كريمان حرك 

تألق فنانون من لبنان وتونس والعراق في الدورة الـ26 لمهرجان الموسيقى العربية التي انطلقت في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري، في القاهرة والإسكندرية ودمنهور، وتختتم اليوم.

كانت البداية مع رامي عياش الذي قدّم 15 أغنية، منها ثلاث من ألحانه: «جبران» و «أمير الليل» و «مبروك». وبالنسبة إلى الأغاني الجديدة، أدى أغنية «الله عليكي يا مصر»، من كلمات سليم عساف وألحانه، ثم توالت أغنياته المعروفة، واختتم حفلته بأغنيته باللهجة المصرية «الناس الرايقة» بناءً على طلب الجمهور.

وكان الجديد والجميل في هذه الحفلة قائد الفرقة الموسيقية مصطفى محمود الذي فاجأ الجمهور من الوهلة الأولى بترتيب العازفين على المسرح وتمثيل معظم آلات الأوركسترا مع البيانو. ثم لاحظ الجمهور أن هناك فكراً موسيقياً تجلى في توزيع مبتكر للأغاني مع محافظة على اللحن واستثمار الصوت البشري (الكورال) مع استخدام واع للبيانو ينم عن علم وموهبة. وهذا اتضح في الفقرة الأولى مع المطربين ياسر سليمان وأجفان، وتبلور مع عياش، ما جعل فقرته على درجة عالية من التنفيذ الموسيقي والابتكار. واستمتع الجمهور بعزف منفرد على كل آلات الفريق، بل خرج بعض العازفين من الفرقة ليعزفوا إلى جانب رامي عياش، ما جعله يتألق ويقدم أفضل ما لديه من تلوين في طبقات الصوت وبصمة خاصة في لحنيه، وفي الأعمال التراثية. وفي حفلة أخرى، جرى الجمع للمرة الأولى بين العازفين العراقيين الشقيقين فرات وقصي قدوري (قانون– تشيللو) اللذين تشاركا مع فرقتهما الموسيقية في إحياء أمسية بعنوان «غزل عشتار»، تضمّنت مجموعة من مؤلفات فرات قدوري التي تحمل الطابع الموسيقي العراقي المطعّم بالشكل الغربي.

أما درة فقرات المهرجان فتمثلت في «كورال الفيحاء» من لبنان بقيادة المايسترو بركيف تسلاكيان الذي قدّم تجربة قلما تتكرر تؤكد أن الصوت البشري يبقى متميزاً بعذوبته وجماله، فطبقاته تجمع نغمات كل الآلات الموسيقية. وقدم تسلاكيان مجموعة من أشهر الأعمال الغنائية المصرية واللبنانية بطريقة الأكابيلا التي تعتمد على إمكانات الأصوات البشرية منفردة من دون استخدام آلات موسيقية. وهذا النوع من الأداء يعد جديداً تماماً على عشاق الموسيقى العربية في مصر، ومن ثم فإنه يعد نقطة تطور كبيرة تحسب للمهرجان.

وتميزت حفلة عاصي الحلاني باجتذابها جمهوراً كبيراً، وهو استطاع أن يجمع في برنامجه بين الحماسة الوطنية والأغاني الطربية. بدأ بأغنية «كبيرة يا مصر»، ثم «نسايم حرية» التي أعدها خصيصاً للمهرجان. وتضمن برنامجه مجموعة كبيرة من أعماله وأعمال عبدالحليم حافظ ووديع الصافي، لكن اتضح حرصه على أداء الموال الشامي، فأبرز التنوع في طبقات صوته. وشارك التونسي لطفي بوشناق بمجموعة أغنيات أبرزت صوته القوي وأسلوبه المميز في الغناء، فكان يتلو كلمات الأغنية أولاً، ثم يغنيها قبل أن يقدم عزفاً منفرداً على العود. ومن الوجوه الجديدة التي قدمها المهرجان هذا العام، التونسية أميمة طالب التي تمتلك صوتاً برّاقاً يصل إلى النوتة العالية بسهولة، وهي اختارت ما يناسب صوتها وبرعت في أغنية أم كلثوم «حب ايه»، ألحان بليغ حمدي.

ونجح مروان خوري الذي يشارك في المهرجان للمرة الخامسة في تقديم برنامج منوع، إذ أدى عدداً كبيراً من أغانيه المشهورة، وفاجأ الجمهور باللحن الجديد «حبي الأناني»، كما غنى تتري مسلسلي «قلبي دق» و «لو»، وعزف موسيقاهما منفرداً على البيانو.

وشارك النجم الفلسطيني محمد عساف بمصاحبة فرقة يعقوب الأطرش، فقدّم عشر فقرات، بدأت بأغنيتي عبدالحليم حافظ «زي الهوا» و «حاول تفتكرني»، إلى جانب مجموعة من الأعمال التراثية وأغانيه الخاصة، ومنها «أنا مش هفرض نفسي، علومة، أنا اللي عليكي مشتاق، بزعل على مين، بدك عناية، ما وحشناك، يا عيني على الصبر وحكايتي معاه». ويمتلك عساف صوتاً قادراً على التلوين، ويتميز بأن غناءه لا يقتصر على لون واحد، فهو قدم في بداية الحفلة التس شارك فيها أغانيه باللهجات المصرية واللبنانية والفلسطينية.