوغور المرتبطين ثقافيا بآسيا الوسطى وتركيا، حيث دارت اشتباكات دموية مع الهان الصينيين بعد أن حاولت الشرطة تفرقة احتجاج ضد الهجمات القاتلة التي تعرض لها عمال من اليوغور في مصنع في جنوب الصين.
تتهم ربيعة بكين بابادة شعبها، عبر محاربتهم في رزقهم ووظائفهم، وبحسب ربيعة أغلقت بكين مساجد، وأعطت الوظائف الجيدة في منطقة الإيغور لقبائل الهان الصينية.
وما يثير في تحركات ربيعة، أنها أيقظت شعورا بالذنب لدى الاتراك من انهم تخلوا عن شعبهم في الصين، وما قالته من أنها منعت من دخول تركيا اثار غضب الاتراك على الحكومة وطالبوا بتفسير لما حدث، وكتبت جرائد تركية عن نكران السياسيين للعائلة التركية الكبيرة،
بل ان نخبا تركية عابت على عاصمة العثمانيين ضعفها وعجزها اليوم وهي الامبراطورية القوية بالامس، وعابوا على العلمانيين لهاثهم الى اوروبا وتركهم اسيا الاصل، فأصل الأتراك آسيوي، وقواعد اللغة التركية شرقية، وارث الاتراك الثقافي في منغوليا، واسيا هي الاصل والاسلام هو الدين والثقافة كما ظهر في شعارات رفعها اتراك ولعل هذا اربك أردوغان الذي تجاهل الامر اول مرة لكن حماسه تصاعد واصفا ماحصل لليوغور بالابادة الجماعية.
ويبدو ان قضية اليوغور أحرجت الصين اليوم اكثر من أي وقت مضى وهي المتهمة بانتهاكات حقوق الانسان.ففي عام 2005 قالت منظمة هيومن رايتس ووتش ومنظمة هيومن رايتس إن الحكومة الصينية تقود حملة شاملة من القمع الديني ضد المسلمين الايغور الصينيين، تحت ذريعة محاربة النزعة الانفصالية والإرهاب.

ويتضمن تقرير صادر حمل عنوان quot;ضربات مدمرة quot; من ان بكين تستخدم القمع الديني كسوط في وجه الايغور الذين يتحدَون أو حتى يتذمرون من الحكم الصيني لكسينجيانغ. في حين يتمتع الأفراد بمجال أكبر من حرية العبادة في أجزاء أخرى من الصين. إلا أن اليوغور المسلمين يواجهون تمييزاً وقمعاً موجهاً من قبل الدولة ويشبه الوضع ما يحدث في في التيبت، حيث تحاول الدولة الصينية تحريف الدين للسيطرة على أقلية عرقيةquot;وتقوم بتقييم كل الأئمة سياسياً بشكل منتظم، وتفرض رقابة على المساجد، وتطهّر المدارس من المعلمين والطلاب المتدينين، وتراقب الأدب والشعر بحثاً عن إشارات سياسية معادية.
ربيعة في كل الاحوال لم تعد وحدها في مواجهة التنين، حيث لم يعد بإمكانه نفث ناره بصورة علنية على اقل تقدير.


أقرأ المزيد أسم في الحدث

[email protected]

قام السكان الإيغور بعدة ثورات في بداية القرن العشرين للاستقلال عن الحكومة المركزية في بكين أبرزها ثورة 1933 وثورة 1944 التي نجحوا إثرها في إعلان دولة تركستان الشرقية المستقلة. لكن هذه الدولة المستقلة لم تعمر سوى خمس سنوات لتسقط في 1949 على يد الصين الشيوعية بعد موت مسؤوليها في حادث طائرة غامض خلال توجههم إلى عقد اجتماع مع الزعيم الصيني ماو تسي تونغ. وإثر ضم الإقليم للصين تم تعديل حدوده ليقع التفريط في حوالي 200 ألف كيلومتر مربع منه لفائدة إقليمي كينغاي وغانسو.