علي سعد الموسى

من الملفت للانتباه أن الذي يتصدر الحملة المسعورة ضد المواقف السعودية مع تاريخ القدس وفلسطين هو تلك الفئران المريضة المختبئة في الأقبية والهاربة من مجتمعاتها في الجحور والكهوف. هم حزب الشيطان في حارة حريك وأنصاره في صعدة. هم حماس وهم أيضا «إخوان الشياطين» الهاربون إلى فنادق إسطنبول الفارهة وأستوديوهات الدوحة.

ومن وجهة نظري، وهذا رأي شخصي يمثلني وحدي، فإن «الرسمي» السعودي كان أوسع صدرا وأطول بالاً في ردة الفعل مع بعض محيطه العربي الذي ينتظر بفارغ الصبر أي حدث للهجوم على المملكة. ردة فعل السعودي «الشعبي» وهو ينتفض انتصارا لمليكه ووطنه كانت رسالة انتماء وولاء والتحام سعودي لا توصف.
تعالوا إلى هذه الحقائق: حين نقلب أوراق السلطة الفلسطينية، ومنذ أيام منظمة التحرير وحتى اليوم، فإن المملكة تتصدر المركز الأول وبفارق كبير في تقديم الدعم المالي للشعب الفلسطيني. الأرقام تقول إن السعودية قد قدمت 
ما يقرب من نصف ما قدمته كل الحكومات العربية مجتمعة في تاريخ القضية الفلسطينية. قد لا يعرف البعض أن أميركا في المركز الثاني من حيث المساعدات للسلطة الفلسطينية في العشرين عاما الأخيرة. وبودّي لو أن الأخ المناضل، أبومازن ومعه هنية يذكران لنا ترتيب إيران على هذه القائمة. الحقيقة الأخرى تقول إن الجالية الفلسطينية في المهجر السعودي هي أكبر جالية خارج فلسطين في كل خريطة العالم، وإن مجموع تحويلات هذه الجالية لأهلهم في فلسطين يصل إلى ما يقرب من 40% من حجم تحويلات الشتات الفلسطيني. الذي باع القدس هو ذات الخذلان الذي لم يعلنها عاصمة لفلسطين ما بين الفترة من عام 48 و67، وهي فترة تاريخية لا يذكرها أحد. الذي باع فلسطين هو من خان المواثيق والعهد تحت أستار الكعبة الشريفة يوم جمعهم عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله. انتهت المساحة.