«عكاظ» تحاور القائد العام لقوات «سورية الديموقراطية».. مهندس العلاقات الأمريكية الكردية

مظلوم: نهاية «داعش» بعد شهرين

&

&

 الزميل الغضوي في حوار مع مظلوم عبدي.


&

&

&

&

عبدالله الغضوي (سورية)

كشف القائد العام لقوات «سورية الديموقراطية» مظلوم عبدي أن المعركة الأخيرة مع تنظيم داعش في آخر جيوبه في البوكمال التي بدأت الإثنين الماضي ستكون معركة النهاية، مؤكداً أن التنظيم لن يبقى أكثر من شهرين في سورية. وقال عبدي الذي يتجنب الظهور في وسائل الإعلام، في حوار خص به «عكاظ» إن العلاقة مع التحالف الدولي ممتازة الآن، فيما أماط اللثام عن وضع إستراتيجية العام 2019، ما يبدد الشكوك بانسحاب أمريكي وشيك من سورية. وحول المفاوضات الأخيرة التي كان الأكراد جزءاً أساسياً منها، لفت عبدي إلى أنه ما من عداوة مع النظام السوري، والدليل قلة الاشتباكات مع قوات النظام، معتبراً أن دعوة النظام لمجلس سورية الديموقراطية خطوة إيجابية تدعمها قوات سورية الديموقراطية... فإلى الحوار:

• توقفت الحرب على داعش منذ 8 أشهر في آخر معاقله في البوكمال.. متى تستأنفون القتال؟

•• توقف المعارك كان لأسباب عسكرية بحتة، لكننا اليوم بدأنا الحملة الأخيرة على التنظيم، فقد كانت الحملة الماضية على داعش سريعة في أراضٍ واسعة، وتركنا خلفنا مناطق كبيرة من الشدادي إلى منطقة غرانيج، وكان لابد من تأمين الجبهة الخلفية وإعادة تجميع قواتنا، وكذلك كان لابد من تمشيط الحدود العراقية أيضاً باعتبار هناك انتشار للتنظيم، لكن اليوم أعلنا الحرب الأخيرة على داعش في هجين والسوسة والشعفة، ودعني أقول هناك شهران أمام داعش ليكون من الماضي في سورية وينتهي وجوده العسكري العلني بشكل نهائي.

• داعش الآن في مثلث إيران والنظام وقوات سورية الديموقراطية، هل تنسقون مع إيران والنظام في الحرب ضد داعش؟

•• في الأصل لا يوجد هناك حاجة للتنسيق مع النظام وإيران، باعتبار أن ما يفصل بيننا هو نهر الفرات، هناك تنسيق دقيق مع التحالف الدولي فقط.

• هل تخشون الاصطدام مع قوات النظام والميليشيات الإيرانية في البوكمال؟

•• حدث ذلك من قبل خلال حملة عاصفة الجزيرة، كانت هناك مناوشات في حقل كونيكو للغاز وكذلك في منطقة الصالحية، أما اليوم ليس هناك مناطق تماس برية باستثناء الفاصل هو نهر الفرات، ولا نتوقع اصطداماً، إلا في حال قرر الطرف الآخر الاصطدام حينها نحن جاهزون للرد.

• كان هناك تقارب بين مجلس سورية الديموقراطية والنظام السوري.. ما رأيك بهذا التقارب؟

•• الوضع السوري شارف على الانتهاء ولا بد أن يكون هناك نوع من التفاهم والتفاوض حول مستقبل سورية سياسياً وعسكرياً، وجاء الطلب بالتفاوض من النظام، ونحن لا نعتبر النظام عدواً في الحقيقة وعندما جاء طلب المفاوضات قبلنا هذا الطلب؛ لأننا لا نريد الحرب مع النظام ولسنا قوات حرب وإنما قوات دفاع.

• كيف كان الموقف الأمريكي من التفاوض مع النظام؟

•• واشنطن شجعتنا على التفاوض مع النظام، وهم في العادة لا يتدخلون في شؤوننا الداخلية، لكن في ذات الوقت هم يحرصون على نتائج المفاوضات باعتبارهم طرفاً في الصراع السوري.

• هل شاركت شخصيات أمنية وعسكرية في التفاوض مع النظام؟

•• لم يشارك أي شخص من قوات سورية الديموقراطية، لكننا نشجع على التفاوض مع النظام، وهذه المفاوضات تركز على الناحية الدستورية، على أمل توسيع النقاش على القضايا السياسية والعسكرية.

• ماذا تريد من المفاوضات مع النظام؟

•• الاعتراف بالإدارة الذاتية في شمال شرق سورية ومؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية.

• هل لديكم تصور لدمج قوات سورية الديموقراطية في مؤسسات النظام الأمنية؟

•• أولاً نحن ليس لدينا مشروع لتقسيم سورية، وإنما الحفاظ على وحدة سورية، ونحن نريد الدولة السورية الواحدة للجميع، ويجب أن تكون المؤسسة العسكرية واحدة ونعتبر قوات سورية الديموقراطية جزءاً من الجيش السوري الوطني، وفي حال تم التواصل إلى اتفاق مع النظام نقبل أن تكون قوات سورية الديموقراطية جزءاً من قوات النظام.

• هل تم الحديث خلال المفاوضات على هذا الأمر؟

•• المفاوضات جارية مع النظام حتى الآن.

• هل لاحظتم تغييراً في سلوك النظام؟

•• للأسف النظام لم يتغير، وهو ما زال يراهن على الحل العسكري وهذا أسلوب غير مجدٍ في الحالة السورية.

• البعض رأى أن التفاوض مع النظام له علاقة بالانسحاب الأمريكي من سورية؟

•• على العكس تماماً؛ قبول التفاوض ينبع من قوته، ونحن الآن في موقع القوة أكثر من أي وقت مضى، وقبول التفاوض من موقع القوي وليس الضعيف، أما بالنسبة للانسحاب الأمريكي -حتى الآن- لا يوجد مؤشرات لانسحاب القوات الأمريكية من سورية، وأكدوا لنا لن يكون هناك انسحاب حتى إيجاد حل سياسي خصوصاً في شرق سورية.

• ألا تخشون تفاهمات إقليمية على تجربة الإدارة الذاتية وبالتحديد على «الكرد»؟

•• بالطبع نخشى، ونحن حذرون من ذلك، خصوصاً في التفاوض مع النظام لكننا مستعدين لكل سيناريو.

• هل هناك تعزيزات عسكرية أمريكية جديدة؟

•• لا يمكن الحديث عن هذا الأمر، لكن أستطيع القول إننا ناقشنا مع الولايات المتحدة الأمريكية برنامج العام 2019.

• ما ملامح هذا البرنامج؟

•• الاستمرار في محاربة داعش، والقضاء على الوجود العسكري لداعش في أي منطقة بسورية، والعمل على منع عودة داعش في المناطق المحررة ومواجهة الخلايا النائمة، وكذلك تعزيز قوات الأمن الداخلي وتدريب العديد من القوات لبسط الاستقرار ودعم المجالس المحلية في المناطق المحررة من داعش.

• ما حجم الدور الفرنسي في سورية.. يقال إن هناك تعاظماً للدور الفرنسي؟

•• ليس كما يعرض في وسائل الإعلام، هناك مبالغة بالدور الفرنسي العسكري في سورية، هم موجودون في منبج، وانتقلوا إلى دير الزور، وزادت مجموعاتهم العسكرية قليلاً، وهم بشكل عام موقفهم إيجابي من الكرد.

• ماذا عن الموقف البريطاني؟

•• هناك تغير أيضاً في الموقف البريطاني، وأجرينا بعض اللقاءات الإيجابية وأخبرونا أن هناك تغييراً في موقفهم حيال الوضع في سورية من قوات سورية الديموقراطية.

• ماذا سيقدمون؟

•• سيشاركون بشكل أكثر فاعلية في برامجهم حول مساعدة المناطق المحررة اقتصادياً وسياسياً، وهم في الأصل موجودون في التحالف الدولي.

• ماذا عن الدور الخليجي في سورية؟

•• الحقيقة الحركة الخليجية في سورية ضعيفة، ونحن نتطلع لدور خليجي وعربي فاعل في سورية، الدور القطري كان دوراً سلبياً جداً في سورية، وهو دور تخريبي في الحقيقة.. ولا نريد تكرار هذه التجربة.

• منبج باتت منطقة صراع دولية.. هل أنتم مطمئنون للوضع في منبج بعد خارطة الطريق التركية الأمريكية؟

•• للاتفاق الأمريكي - التركي قراءات مختلفة، بالنسبة لقوات وحدات حماية الشعب في منبج كان هناك اتفاق مسبق قبل تحرير منبج، وكان هناك تفاهم دولي إقليمي على تحرير منبج من داعش، وساعدنا المجلس العسكري على تحرير منبج وشارك 6000 من قواتنا في تحرير منبج ونفذنا كل الاتفاقات حول منبج، صحيح كان هناك مستشارون عسكريون من وحدات حماية الشعب لكنهم انسحبوا الآن وملف منبج انتهى، إلا في حال طلب المجلس العسكري وجودنا إذا تعرضت منبج لتهديد حينها سنكون هناك.. وصرحنا أكثر من مرة إذا طُلبت منا المساعدة سنكون في منبج فوراً.

• دعنا نتحدث عن عفرين.. ما خياراتكم في عفرين؟

•• خيارنا في عفرين واحد؛ هو المقاومة وعودة جميع المؤسسات المدينة والعسكرية السابقة إلى عفرين، والحقيقة أن أولويتنا هي عفرين أكثر من أي شيء آخر.

• هل هناك تقارب مع النظام حول عفرين، في ظل الحديث حول مشاركتكم في الهجوم على إدلب مقابل استعادة عفرين؟

•• لا، هناك خلاف في الأولويات، هدف النظام إدلب، وهدفنا عفرين، وهناك فوارق بيننا.

• هل هناك استعداد للمشاركة في الهجوم على إدلب؟

•• لا، على الإطلاق، معركتنا الآن ضد تنظيم داعش.

• هل هناك إمكانية للعمل مع النظام لاستعادة عفرين؟

•• حتى الآن لا يوجد أي حديث مع النظام في هذا الأمر.

• هناك اعتراضات تركية في سورية على وجود عناصر من حزب العمال الكردستاني.. ما ردكم؟

•• ليس هناك إثبات على ذلك في سورية، ودعني أقول لك إن العلاقة مع تركيا لم تكن كذلك، كان هناك تنسيق مع الجانب التركي على الحدود في كوباني، وصالح مسلم زار أنقرة أكثر من مرة، لكن الأمر يتعلق بعموم السياسة التركية في كردستان عموما.

• ما طريقتكم في القتال؟

•• نحن في الأصل قوة دفاعية، ومنذ بداية الأحداث أبلغنا كل القوى المتصارعة في سورية أن أولويتنا حماية مناطقنا، ولم نحارب أحداً حتى حوربنا، وقد تحدثنا إلى الجيش الحر وحتى جبهة النصرة، باستثناء داعش، وكانت أقل الحروب مع قوات النظام لأنه لم يحاربنا.

• من يهندس القتال مع داعش؟

•• نحن نناقش الخطة العسكرية في قوات سورية الديموقراطية، ويتم إطلاع قوات التحالف عليها ومن ثم يتم اعتماد الخارطة العسكرية.

• ما القواسم بينكم والولايات المتحدة الأمريكية؟

•• بالطبع قتال داعش، نحن القوة الأولى التي حاربت تنظيم داعش، وهذا ما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تقترب من وحدات حماية الشعب - آنذاك-.. وكانت الفلسفة الأمريكية تغطية الجو ودعم القوة المحلية وتمكنا بذلك من هزيمة داعش، رغم أن الكثير من الدول استبعدت ذلك.

• ماذا بعد نهاية داعش؟

•• هناك خطر من عودة داعش، كما حدث في العراق، وهذا أحد أسباب استمرار العلاقة مع التحالف.

• ما الفترة المتوقعة للتخلص من داعش، وبالتالي علاقتكم مع أمريكا؟

•• نحتاج سنوات، ولا ننسى أيضا القضاء على القاعدة الفكرية لداعش، ونحن الآن مع التحالف تجمعنا صداقة السلاح.

• هل تتلقى تقارير عن الوضع في دير الزور؟

•• نعم بشكل يومي.

• هل أنت راضٍ عن الوضع في دير الزور؟

•• بالطبع لا؛ تصلنا تقارير عن تجاوزات بحق المدنيين ونحاول بكل جهدنا أن نتلافى تلك التجاوزات.

• كيف العلاقة مع شيوخ العشائر؟

•• بشكل عام العلاقة جيدة، ولكن في المقابل هناك محاولات من النظام باستمالة العشائر، ولكن مصلحة الأهالي في دير الزور بالعلاقة مع قوات سورية الديموقراطية.

• ما سبب الوضع المتوتر في دير الزور؟

•• السبب الأساسي في التوتر والتجاوزات في دير الزور، هو حداثة التجربة هناك، فقد شارك في حملة عاصفة الصحراء نحو 20 ألف مقاتل من أبناء دير الزور في قوات سورية الديموقراطية، وحتى قوات الأسايش من أبناء دير الزور، وهذه القوات ليست متدربة بشكل كافٍ وجيد، ولم تكن هناك فرصة لتدريب هذا العدد الهائل من المقاتلين، ولا ننسى تأثيرات النظام السلبية على تلك المناطق، كل هذه المعطيات تؤثر على الوضع في دير الزور.

• هناك عناصر مسيئة في قوات سورية الديموقراطية من أبناء دير الزور، ما قولكم؟

•• هناك إجراءات ضد هذه العناصر، فقد قمنا بإبعاد ما يقارب 2000 شخص من العناصر المسيئة في قوات سورية الديموقراطية، ونحن الآن في صدد دورات تدريبية لهذه القوات.

• ما أصعب المراحل في سورية التي عايشتها؟

•• كانت معركة الرقة، أصعب اللحظات فقد حصن داعش الرقة بحث لا تسقط، وقام بتلغيم معظم الأحياء وأخذت كل التدابير العسكرية وسقط العديد من قواتنا، ومع ذلك كان علينا الاختيار بين الاستمرار أو التوقف، وكان القرار هو الاستمرار.

• ماذا سيفعل مظلوم بعد الحرب؟

•• سأستمر في العمل العسكري، ونقوم ببناء قوات سورية الديموقراطية.

• يعرف أنك كنت من قيادات حزب العمال الكردستاني المصنف تنظيماً إرهابياً، هل مازالت تربطك علاقات برفاق السلاح؟

•• عندما ظهرت بوادر الأزمة السورية في بداية 2011، وألقى شبح الحرب الأهلية بظلاله على سورية بادر شباب الكرد السوريون الناشطون في صفوف الأحزاب والحركات الكردستانية بالعودة إلى روج آفا لحماية أهل منطقتهم. وقد قررنا آنذاك نحن مجموعة من الرفاق الكورد السوريين المتواجدين في حزب العمال الكردستاني العودة إلى روجافا بهدف حماية أهلنا ومناطقنا، وقمنا بتشكيل وحدات حماية الشعب بشكل مستقل عن جميع الأحزاب الكردستانية بمن فيهم حزب العمال الكردستاني. والآن تربطنا علاقة الصداقة مع جميع الأحزاب الكردستانية في الأجزاء الأخرى من كردستان ولكننا في الوقت ذاته نحافظ على استقلاليتنا ولا تربطنا روابط تنظيمية مع أي منهم.