منيرة الهديب 

أكد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، أن السعودية تسعى إلى تحريك الحل السياسي في هذا البلد، كما تدعم جهود مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد في سبيل حل الأزمة وإعادة إحياء المشاورات بين أطرافها.

وقال آل جابر في تصريح إلـى «الحياة»: «السعي الآن هو للعمل على تحريك المسار السياسي، ودفع الأطراف اليمنية للانخراط مع المبعوث الدولي بجدية وبنوايا صادقة، تمهيداً للعودة إلى طاولة المشاورات»، وأضاف: «يحتاج المبعوث إلى الجلوس مع الأطراف اليمنية لمناقشة كل الأفكار، ثم تقديم مقترحاته بعد ذلك».

وكان ولد الشيخ قدم أخيراً اقتراحاً لوقف النزاع المسلح في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي. وقال في بيان نشره على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»: «إننا ننظر حالياً في خطوات يمكن أن يتخذها كل طرف لاستعادة الثقة، والمضي قدماً للتوصل إلى تسوية تفاوضية قابلة للاستمرار». وأضاف أن هذه الخطوات تقوم على ثلاث ركائز: «إعادة العمل بوقف العمليات العدائية، وتطبيق تدابير محددة لبناء الثقة من شأنها التخفيف من المعاناة الإنسانية، والعودة إلى طاولة المفاوضات، بهدف التوصل إلى اتفاق سلام شامل». كما أكد أن النزاع في اليمن هو في الأساس نزاع سياسي «لذلك لا يمكن حله إلا بالمفاوضات السياسية»، مشيراً إلى أنه يكثف الجهود حالياً مع جميع الأطراف، لتأمين الظروف التي من شأنها إعادتهم إلى مفاوضات جدية.

غير أن الحوثيين شنّوا هجوماً عنيفاً على ولد الشيخ والجهود التي يبذلها، واتهم المتحدث باسم الجماعة محمد عبدالسلام، ولد الشيخ بتبني طروحات ما سّماه «العدوان» ويسعى إلى فرضها، كما اتهم الأمم المتحدة بالعجز عن فتح مطار صنعاء وفك ما سمّاه الحصار الاقتصادي والإنساني. واعتبر عبدالسلام أن المواقف الأميركية هي التي عرقلت مسارات السلام في السابق، ووضعت عوائق أمام مقترحات الحل، على حد قوله.

وفي الكويت، أصدرت لجنة مكافحة الإرهاب برئاسة وزارة الخارجية، قراراً بإدراج كيانين و11 شخصاً هم قادة وممولون وداعمون لتنظيمي «القاعدة» و «داعش» في اليمن على قائمة الإرهاب المحلية. وأوضح مصدر حكومي أن هذا الإجراء اتخذ بمشاركة الولايات المتحدة، الرئيس المشارك مع السعودية ضمن جهود المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب، الذي أنشئ أخيراً في مدينة الرياض بمشاركة كل الدول الأعضاء فيه.

ميدانياً، أسفر هجوم لميليشيات الحوثي على مجمّع سكني في منطقة نجران (جنوب السعودية) عن احتراقه وإصابة أحد العمال القاطنين فيه.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد ركن تركي المالكي، أن الميليشيات أطلقت صباح أمس صاروخاً باليستياً من داخل الأراضي اليمنية باتجاه إحدى القرى الحدودية التابعة لمنطقة نجران، لافتاً إلى أنه سقط على مجمّع سكني يسكنه عدد من العمال المقيمين «ما أسفر عن وقوع حريق في الموقع تمّت السيطرة عليه ولله الحمد، ونتجت من ذلك خسائر في الممتلكات الخاصة، وإصابة طفيفة لأحد العمال». واعتبر هذا العمل العدائي من قبل ميليشيات الحوثيين نتيجة لاستمرار تهريب الأسلحة والصواريخ من بعض الأطراف الإقليمية الداعمة إياهم بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية واستهداف المواطنين والمقيمين، وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، مبيّناً أن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.

إلى ذلك، أعلنت الإمارات استشهاد أحد جنودها المشاركين في عملية «إعادة الأمل» مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن أول من أمس (الخميس).