بيروت 

أكد رئيس الحكومة الإيطالي باولو جنتيلوني للرئيس اللبناني ميشال عون أن حكومته «في صدد إجراء الاتصالات اللازمة لضمان نجاح تنظيم المؤتمر الخاص لدعم القوات المسلحة اللبنانية خلال الفترة المقبلة بالتنسيق مع دول أخرى شريكة». وكان الرئيس الإيطالي سرجيو ماتاريلا أعلن تنظيم المؤتمر خلال اجتماعه مع الرئيس عون مساء أول من أمس. وستعتزم إيطاليا تنظيم المؤتمر ضمن سلسلة مؤتمرات ستعقد قبل نهاية العام الحالي وخلال العام المقبل.

وشدد جنتيلوني على «استمرار دعم حكومته مهمة القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل) وفق التفويض الذي أعطي لها بموجب القرار 1701 مع تأكيد الترحيب بوجود الجيش اللبناني في المنطقة، لأنها تعتبر أن لديه القدرة على الحفاظ على الاستقرار».

واختتم عون أمس، زيارته الرسمية لإيطاليا والتي استمرت 3 أيام بلقائه جنتيلوني في مقر رئاسة الحكومة الإيطالية في قصر كيجي في روما، حيث عُقدت محادثات رسمية في حضور أعضاء الوفدين الرسميين. وضم الوفد اللبناني وزير الخارجية جبران باسيل والسفيرة اللبنانية لدى إيطاليا ميرا الضاهر فيوليديس. وحضر عن الجانب الإيطالي: المستشار الديبلوماسي لجنتيلوني السفير زابيا، السفير الإيطالي لدى لبنان ماسيمو ماروتي والمستشار العسكري لرئيس الحكومة الجنرال مازيولو.

واعتبر جنتيلوني أن «للبنان دوراً بارزاً في توطيد الاستقرار في الشرق الأوسط، وإيطاليا تعمل على تعزيز هذا الدور من خلال العمل على استمرار الاستقرار الأمني، خصوصاً في الجنوب».

وأكد أن «حكومته تتطلع إلى زيادة التعاون التجاري والمساهمة في المشاريع الإنتاجية كالكهرباء والتنقيب عن النفط والغاز، خصوصاً أن الشركة الإيطالية الكبرى «ENI» كانت من ضمن كونسورسيوم سيتولى التنقيب عن النفط والغاز في حقلين واحد في جنوب لبنان وآخر في شماله».

وردّ عون مثمّناً «التزام الحكومة الإيطالية الثابت دعم لبنان في مختلف الميادين». وأكد أن «الأزمة السياسية التي نشأت بعد إعلان الرئيس سعد الحريري استقالته طويت وهي في طريق المعالجة النهائية»، مركّزاً على «أهمية الوحدة الوطنية اللبنانية والاستقرار الأمني والمالي».

وكان عون اتفق ونظيره الإيطالي ماتاريلا خلال لقاء قمة جمعتهما أول من أمس، في قصر كويرينالي، على «ضرورة بقاء لبنان بمنأى عن التوترات القائمة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى الدول المعنية المساهمة في الإسراع في الوصول إلى حلول تفيد الإستقرار في المنطقة، وخصوصاً للأزمة السورية والآليات المتبعة لذلك، والتي ترعاها الأمم المتحدة وممثلها ستيفان دي مستورا».

وأكد ماتاريلا «أننا سنواصل الدعم في المجال العسكري، وقد تقررت تقرر زيادة عدد المشاركين في دورات التدريب للضباط والعسكريين في مختلف القوى المسلحة».

وتطرق الجانبان إلى «مرحلة إعادة الإعمار في سورية والعملية السياسية المرتقبة لجهة إجراء انتخابات شاملة فيها»، لكن الرئيس عون سأل، وفق بيان المكتب الإعلامي: «كيف يمكن إجراء هذه الانتخابات وهناك أكثر من 6 ملايين سوري خارج بلدهم، الأمر الذي يفرض عودتهم».

وكان عون أكد أمام الجالية اللبنانية مساء أول من أمس، أن «لبنان استطاع أن يجتاز أزمة كان من الممكن أن تشكل خطراً عليه، وذلك عبر معالجتها بكل ترو وحكمة. ولم يحصل الذي كان من المتوقع أن يحصل». وأشار إلى أنه بذلك «نتمكن من تجاوز الأزمات والجميع أصبح الآن يعرف مواقفنا». وقال: «كان المقصود أن يبقى لبنان دولة مطيعة، لكننا تمكنا من أن نثبت أنه دولة سيدة تتعاطى مع الجميع من الندّ للندّ». وأضاف: «لا توجد دولة أكبر من لبنان أو أصغر منه».

وطمأن اللبنانيين إلى أن «لبنان لن يتعرض بعد الآن لمشكلات كثيرة، وسيعلم الجميع أننا دولة ذات سيادة ومستقلة تسودها الحرية، وتتعامل مع غيرها من الدول محترمةً كل القيم التي تلتزم بها الدول في علاقاتها مع بعضها بعضاً». ولفت إلى «أننا استطعنا خلال مشاركتنا في مؤتمر الحوار الأوروبي- المتوسطي أن نتكلَّم بكل حرية وببساطة لأننا لسنا متورطين مع أحد». وتابع أمام الجالية: «إن كان مع الذين أوجدوا الإرهابيين أو مع الذين أحياناً كانوا شركاءهم، أسلوبنا في التعاطي مع الجميع لم يتغيَّر لأن رأسنا مرفوع، ونحن أقوياء».

والتقى مستشار رئيس الجمهورية للتعاون الدولي الوزير السابق الياس بو صعب مديرة وكالة «التنمية والتعاون الايطالية» لورا فريغانتي ونائب مدير التعاون الدولي في وزارة الخارجية الايطالية باولو كوكولي. وأوضح أنه «جرى البحث في المساعدات المقدمة للبنان منذ اجتماعات باريس واحد واثنين وثلاثة ومؤتمر لندن، وتبيّن أن هناك مبلغاً يقدر بنحو 120 يورو قروضاً ميسرة مقدمة من إيطاليا لإنشاء مشاريع في لبنان، منها أنجزت الدراسات في شأنه ولم يباشر تنفيذه لوجود عوائق، وتم تأمين 75 مليون يورو منها، وجرى الحديث عن 45 مليون يورو في مؤتمر لندن في العام الماضي. وهناك 90 مليون يورو هبات يواجه تنفيذها عراقيل لأسباب تتصل بالبيروقراطية في لبنان».