عبد الله ناصر الفوزان

أثبت الملك سلمان - حفظه الله - أن لديه قدرة هائلة على التعالي على عواطفه في سبيل الحفاظ على كياننا الذي وحده والدنا الملك عبدالعزيز وآباؤنا وأجدادنا الذين آزروه فكان ثمن جهادهم ودمائهم هذا الوطن العظيم.

عمليات الإصلاح التي كان خادم الحرمين يتعالى فيها على عواطفه عديدة، وكان آخرها تلك الحملة العظيمة على الفساد، لكن أهمها في رأيي عملية الإصلاح السياسي التي بدأها منذ اليوم الأول لولايته، ونفذها بخطوات متتابعة حاسمة نقل بها الدولة من مرحلة الخلاف والتنازع المحتمل على السلطة في المستقبل إلى مرحلة الاطمئنان.

أنا والله لا يهمني أن يتولى فلان أو يترك فلان، وليس لي علاقة بفلان أو فلان، ولكن يهمني أن يزول الخطر الكبير عن الوطن، ويهمني أيضاً أن تكون السلطة بأيدٍ صالحة قادرة، وأجزم أن هذا هو ما يهم الجميع، وأعتقد أن المواطن قد ارتاح مما تم، وبقي فقط أن يطمئن أكثر على المسار السياسي الأبعد.

القادة الأقوياء الكبار هم الأقدر على تعبيد الطرق السياسية لأي دولة لمسافات بعيدة، والملك سلمان رجل الدولة الحازم العازم وولي عهده الأمير محمد الاستثنائي الذكي القوي الشجاع أثبتا أنهما قائدان كبيران يستطيعان تعبيد طريقنا السياسي الطويل القادم ليكون مضيئاً بالأمل الكبير بلا مطبات نستطيع رؤيته بوضوح والسير فيه بأمان واطمئنان نحن وأبناؤنا وأحفادنا.