أسد تقي 

نجحنا والحمد لله في إقامة دورة الخليج في وقت حساس وقياسي بفضل توجيهات صاحب السمو الوالد وسمو ولي عهده ومباركتهما ودعمهما للشباب الكويتي المخلص لإنجاز الاستضافة في عشرة أيام، وهو رقم قياسي، ومن الصعب في هذه المدة القصيرة إنجاز ما تم لولا الدعم من القيادة السياسية وعمل شباب الكويت ليثبتوا للجميع بأن الكويتيين أهل للمهمات الصعبة وفيهم من المخلصين لهذا الوطن لعمل المستحيل لإظهار الوجه الجميل للكويت الجميلة، فشكراً لصاحب السمو وولي عهده والشباب الكويتي والجماهير الكويتية لمساندة هذا الإنجاز الجبار، ولا ننسى الأخ الفاضل مرزوق الغانم والوزير خالد الروضان والدكتور حمود فليطح ولجنة الشباب والرياضة في مجلس الأمة، لدورهم في رفع الإيقاف الظالم على الكويت.
وأيضاً الاخوة الأشقاء في قطر من سمو الشيخ تميم والشيخ جاسم والشيخ جوعان لدورهم الفعال في رفع الإيقاف، والشكر لكل من ساهم في نجاح هذه الدورة المميزة.
* * *
لكل بطولة إيجابيات وسلبيات، وإيجابيات بطولة خليجي 23 تفوق 95%،هذا مؤشر ممتاز لنجاحها، ولا توجد بطولة أجريت إلا وتوجد بعض السلبيات، وهذا شيء طبيعي، وأتكلم من واقع خبرتي الطويلة في المشاركة، حتى في بطولات عالمية تجد بعض السلبيات. والسؤال: هل من واجبنا أن نسكت أو نذكر ونحذر من هذه السلبيات؟ وجوابي الشخصي هو من واجبي الوطني ذكر هذه السلبيات حتى نبين الصح من الخطأ، وخاصة أن هناك من يتربص بالكويت ليضرها كما فعلوا سابقاً، وهنا لا أتحدث عن سلبيات تنظيمية أو فنية بسيطة، بل ملاحظات قد يستغلها البعض للإساءة للبلد، وحتى سمعنا ان الفيفا قد سحب اعترافه بدورة الخليج الودية بسبب تدخل السياسة في الرياضة «أرجو أن يكون هذا الخبر إشاعة وليس صحيحاً». عموماً ملاحظاتي هي للنصيحة والإصلاح وليس للنقد فقط، فأرجو من الجميع تقبلها بصدر رحب:
1 – شاركت أنا شخصيا في كثير من دورات الخليج بالكويت وفي دول الأشقاء، فلم أر في حياتي لجنتين منظمتين لدورة الخليج إلا في دورة خليجي 23، ومكونة من وزيرين في الحكومة لبطولة كرة قدم ينظمها اتحاد كرة القدم، ونحن نعاني إلى الآن من رواسب ومشاكل التدخل الحكومي التي قام بها خصوم الكويت أمام المنظمات الدولية ضد الكويت. وفي رأيي الشخصي ان هذه اللجنة لا داعي لها، وتشكيلها خاطئ، ويعطي خصوم الكويت فرصة لخلق مشاكل للكويت كان يمكننا الاستغناء عنها.
2 – عادة تكون اللجنة المنظمة تتكون من رؤساء اللجان العاملة في البطولة من أعضاء مجلس إدارة الاتحاد ومندوبي الجهات الحكومية المتعددة وبعض الأفراد الذين يرى الاتحاد أنه يحتاج إليهم لتسيير الأمور، ويرأس هذه اللجنة المنظمة رئيس الاتحاد المحلي للدولة، وطبعا ممثل هيئة الرياضة يكون أساسيا في هذه اللجنة المنظمة لدورها الرئيسي في الدعم والمساندة.
3 – للأسف ما لاحظه الشعب الكويتي، وبعد عناء سنتين من العذاب الرياضي وللحركة الرياضية للكويت بسبب خلق الخصوم مشكلة التدخل الحكومي، نرى في هذه البطولة ان لوزير الشباب ظهوراً إعلامياً ومحاولة ابراز نشاطه وتكثيف تحركاته تعدت ما نعرفه من خبرة في هذه البطولات، وأخذت دور رئيس الاتحاد وأعضائه ومن غير أسباب مقنعة وأعطت مجالا للخصوم، وقد تكون تحركات سرية للطعن في رفع الإيقاف.
4 – الوزير خالد الروضان:
أ – أنت أعلم بمشاكل الرياضة الكويتية والإيقاف فكيف تسمح لنفسك كوزير بإلقاء كلمة الافتتاح في احتفال كروي بحت وبحضور رئيس الفيفا؟! ألم تفكر في النتائج المتوقعة؟! وألم تعرف أن رئيس الاتحاد أو من يمثل الفيفا أو الأمين العام هو له الحق في هذه الكلمة؟!
ب – كيف سمحت لنفسك بأخذ دور الاتحاد بالإفصاح عن شعار البطولة وهو عمل رياضي خالص ليس للحكومة أو الوزارة شأن فيه؟!
جـ – كيف تسمح لنفسك بأخذ دور الاتحاد بافتتاح المركز الإعلامي وألغيت دور المعنيين بهذا الأمر، وهو بلا شك ليس عملاً حكومياً أو وزارياً؟!
د – كيف تسمح لنفسك بالتدخل في عمل الفيفا وترسل رسالة إلى الاتحاد الخليجي لكرة القدم بتعيين الدكتور مشعل الربيعة ممثلاً للفيفا لدورة خليجي 23 وهو أصلاً ليس من اختصاصك، بل هو من صميم اختصاص الفيفا، وللأسف تؤكد بالتوقيع بأنك وزير التجارة والصناعة وزير الدولة للشباب، يعني كلمة رياضة ليست مذكورة في صفتك؟! ألم تفكر في عواقبها على الكويت، علماً بأن الفيفا أرسل كتاباً للاتحاد الخليجي بالمضمون نفسه «شحقه أنت مدخل روحك بالموضوع، ماني عارف»؟!
الأخ خالد الروضان: أولاً، أرجو ألا تزعل من النصيحة المكتوبة، علماً بأني اتصلت بك ولم ترد وأبلغتك بـ SMS، ولكن سبحان الله تغيرت بعد رفع الإيقاف وتعيينك وزيراً مرة ثانية، وأيضاً أبلغت أحد الاخوة أعضاء مجلس الأمة لإبلاغك، «ولكن الظاهر أنك صرت من الرياضيين الممنوع انتقادهم ونسيت نفسك وللأسف»، وأنا شخصياً لا أنكر جهدك البسيط مقارنة مع جهد الأخ مرزوق الغانم الكبير ومع الاخوة في قطر لرفع الإيقاف، وكتبنا في هذا الموضوع، وأشدنا بك، ولكن أنصحك بعدم تعدي الخطوط الحكومية والتدخل الذي ليس له معنى سوى الظهور الإعلامي، وتسجيل البطولات أمام الشعب الكويتي الواعي، فنحن لا نرى وبعد رفع الإيقاف ظهوراً إعلامياً مبرمجاً ممن شاركوا في إنجاز رفع الإيقاف مثل الأخ مرزوق الغالنم أو الدكتور حمود فليطح أو سعدون حماد أو أحمد الفضل أو خليل أبل، لأن بعد هذا الإنجاز عليك التركيز على عملك الوزاري وتقديم المساندة للقيادي القدير الدكتور حمود فليطح على المساعدة للأندية والاتحادات لرفع المستوى الفني لها، وبإظهار الصورة الجيدة للرياضيين بالمشاركات الدولية، فإلى هنا يجب أن ينتهي هذا الظهور الرياضي غير المبرر، وإذا أردت مساعدة الرياضة فهناك طرق كثيرة، ولا تفتح باب من يريد السوء بالكويت ولو حتى انك تظهرها بحسن نية.
* * *
5 – الأخ الفاضل النائب الحميدي السبيعي، وهو أحد المستجوبين للوزير الكفؤ الشيخ سلمان الحمود بجوهر التدخل الحكومي، وفي هذه الدورة نراه بالملعب وهو يقدم تكريم وشيك أحسن لاعب.. المبدأ واحد يا بو بدر.
6 – الشيخ أحمد اليوسف لم يأخذ دوره كرئيس الاتحاد أو لم يعطوه المجال ليأخذ دوره بالعمل وبالتشكيل «ولا أريد أن يرد أحد ويقول إن مجلس الاتحاد غير معترف فيه لأنه انتخب من الجمعية العمومية وإلى الآن لم يصدر أي رد فعل من هذا المجلس من الفيفا غير تعيين مشعل الربيعة وبو تركي هو من قام بتكملة العمل حتى النهائي».
7 – للأسف البطولة بالكويت ولم يكرم الرياضيون والإداريون الذين لهم بصمات على الرياضة الكويتية حتى بدعوة رسمية للافتتاح والختام، علماً – والدليل عندي – بأن إحدى السيدات لديها دعوة رسمية للافتتاح وهي ليس لها علاقة لا بالرياضة ولا كرة القدم ولا تعرف الفرق بين الكرة والبطيخة، وهذا لا يجوز من المنظمين.. تقدير واحترام من عملوا بهذا المجال واجب وليس منّة.

***
– الكويت لا تحتاج إلى دعوات التمني بالنجاح واقتناص الفرص والضحك على عقول الناس من أناس لهم بصمات الشبهة والمشاركة في إيقاف الرياضة الكويتية – كفى أنتم مكشوفون.

***
– ما قدروا على مرزوق الغانم خلوا صبيانهم يهاجمونه على موضوع سخيف مثل ما حدث من القلة من جمهور الحضور يوم الافتتاح. أولاً- كل رياضي أصيل يعرف أن صيحات الجماهير بالملاعب هي مبدأ «مع الخيل يا شقرا» يعني ان أي فرد من الجمهور يصرخ بأي جملة توجد مجموعة تتبعه وهذا ليس بجديد إلا من يريد الاصطياد بالماء العكر، فاضحكوا على أنفسكم. ثانياً – كم عدد من صرخ مقارنة بالعدد الموجود بالملعب، وأيضاً بمقارنة افتراضية مضحكة لو صرخ عشرة آلاف فأين حق الخمسين ألفاً الحاضرين ولم يصرخوا وأين مقارنة هذا العدد بمجموع سكان الكويت البالغ 1.400.000 كويتي تقريباً؟ الجواب لا شيء. والواقع ان هناك مجموعة لا تريد الفرحة للكويتيين وهذا هو الواقع. وأخيراً كيف ننسى ما ينجز مرزوق الغانم بعمله لوطنه والمعروف للجميع ولا ينكره إلا الكاره للكويت بصوت مجموعة أطفال لم يعرفوا بما نطقوا، مرزوق الغانم: «يا جبل ما يهزك ريح».

* * *
أبارك لأخي الدكتور حمود فليطح تعيينه مديراً عاماً للرياضة فهو الرجل الكفؤ المناسب للمكان المناسب. وتستاهل بوضاري.

* * *
– الشكر الخاص والتقدير أيضاً لهيئة الرياضة ومديرها العام القدير والشيخ أحمد اليوسف رئيس الاتحاد وأعضاء مجلس الإدارة ولجانه العاملة والدكتور الكفؤ محمد خليل الأمين العام للاتحاد لجهودهم الجبارة والمخلصة لخدمة وطنهم الكويت.

* * *
نصيحة عامة: ولمن في بالي أقول الوفاء صفة أخلاقية راقية، وأقصد هنا بأن من يعمل لهذا الوطن وهو كفاءة وخبرة ومن تحمل الشتائم والاساءات، ومخلص لهذا الوطن الخير، لا يجب ان يتجاهل وحتى لو بحسن نية ولا تقعوا في أخطاء غيركم وخسروا.
وهنا أرجو ألا يفسر بأني قاصد نفسي، فأنا والحمد لله راض وضميري مرتاح لما قدمت وخدمت بلدي وبلا منة وهو واجب وطني عليّ وعلى غيري.

* * *
– «رحم الله من عرف قدر نفسه».