مسعود الحناوى

بغض النظر عما إذا كان الفريق أحمد شفيق قد سرب متعمداً الفيديو الذى هاجم فيه دولة الإمارات العربية الشقيقة على قناة الجزيرة أو كان الفيديو قد تمت سرقته والقرصنة على حسابه من جانب القناة .. فإن الفريق شفيق قد سقط فى أكثر من تصرف سلبه كثيراً من رصيده لدى المصريين عامة ومحبيه خاصة .

فقد سقط شفيق عندما هاجم الدولة التى فتحت له ذراعيها واستضافته استضافة العظماء والملوك والرؤساء على مدار خمسة أعوام كاملة,معززاً مكرماً هو وأفراد عائلته .. حيث اتهمها بأنها منعته من السفر لأسباب لا يفهمها,ووضعت العوائق أمام حرية حركته,مؤكدا رفضه التدخل فى شئون بلاده وإعاقة مشاركته الدستورية فيما أسماه بـ «المهمة الوطنية المقدسة»!!

وسقط عندما أعلن عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة عبر وكالة أنباء أجنبية (رويترز) .. وكان الأحرى به أن يُعلن عن ذلك من داخل مصر وعبر وسائل الإعلام المصري!

وسقط عندما أمضى خمسة أعوام كاملة بعيداً عن الوطن خاصة بعد أن تم تسوية جميع القضايا المرفوعة ضده وكانت تعوق عودته لمصر !!

وبالرغم من أن شفيق كان محسوبا على نظام مبارك،وأنه رفض تنحيه عن الحكم،وأنه كان داعماً لمشروع التوريث .. وبالرغم من أن جماعة الإخوان سيدعمونه حال ترشحه ليس حبا فيه ولكن انتقاما وبغضا فى الرئيس السيسى الذى حطم حلم عمرهم .. فإنه لا يختلف اثنان على حق شفيق فى خوض الانتخابات طالما انطبقت عليه الشروط القانونية والدستورية للترشح .

على أية حال لقد عاد شفيق إلى حضن الوطن برغم كل هذه السقطات والتجاوزات .. وخابت كل التوقعات والأنباء التى روجت إلى إلقاء القبض عليه فور أن تطأ قدماه أرض مصر .. ولا أعرف كيف «سيكفر» شفيق عن كل خطاياه وسقطاته التى ارتكبها فى حق نفسه أولا، ووطنه ثانيا ,ودولة الإمارات ثالثا .. لأنه بالرغم من كل ما حدث فإن الكرة لا تزال فى ملعبه ولا يزال حراً طليقاً جسداً وفكراً واختياراً !!