فيما وصل ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى البيت الأبيض أمس، كأول مسؤول خليجي يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قالت مصادر إن الملفات الاقتصادية في صدارة الاجتماع، بما فيها ملف الاستثمارات المتبادلة بين البلدين، إضافة إلى التغيرات الاقتصادية المهمة التي تشهدها المملكة، بما في ذلك المضي قدما نحو تأسيس أضخم صندوق استثمارات سيادية في العالم.


وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن اللقاء يهدف إلى تقديم السعودية كبلد استثماري متميز عند المسؤولين ورجال الأعمال الأميركيين، إضافة إلى إبراز دور المملكة كدولة محورية في محاربة الإرهاب، وحققت نجاحا كبيرا في هذا الجانب. وأشارت الصحيفة إلى أن الزيارة تأتي في إطار «رؤية المملكة 2030» التي تهدف إلى تقليل اعتماد السعودية على النفط كمصدر أساسي للدخل، وإيجاد مصادر أخرى للدخل، وزيادة إنتاج القطاعات غير النفطية بمقدار ستة أضعاف، لافتة إلى أن التقلب الكبير في أسعار النفط العالمية دفعت صناع القرار بالمملكة إلى اعتماد هذه الاستراتيجية الواعدة.


خطة طموحة

تطرقت الصحيفة إلى أن خطة المملكة الاقتصادية التي ستدعم القطاعات الخاصة كرافد مهم للاقتصاد الوطني، إضافة إلى جعل الشركات الحكومية أكثر كفاءة وفعالية، ستشمل إنشاء صندوق سيادي بقيمة 2.5 تريليون دولار، وعن طريق بيع جزء من أسهم شركة أرامكو السعودية العملاقة في الأسواق العالمية، فيما ستكون هذه الخطوة أكبر طرح عالمي لأسهم شركة حكومية في العالم. وأضافت أن الخطة السعودية لا تقتصر على مجال التجارة فقط، بل تهدف لزيادة مهارات الشباب السعوديين، وتمليكهم القدرات التي تجعلهم قادرين على المنافسة في سوق العمل، إضافة إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد معرفة قائم على التصنيع المتطور. وتابعت أن المملكة تهدف للاستثمار في شركات عالمية سواءً في الولايات المتحدة أو أوروبا أو الأسواق الآسيوية الناشئة.

إصلاحات واسعة
أكدت الصحيفة خلال تقريرها، أن الأمير محمد بن سلمان يقود حملة إصلاحات كبيرة داخل الاقتصاد السعودي، حيث إن محادثاته مع الرئيس ترمب ستتركز على أسعار النفط العالمية ودفع عمليات الاستثمار، إضافة إلى قضايا مكافحة الإرهاب في المنطقة، وسبل حل الأزمات المندلعة في سورية واليمن وليبيا. وأوضحت الصحيفة أن الزيارة الحالية تأتي بعد زيارة أخرى قبل أقل من عام، زار فيها الأمير محمد بن سلمان الولايات المتحدة، وتجول في وادي السيليكون الشهير، لجلب عدد من الاستثمارات إلى السعودية، ودعم الرؤية الاقتصادية 2030، لافتة إلى أن الأمير الشاب يطمح في تحقيق إصلاحات في النظام الاقتصادي والإداري ببلاده، ودعم القطاعات الخاصة أكثر لتنويع مصادر الدخل، لإيجاد فرص جديدة للشباب السعودي الذي يمثل ثلثي تعداد السكان تقريبا في السعودية. وكان الأمير محمد بن سلمان قبل توجهه إلى الولايات المتحدة التقى المدير التنفيذي لشركة سيتي جروب، مايكل كوربات، في العاصمة الرياض، للتباحث حول فرص الاستثمارات الممكنة داخل المملكة وحول العالم.

لقاء الجبير- تيلرسون 
التقى وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، في مقر وزارة الخارجية الأميركية بواشنطن، أول من أمس، وزير الخارجية عادل الجبير.وعقد الجانبان جلسة محادثات، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وبحثا المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، ومنها الأوضاع في سورية واليمن وليبيا والعراق، إلى جانب جهود البلدين في محاربة الإرهاب ومكافحة التطرف.