اعتمدت الأمم المتحدة، أمس الخميس، مشروع قرار إماراتياً، ينص على رفض منح صفة استشارية لمؤسسة «الكرامة» الإرهابية، التي يديرها القطري عبدالرحمن النعيمي، والمدرج على قوائم الإرهاب، وذلك بسبب صلة هذه المؤسسة بالإرهاب، ولأن مؤسسها مُدرج على عدد من القوائم الإرهابية.

ورحبت السفيرة، لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، باعتماد القرار بتوافق الآراء، وأشارت إلى أن نتيجة التصويت عكست التزام الدول الأعضاء بمبدأ منح هذا المركز الاستشاري الخاص فقط للمنظمات غير الحكومية التي تتماشى أهدافها وأنشطتها مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وقرار المجلس الاقتصادي والاجتماعي رقم 1996/31، بما يكفل المسؤوليات الجماعية للدول تجاه المجلس الاقتصادي والاجتماعي ودوره الفعال.

وينظر إلى هذه الخطوة على أنها حاسمة في هذا التوقيت، وتضع قاعدة جديدة يمكن اتباعها لملاحقة جميع المنظمات والمؤسسات المشبوهة، خصوصاً تلك المتصلة بالنظام القطري. وأكد مراقبون أن المجتمع الدولي مطالب بمنع المنظمات والأشخاص الموضوعين على قوائم الإرهاب من التسلل إلى المنظمات الدولية، وخصوصاً التابعة للأمم المتحدة.

وتبدي الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب تصميماً كبيراً على تنفيذ خطواتها، فيما أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري أن الرباعي العربي لن يتراجع عن مطالبه من قطر، وأن مصر لا يمكنها أن تتسامح مع من يعبث بأمنها واستقرارها. وجاء هذا الموقف، خلال المباحثات التي أجراها الوزير المصري أمس الأول في باريس مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان، وتناولت تطورات الأزمة القطرية، حيث قدم شكري عرضاً متكاملاً للأسباب والقرائن التي على أساسها تم قطع العلاقات مع قطر، والتي تثبت بما لا يدع مجالاً للشك دعم الدوحة للإرهاب وفتح قنواتها الفضائية للترويج للأفكار المتطرفة، والتدخل سلبياً لزعزعة استقرار مصر والدول العربية الثلاث الشقيقة.

من جهته، قال الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، أن الدول المقاطعة لقطر، وعلى رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لن تتراجع عن مطالبها، محذراً الدوحة من التصعيد. وأكد الوزير البحريني، في مقابلة تلفزيونية، أن ما طُرح من أدلة على «دعم قطر للإرهاب» حتى الآن «أكثر من كافية»، وأن الموقف من قطر هو «دفاع عن كافة الأمة العربية»، مضيفاً: «لا نعلم ما يطمح إليه أمير قطر سواء زعامة أو غيرها، ولكنه لن ينجح، فنحن نتحمل المسؤولية عن جميع البلدان العربية في مواجهة إرهاب قطر، وليس عن بلداننا فقط».