«الاقتصادية» من الرياض

هل تتوقعون جلب مستثمرين رئيسين لـ "نيوم"، وهل تعيد بعض المؤسسات العديدة التي أدارت المال للمملكة لسنوات بعضا من هذا المال وتلعب دورا؟

بطبيعة الحال فإن الاستثمار ليس هو أن نستثمر معكم اليوم حتى تستثمر معنا غدا، وهذه فرص، وكلما وفرنا فرصة جيدة، سوف يأتي المستثمر بحثا عنها. وأنا أعتقد أن هناك بعض الفرص الاستثنائية في "نيوم"، وأعتقد أنه بالأمس على خشبة المسرح كانت هناك مجموعة من المستثمرين الرئيسين من جميع أنحاء العالم، الملتزمين بجلب استثماراتهم إلى "نيوم" التي أعلنوا عنها بالأمس، وهم يعرفون القطاعات التي ينوون الذهاب إليها، وهناك كثير من غير أولئك الذين كانوا على المسرح غيرهم ممن أتى بالأمس. في عام 2018، سنسمع كثيرا من هذه الإعلانات.

متى سيتم طرح "نيوم" في اكتتاب أولي؟
دون أدنى شك، في النهاية سيتم طرح "نيوم" في الأسواق، المنطقة الأولى سوف تطرح في الأسواق العامة، كما لو كنت تطرح مدينة نيويورك.

 يمكنك الخروج وشراء الأسهم في "نيوم"؟
نعم، وتعيين مجلس المحافظين والرئيس التنفيذي، وتعيين المحافظ ومجلس الإدارة.
لا أعتقد أن ذلك قد تم من قبل في التاريخ.
دون شك، ستكون أول مدينة رأسمالية في العالم.. هذا هو الشيء الفريد الذي سيكون ثوريا في المدينة ونموها.

 ما الإطار الزمني للقيام بذلك؟
تخيل أن مجلس الإدارة يُعيّن من قبل المالكين ويتم تعيين المحافظ من قبل مجلس الإدارة، دوره هو شيء واحد فقط: النمو، خلافا لغيرها من مدن العالم. وكما هو الحال في نيويورك، يتم تعيين المحافظ لتلبية بعض الاحتياجات، بما في ذلك النمو، ولكن في "نيوم" لن يتعين على المحافظ التعامل مع أي من تلك المشكلات، كل ما ينبغي أن يكون على باله هو النمو فقط.

 ما نسبة "نيوم" التي ستملكها الدولة؟
لدينا سلطة "نيوم" وشركة نيوم.. وسيتملك صندوق الاستثمار السعودي 100 في المائة في شركة نيوم، ولن يتم إدراجها في الأسواق حتى تنضج الفكرة بشكل كافٍ.. قد يكون ذلك بعد عام 2030، قد يكون قبل ذلك، غير أن الفكرة والاستراتيجية هي تعويمها في نهاية المطاف.

 المستثمرون لا يحصلون على حصة في الشركة، يحصلون على فرصة؟
نعم، سواء في الصناعة أو الطاقة أو نمط الحياة أو القطاعات التسعة التي تم الإعلان عنها.

 كيف ستكون الحياة مختلفة في "نيوم" عما هي عليه في المملكة؟
كما تعلمون، تقع "نيوم" بين ثلاثة بلدان، فهي نقع على بعد 3.5 كيلو متر من مصر، بالسيارة، إنها أقل من دقيقتين من أقرب نقطة، ومن أبعد نقطة فإنها على بعد 20 - 25 كيلو مترا بالسيارة، إنها مثل القيادة من جزء واحد من مانهاتن إلى سوهو.

 ما معنى ودلالة الاسم ومن اختاره؟
كان لدينا كثير من الأسماء التي كان من المفترض أن نعتمدها، وكانت جميعها أسماء جيدة ولكننا لم نكن نريد اسما يقوم على أساس اللغة العربية، أو اسما يقوم على اللغة اللاتينية أو أي لغة أخرى، أردنا شيئا يمثل الإنسانية بشكل عام؛ كانت هناك اقتراحات كثيرة، أخذنا الأحرف الأولى من القطاعات التسعة الرئيسة وبعض المعالم الرئيسة في هذه المنطقة، ووضعناها في كلمة "مستقبل" وهي، أي مستقبل تعني المستقبل، المستقبل الجديد (نيو مستقبل) اسم طويل جدا ولذلك تمت تسميتها بـ"نيوم". إنه اسم مستقبلي في نفس الوقت حتى يكون هناك معنى وراء ذلك.

 هل هناك أي تغيير على الإطلاق في رؤيتكم؟
"رؤية 2030" تتمركز حول كثير من الفرص الكبيرة، لذلك "أرامكو" هي واحدة من هذه الفرص، "نيوم" هي فرصة أخرى، لدينا مشروع البحر الأحمر، لدينا مشروع القدية، لدينا كثير من المشاريع الصغيرة وأيضا لدينا كثير من المشاريع الضخمة التي سنعلنها خلال السنوات القليلة المقبلة.

 هل لا يزال الطرح الأولي لشركة أرامكو للاكتتاب العام في المسار الصحيح؟
“نحن على الطريق الصحيح في عام 2018 ... ولكن الإدراج لا يزال قيد المناقشة”. “وسوف يكون الاكتتاب العام في عام 2018، إنه على المسار الصحيح”.


 هل طرح اكتتاب "أرامكو" مهم لعملية تطوير سوق المال السعودية؟
الفكرة ليست من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد بقدر ما هي من أجل اقتناص الفرص المتاحة التي لم نتطرق لها من قبل. لدينا قدرات عالية ولكن لم نستخدم سوى القليل منها. نحن لا نستفيد إلا من النفط، لدينا عديد من الفرص لتمكين القدرات المتاحة لدينا في المملكة واستغلالها بالشكل الأمثل.
في قطاع النفط، مثل النفط وصناعات المصب والبتروكيماويات وما إلى ذلك. الغاز، ما زلنا نكتشف كثير من الأشياء في البحر الأحمر. وكذلك فيما يتعلق بالسياح، نعتقد أنه بإمكاننا أن نصل إلى أكثر من 40 مليون سائح في عام 2030، ثلاثون مليون سائحٍ سيأتون لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة والعشرة ملايين سائح المتبقون سيأتون للاستجمام أو لزيارة المواقع التاريخية أو للتجارة. أربعون مليون سائح هو عدد كبير. اليوم لدينا 15 مليون سائح، وهذا رقم ضخم أيضا. نحن لن نبدأ من الصفر ونملك قدرة كبيرة على الاستثمار في هذه الأعداد.
وإن كثيرا من المعادن في السعودية لم يتم استخراجها أو الاستفادة منها حتى الآن. نسبة ما لم يتم الاستفادة منه حتى الآن هي 90 في المائة، بل قد تصل إلى 95 في المائة، مع العلم بأننا لا نتحدث عن معادن عادية، نحن نتحدث عن معادن مثل الذهب.
فالذهب، حتى الآن لم يتم استخراج ما قيمته تزيد على 240 مليار دولار. ليس الذهب وحسب، بل لدينا الفضة أيضا بقيمة تزيد على 150 مليار دولار. لذا، نحن نتحدث عن معادن لا تقدر بثمن بمجموع يزيد على تريليون دولار. معادن قيمتها تزيد على تريليون دولار، ونحن الآن لا زلنا نكتشف كثيرا من الأشياء، نحن نقوم بعمل كثير من البرامج كي نعرف بالضبط ما هي قيمة المعادن الموجودة لدينا في المملكة؟ هل يمكننا اكتشاف ما يزيد قيمته عن 2 تريليون دولار، هل لنا أن نكشف أموراً أكثر وأكثر مما لدينا الآن في السعودية؟ ولكننا الآن لدينا ما قيمته تتجاوز تريليون دولار، وسيتم الإعلان عن هذه الأمور خلال شهرين من الآن ضمن برنامج التصنيع السعودي.
"قطاع النقل مهم – البحري، والجوي، والأرضي، وفي هذا الصدد هنالك مشاريع ضخمة مثل جسر الملك سلمان الذي يربط آسيا بإفريقيا، ويشهد البحر الأحمر 10 في المائة من التجارة العالمية، ولكننا لا نقدم أي خدمات. فرص ضخمة. هنالك شبكة نقل ضخمة، وكثافة نقل تمر في الأجواء فوق السعودية دون أن نحصل على نصيبنا العادل. ولذلك، هنالك فرص ضخمة في مجال النقل.
ولدينا أيضا قطاعات أصغر متبعثرة. فنحن نستورد بضائع تقدر بقيمة 200 مليار دولار. ولكي أكون أكثر دقة، تخرج من السعودية سنويا أكثر من 200 مليار دولار.
أولا: 60 مليار دولار للصناعات العسكرية. ثانيا: أكثر من 20 مليارا في مجال السياحة. ثالثا قطاع السيارات.
وهدفنا هو أن نصف ذلك المجموع يصرف داخل المملكة بحلول 2030. فهذا سوف يولد فرصًا هائلة وكذلك فرصا لإيجاد صناعات جديدة في المملكة: الصناعة العسكرية، تجميع السيارات، السياحة، وأشياء كثيرة. ولذلك فإن المحتوى يعد قطاعا مهما للغاية.
وبالنسبة للاستثمار .. هناك الخصخصة بداية من "أرامكو" ثم المطارات ثم الموانئ ووصولا إلى النوادي الرياضية. هنالك برنامج خصخصة ضخم، سوف يولد أموالا هائلة ستذهب إلى صندوق الاستثمارات العامة، وسوف تضخ في فرص كبيرة داخل وخارج السعودية".

 هل ستطلب من الشركات التي كسبت المال في السعودية على مر السنين أن تستثمر بعضا من أموالها مرة أخرى هنا؟
نحن لا نريد أن نضغط على المستثمرين، وإذا لم نتمكن من توفير فرص جيدة في السعودية، فهذا يعني أنه لن يأتي أحد، وإننا نعتقد أن لدينا فرصا كبيرة حقا في السعودية، ونحن نريد أن نقوم بصياغتها وأن نستثمر فيها بأنفسنا وأن نمكن الناس في جميع أنحاء العالم من الاستثمار فيها أيضا. وإننا نقول للمستثمرين: نحن لا نريد منكم أن تستثمروا من أجل الحصول على العوائد فقط، نحن نريد إيجاد أشياء جديدة، نريد أن نسهم في تحقيق الإنجازات. هذا هو ما نقوم به مع صندوق رؤية سوفت بانك ذي المائة مليار دولار الذي يُعد أكبر صندوق للتكنولوجيا في العالم بأسره.
لذا فالصندوق يسهم في تحقيق المنجزات لعديد من الشركات المختلفة في جميع أنحاء العالم لأن لديه أسهما في هذه الشركات وهذا هو السبب وراء تحقيقها لأرباح بنسبة 20 في المائة في خمسة أشهر. ونحن نفعل نفس الشيء على سبيل المثال مع بلاكستون، وهو أكبر صندوق للبنى التحتية في العالم أجمع باستثمار يقدر بخمسين مليار دولار أمريكي ونسبة عوائد استثمار تصل إلى 14 في المائة، وهذا ما نتوقع، نحن نقوم باستثمارات عميقة وضخمة لربط الأمور بعضها بعضا وإيجاد قطاعات جديدة، وأشياء جديدة، على نطاق واسع وبكثير من المال.
إن صندوق الاستثمارات العامة يقوم بدور جديد في عالم الاستثمار، فقبل صندوق الاستثمارات العامة، كان الصندوق ذو الأموال الكثيرة يعني بأن المداخيل ستكون قليلة. إن فلسفتنا وطريقتنا تتمحور حول استخدام كثير من المال في إيجاد صناعة جديدة لتوليد كثير من المال. هذا السبب الذي جعلنا نحقق أرباحًا بنسبة 20 في المائة مع سوفت بنك خلال خمسة أشهر، وهذا السبب الذي جعلنا نؤسس صندوقا استثماريا تبلغ قيمته 50 مليار دولار في بلاكستون الذي من المتوقع أن يعود علينا بعوائد استثمارية بنسبة 14 في المائة ويحدث مجالات واستثمارات مختلفة، ولهذا السبب بلاكستون وبلاك روك تفتح فروعا لها هنا".

 هل ما زلتم واثقين من تقييم شركة أرامكو السعودية بمبلغ 2 تريليون دولار؟
أعرف أن هناك كثيرا من الجدل حول هذا الموضوع ولكن في نهاية المطاف الكلمة الأولى والأخيرة هي كلمة المستثمر. من الطبيعي أن يرافق أكبر اكتتاب في العالم كثيرا من الشائعات. فلو نظرنا إلى أكبر اكتتاب قبل "أرامكو"، الذي كان لعلي بابا، لوجدنا بأنه قد كان مصحوبا بكثير من الشائعات. وفي النهاية أثبت المستثمر وعلي بابا خلاف ذلك. وستثبت "أرامكو" نفسها على أرض الواقع في يوم الاكتتاب العام.
وفي الواقع عندما تحدثت عن التقييم، ستجدني قد تحدثت عن 2 تريليون دولار، على الرغم من أن التقييم يمكن أن يكون أكثر من 2 تريليون دولار. لذلك فعندما نقول 2 تريليون دولار هذا يعني بأننا قد وضعنا التقييم في مستوى أقل ما يمكن أن يتحقق ببضعة مئات من المليارات ..."

 ما مدى تأثير الخلاف الخليجي - القطري أو الحرب اليمنية على "رؤية 2030" ومشاعر الاستثمار في السعودية؟
إن قطر تعد مسألة صغيرة جدا جدا جدا. وإننا ملتزمون جدا بتوفير الأمن لبلدنا بعيدا عن أي اضطرابات. وسوف أقول شيئا واحدا، إن البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي يملك سجلا يمتد لقرابة مائة سنة تقريبا في السلامة والاستقرار هي السعودية.
"السعودية لديها أفضل سجل، وقد أثبتت نفسها بقوة في كل مشكلة في الشرق الأوسط والعالم وتعاملت معها، ولم يزدها هذا إلا قوة.

 كيف يكون البيع الجزئي من شركة أرامكو أساسيا في "رؤية 2030"؟ ذلك نظرا لأن المملكة قادرة على جني مثل ذلك أو أكثر في أسواق رأس المال دون طرح "أرامكو" للاكتتاب، ما الإشارة التي ترسلونها هنا؟
لا ينبغي للحكومة أن تسيطر على القطاع الخاص. فأنت توجد فرصا، وأعمالا تجارية، وتطورا، ثم تسلمها للمستثمر، وهنالك يبدأ إنشاء شيء جديد. بالطبع سوف تدعمه لينمو في كل وقت لأنه جزء من اقتصادك، لا يمكنك أن تدعه يسقط، في الواقع نحن متخلفون عن ركب الدول الأخرى في مجال الخصخصة، ولذلك نحاول اللحاق بالركب.

 هل ينبغي توضيح أمر جسر "نيوم" لإسرائيل؟
لا، لا ينبغي علينا توضيح أمره لأنه بين السعودية ومصر. بالطبع، لا يمكننا سد مسار دولي، ولذلك سوف يؤخذ بعين الاعتبار مسألة عدم سد الجسر لأي مسار دولي.

 هل هي بالقرب من صنافير والجزر الأخرى؟
حتى الآن لم نقرر بعد مكان إنشاء الجسر ولكننا نحاول ألا نبينه على جزيرة تيران لأن هنالك شعبا مرجانية رائعة، والطبيعة أيضا رائعة هناك، وسيكون من المؤلم بحق أن يكون الجسر فوق هذه الشعب المرجانية. لذلك، نحاول أن يكون الجسر في أعماق المياه وسيكون أعجوبة عالمية لجسرٍ مبنيّ في مثل هذه البيئة البحرية الفريدة.

 هل سيتم تمديد اتفاقية "أوبك" مع المنتجين الآخرين حتى نهاية عام 2018؟
نحن ملتزمون بالعمل مع جميع الدول المنتجة، سواء من داخل أو خارج منظمة أوبك. لدينا اتفاقية رائعة وتاريخية.. وسندعم أي أمر من شأنه أن يسهم في استقرار الطلب والعرض على النفط. أعتقد الآن بأن سوق النفط تمكن من احتواء جميع إمدادات النفط الصخري، ونحن الآن نعيد الأمور إلى مجاريها.

 هل طرأ أي تغيير فيما يتعلق بسياستكم تجاه اليمن؟
إذا أردنا أن نصنع حزب الله جديدا في الشرق الأوسط، فسيكون الحل في تغيير سياستنا في اليمن.

 هل ستستمرون حتى نهاية المطاف؟
نحن مستمرون حتى نتأكد من أنه لن يكون هناك منظمة مثل حزب الله مرة أخرى. والسبب هو أن اليمن أخطر بكثير من لبنان لقربها من مضيق باب المندب. فلو حدث أي شيءٍ هناك، سيعني ذلك بأن 10 في المائة من التجارة العالمية ستتوقف. وهذه هي الأزمة الحقيقية.