علي القاسمي 

ما أسوأ أن تكون أداة للعبث بمحتويات شعبك وتفتيت جغرافيته لأنك تفكر في حزبك أكثر من وطنك. «حزب الله» هو الأداة المتفانية في خدمة الفساد الإيراني، يصرخ بلبنانيته فيما هو يختطف لبنان من اللبنانيين أنفسهم، ويستميت في أداء الدور المناط به ويعرقل أي فعل سياسي لا يخدم مشاريع العمالة والإرهاب وإشعال الحرائق وتوزيع المغالطات والأكاذيب.

أكبر معضلات الخريطة اللبنانية أنها تورطت في حزب مختل وأفراد لا يؤمنون إلا بمصالحهم وتنفيذ الأجندات التي تُرسم لهم، حتى وإن أدى الرسم وما في حوزته من العبث إلى تفتيت لبنان وتقزيم حضوره وإدخاله عنوة في ملفات المنطقة الشائكة. عودة الأمور إلى طبيعتها في القطر العربي الجميل لبنان لن تكون في متناول اليدين ما دام ثمة من يلعب على التناقضات الموجودة ويستثمرها للإضرار بمصالح الشعب اللبناني، ولا خلاف على المطلق في أن سيطرة «حزب الله» على أعصاب الدولة وهو الحزب الذائب في الحبيب الفارسي والمتصرف وفق ما يمليه عليه هذا الحب ولوازمه من التوجهات المختلة الدائمة وهواية الحروب والفوضى ورعاية وتغذية الإرهاب.

العراك الذي يسيطر على لبنان ليس جديداً على صعيد الأسماء التي لم تفاجئنا بالهذيان والتذبذب والإخفاق في تناول التحديات التي تعصف ببلدانهم، لكن ذاك يصبح أمراً مؤجلاً أن علمنا وآمنا بأن كل هؤلاء المترددين وناشري الأكاذيب ليسوا إلا أفراداً مغلوبين على أمرهم ويؤدون دور العميل المعبأ بالكراهية والحسد ونكران الجميل، وهذا الدور لا تكشفه إلا المنعطفات المهمة والملفات الشائكة ومفترقات الطرق بين أوطان وأحزاب.

العنوان الأبرز العريض في مشهد الارتباك اللبناني يمضي إلى أن لبنان لن يكون بخير ولا يمكنها التفاؤل بمستقبل خال من التعقيدات والخيبات المتتالية إلا متى ما نزع الحزب اللبناني- الإيراني سلاحه وتراجع عن دوره الإرهابي، وأثبت للجميع أنه ليس مقطوع النسب عن لبنان، وابتعد ولو موقتاً عن المشغل الرئيس له وهو النظام الخميني، وبالطبع فالتراجع والإثبات والبعد مسائل عصية ومنهكة، لا سيما أن الحزب الناطق من المخابئ والدهـــاليز والأقــــبية يؤمن بهــــشاشته ومدمن لتحريكه كدمية ناطقة من قبل قبل جنرالات الخراب وعمائم الفتن والقلق.

المشكلة اللبنانية تكمن في كثافة العملاء والخونة والراغبين في أن يظل لبنان دويلة تبتلعها دولة مهما كانت كلفة خطوات هذا البلع ومشاريعه. ومشكلة لبنان الحالية هي في وجود جسمين مضطربين، الأول عميل معلن العمالة يحب طهران أكثر من بيروت ولا يرى حاضر لبنان ومستقبله إلا في حضن إيران، والآخر رئيس يخاف على كرسيه أكثر من أي شيء آخر، ولا يهمه أن يحيا لبنان ما دام رئيساً بقدر ما يهمه أن يحيا الرئيس. لم نقل شيئاً غريباً، هذا حسن نصر الله وهذا ميشال عون، فتشوا عن مواقفهما، خذوا جملهما، دققوا في أقوالهما، وشاهدوا مواقفهما وحكايات الغواية.