أحمد رحيم 

صعّد تنظيم «داعش» في شمال سيناء من لهجته ضد حركة «حماس» في شكل لا سابق له، متوعّداً عناصرها بالاستهداف، ومحرّضاً «تكفيريّي» قطاع غزة على استهداف مقرات الحركة وقتل قادتها.

وفي فيديو نشرته مواقع إخبارية تابعة له، هاجم «داعش سيناء» اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس»، وأكد أن «تكفيريّين» من غزة ينخرطون في صفوفه، كما أعدم فلسطينياً قال إنه من «حماس» رمياً بالرصاص لـ «تهريب أسلحة من سيناء إلى القطاع».

وهذا هو أول فيديو مطوّل (مدته 22 دقيقة) يصدره «داعش» ويتحدّث فيه حصرياً عن «حماس»، في مؤشر إلى مدى تضرر التنظيم من التنسيق الأمني بين مصر والحركة التي شدّدت مراقبة الحدود بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية، وأوقفت تكفيريّين كانوا يسعون إلى التسلل إلى سيناء.

ونشرت مواقع التنظيم مساء أول من أمس، الفيديو كاملاً تحت عنوان «ملّة إبراهيم». وكان فرع التنظيم في سيناء نشر قبل يومين «إصداراً ترويجياً» لهذا الفيديو، شمل مقطع إعدام مسلحي «داعش» فلسطينياً يُدعى موسى أبو زماط.

وبدأ الفيديو بمقتطفات من مؤتمر صحافي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلن فيه القدس «عاصمة لإسرائيل» ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة، ثم تحدّث شخص غير ملثم يُدعى أبو قاسم المقدسي، فيما كان يقف في قلب منطقة صحراوية، واتهم «حماس» بأنها «عصابة تتاجر بالجهاد»، ووصف بـ «الطاغوت» الرئيسين الفلسطينيين الراحل ياسر عرفات والحالي محمود عباس.

وقال: «عصابة حماس المرتدّة استغلت مكانة الأقصى لتحقيق مصالح حزبية سياسية»، منتقداً تعاونها مع إيران والرئيس السوري بشار الأسد. وأورد الفيديو مقاطع من زيارات قامت بها إلى طهران قيادات من «حماس»، بينها رئيس مكتبها السياسي السابق خالد مشعل والحالي إسماعيل هنية.

وانتقد المقدسي استهداف الحركة «التكفيريّين» في غزة، وقال: «لم تسلم الفئة المؤمنة (التكفيريّين) من أذى العصابة المرتدّة... سعت حماس إلى حرب وحصار الموحّدين على أرض سيناء بالتنسيق الأمني المباشر» مع مصر.

وغازل «داعش» شباب «الإخوان» الذين انخرطوا في العنف المسلح ضد الدولة، وانتقدوا تبرؤ قيادات في الجماعة من الهجمات المسلحة التي شنّوها ضد قوى الأمن. واقتبس لقطات لمرشد «الإخوان» محمد بديع وهو في محكمة يرفع شارة «رابعة»، وقال المقدسي: «انتهج مرتدّو الإخوان في مصر عقيدة السلمية الباطلة، وباعوا دماء أتباعهم وطعنوا في الجهاد وأهله، ومن خلفهم زجت بهم عصابة حماس بالعزل في السجون، وضيّقت على المجاهدين في سيناء».

وأضاف: «الموحّدون في غزة يرون ما يصنع هؤلاء والحملة الشرسة على الموحّدين في سيناء، فانبذوا عنكم هذه الطائفة، فقتال الكفرة المبدّلين للشرائع محتم... عليكم بالنواسف والكواتم واللواصق، انسفوا محاكمهم الوضعية ومقراتهم الأمنية... لا تُبقوا في غزة رافضياً لعيناً أو إخوانياً مرتدّاً». وتابع: «إعانة هذه العصابة (حماس) بالمال والسلاح ردة واضحة عن الدين... تستخدم حماس السلاح المهرّب في التمكين للحكم بغير ما أنزل الله، وحرب المجاهدين في غزة وسيناء، ومنع الهجرة إلى دار الإسلام في سيناء».

وانتقل المقدسي إلى الحديث وسط مجموعة من المسلحين الملثمين الذين ارتدوا ملابس شبه عسكرية وإلى جواره مسلح ظهر وجهه وشخص بجلباب بدا آسيوياً لا يحمل السلاح، وأمامهم جميعاً أُلقي برجل على قدميه وهو يرتدي زي الإعدام لدى «داعش». وقال: «ها نحن اليوم، تصديقاً للأقوال بالأفعال، حكمت المحكمة الشرعية في ولاية سيناء بالقتل ردّة على من أعان المشركين في القتال. هذا الرجل المدعو موسى أبو زماط كان في صفوف المجاهدين (داعش)، لكنه أعان المشركين وأوصل السلاح إلى المرتدّين في كتائب عز الدين القسّام (الجناح العسكري لحماس)، واليوم يقتله رجل تائب منهم». ثم أخرج الشاب مسدّساً من جرابه وأطلق رصاصتين على رأس زماط ليغرق في دمائه، وسط تكبير الباقين. وكانت هذه اللقطات ظهرت في «الإصدار الترويجي».