هيام النحاس 

قبل سنوات عدة، طوت الحاجة زينب (50 سنة) صفحة من سجل حياتها الخاصة وبدأت ملاحقة اهتمامات جديدة ظنت أنها ستكفيها. لكن حلم الغناء ظل يراودها إلى أن اغتنمت الفرصة مع الفرقة الموسيقية «الأصالة في ربيع العمر»، لتبدأ حياة جديدة بعد الخمسين.

الفنانة ورد، كما يلقبها عارفوها، عضو في مجموعة الكورال في فرقة موسيقية للهواة تضمّ عدداً من كبار السن، وعزز شغفها بالموسيقى التحدي للخروج من أزمة نفسية مرت بها، وكان ملاذها المشاركة في الغناء فوق خشبة المسرح.

عادت الحاجة زينب إلى الحياة من الكواليس للمرة الأولى في حفلة موسيقية شهد انطلاقها مع أعضاء الفريق. وتقول لـ «الحياة»: «كنت آثرت العزلة والوحدة بعد تجاوزي الخمسين في مرحلة يسميها البعض خطأ سن اليأس، وهي مرحلة نضج». وتضيف: «أعادت الموسيقى إليَّ الحياة وأنقذتني من الوقوع في فخ الإحساس بالوحدة والفراغ القاتل بسبب وفاة زوجي بعد زواج استمر 27 سنة ولم يثمر أطفالاً».

التضحية عنوان للمرأة وفي سجل حياة الفنانة ورد تضحيات سردتها: «تنازلت عن أمومتي وحصلت على زوج حنون مخلص، لذا كان فراقه إعلاناً عن بدء التوقيت بالوحدة، وحاولت الفرار منها بالعمل لفترة لم تَطُل، ولكنها أكسبتني اسم ورد الذي لقبني به المقربون من زبائني في محل الزهور الذي كنت أملكه».

تضيف زينب: «لظروف خاصة اضطررت لإغلاق المحل، وهو ما ساهم في شكل أساسي في سوء حالتي النفسية وبالتبعية تدهورت حالتي الصحية وأصبت بالاكتئاب، ولزمت البيت ما بين القراءة ومشاهدة التلفزيون، إلى أن أخبرتني إحدى الصديقات عن وجود فرقة موسيقية لكبار السن تقدمت إليها كعضو في فريق الكورال بهدف الاستمتاع بصحبة الغناء».

الشغف يقود إلى الاستمتاع ولكن هناك مراحل سابقة لذلك ذكرتها ورد: «مرحلة ما قبل الانضمام إلى الفرقة كانت عادتي الاستماع إلى إذاعة الأغاني كل صباح، وعزز ذلك تذوقي للموسيقى التي عشقتها منذ طفولتي، إذ كانت شقيقتي تعمل مدرسة موسيقى تعزف على آلة البيانو في منزلنا، ورافقتها إلى الحفلات الموسيقية التي كانت تشارك فيها مراراً. وبعد ما مررت به راودني حلم الموسيقى مجدداً عندما ضاقت بي الحياة التي بدت لي بوجه آخر مع أغاني أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد المطلب وليلى مراد».

وتؤكد ورد أن ما حفزها على الاستمرار في الفرقة حالة الألفة بين أعضائها، إذ تعتبر جميع الأعضاء أشقاءها وأبناءها لما قدموه لها ومنحوها إياه من أحاسيس غمرتها بالسعادة.