رام الله - لندن

أسقط الجيش الإسرائيلي أمس طائرة استطلاع قادمة من سوريا فوق مرتفعات الجولان، محذراً من أنه لن يسمح باستهداف أمنه، في وقت أفادت مصادر إعلامية بوجود قاعدة إيرانية جنوب دمشق.

وقال ناطق عسكري في بيان مقتضب، إن «الدفاعات الجوية الإسرائيلية أطلقت صارخاً من طراز باتريوت باتجاه طائرة مسيرة كانت تحلق على مقربة من الحدود الإسرائيلية فوق هضبة الجولان».

وأضاف الناطق، أن «الطائرة المذكورة لم تدخل الأجواء الإسرائيلية، وأنها اقتربت فقط من الحدود الإسرائيلية في منطقة قريبة من صفد، ولهذا أطلق الدفاع الجوي الإسرائيلي صاروخ باتريوت فأصابها وأسقطها». ولم يرد أي تعقيب من الجانب السوري فوراً.

وقال متحدث باسم جيش الاحتلال جوناثان كونريكوس: «يبدو أنها من صنع روسيا، وتتبع النظام السوري»، ثم قالت مصادر أخرى إن ذلك لم يتضح بشكل دقيق.

وفيما قال مسؤول عسكري إسرائيلي إن جيشه يتحرى ما إذا كانت هناك أي صلة للطائرة بإيران و«حزب الله»، قال وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن «إسرائيل تعتبر هذه واقعة خطيرة وسترد على أي استفزاز». وتابع في بيان: «إننا نحمل النظام السوري المسؤولية عن أي إطلاق نار أو انتهاك للسيادة، ونطالبه بكبح كل الأطراف والعناصر التي تنشط على أراضيه».

وفي تلميح ضمني لتحميل إيران و«حزب الله» مسؤولية إرسال الطائرة، قال ليبرمان: «لن نسمح بتأسيس محور شيعي في سوريا كقاعدة أمامية على خط المواجهة». وتخشى إسرائيل أن يؤدي انتصار الأسد في النهاية إلى وجود حامية إيرانية دائمة في سوريا، مما يوسع نطاق تهديد في لبنان يشكله «حزب الله» المدعوم من إيران.

وهذه ليست أول طائرة من هذا النوع تسقطها إسرائيل، وكان الجيش الإسرائيلي أسقط في شهر سبتمبر (أيلول) طائرة أخرى مسيرة بواسطة صاروخ أرض - جو.

وجاء التطور بعد نحو أسبوعين على قصف إسرائيل 3 مواقع مدفعية تابعة للجيش النظامي السوري، مهدداً بتصعيد رده إذا استمر سقوط قذائف صاروخية من الجولان السوري تجاه إسرائيل.

وكانت 5 قذائف أطلقت من مناطق يسيطر عليها مسلحون في الجولان من جهة سوريا، وانحرفت باتجاه شمال الهضبة التي تحتلها إسرائيل، فدوت صفارات الإنذار في بلدات إسرائيلية قريبة من الجولان. وهدد الجيش الإسرائيلي آنذاك سوريا بعبارة «أعذر من أنذر».

وشنت إسرائيل خلال العامين الماضيين عشرات الغارات الجوية، ضد مواقع سورية وتابعة لحزب الله وشحنات أسلحة ومقاتلين من حزب الله في سوريا لوقف ما قالت إنه «عمليات تسليم شحنات أسلحة متطورة للحزب اللبناني، أحد الحلفاء الرئيسيين للنظام السوري».

ومنذ حرب يونيو (حزيران) 1967 تحتل إسرائيل 1200 كلم مربع من هضبة الجولان، في حين أن 510 كيلومترات مربعة من الهضبة تقع تحت السيطرة السورية.

والمعروف أن خط فض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل في هضبة الجولان يعتبر هادئاً، وتوتر الوضع نسبياً في هذه المنطقة بعد اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011.

إلى ذلك، كشفت مصادر في أجهزة استخبارات غربية، أن إيران أقامت قاعدة عسكرية «دائمة» قرب مدينة الكسوة 40 كم جنوب دمشق. ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أول من أمس الجمعة، صورا عبر الأقمار الصناعية للموقع التي أشارت إليه الاستخبارات الغربية، تظهر اثنين من المباني الكبيرة المنخفضة الارتفاع، مرجحة أنها مستودعات للآليات ومساكن للجنود.

ونقلت عن مسؤول من دولة غربية قوله، إن طموحات إيران بوجود طويل المدى في سوريا «غير منطقية»، مضيفاً أن إيران لا تسعى فقط إلى إنشاء قوس نفوذ «شيعي»، بل لإنشاء خط إمداد لوجيستي إلى «حزب الله» في لبنان.

ولم يكن هذا التسليم الأول من نوعه لقطع عسكرية لطهران، حيث سلمت قوات الأسد مطار السين العسكري، لميليشيات تدعمها إيران في سوريا بشهر يونيو الماضي، على خلفية المعارك ضد «داعش»، والمعارضة شرق وجنوب شرقي سوريا.

وبدأت طائرات «اليوشن 76» الإيرانية، بالهبوط في ثالث أكبر مطار في سوريا بمعدل طائرتين كل ليلة، إضافة إلى تمركز طائرتي نقل عسكري «سي 130» في المطار لتقديم عمليات الدعم اللوجيستي للميليشيات الإيرانية في البادية السورية، بحسب مصادر معارضة سورية.