&حمد الكعبي

في فرانكفورت، المدينة التي ولد فيها الكاتب الألماني الشهير يوهان غوته، تزهو الإمارات بكنوزها وإرثها ورؤيتها، في أهم المعارض الدولية للكتاب، وأكبر تظاهرة ثقافية سنوية، يحضرها أدباء ومفكرون وناشرون، وتحظى بتغطية إعلامية واسعة، تعبر عن اهتمام دولة صناعية كبرى بـ«القوة الناعمة» ومفاعيلها الحضارية.
«زايد إلى الألمانية»، لغة بيتهوفن، وفِي حياته وحكمته وإنجازه يكمن كنز إماراتي، نحرص على أن يكون متاحاً للقراءة بكل اللغات البشرية الحية، باعتباره إرثاً إنسانياً، يمثل سردية خاصة، بهوية وملامح عربية، مثلما هم القادة والعباقرة الذين مثّلوا رموزاً لبلدانهم وثقافتهم، وكانوا جزءاً بارزاً في تاريخها.


«نادي كلمة للقراءة» التابع لدائرة الثقافة والسياحة-أبوظبي، أطلق النسخة الألمانية من كتاب «كلمات القائد: الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، ويضم مختارات من أقوال الوالد المؤسس، التي صدرت سابقاً باللغة العربية، مع ترجمات إلى الإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، وسيصدر مترجماً إلى الصينية والروسية والهندية، ضمن البرنامج الثقافي للدائرة، التي تشارك بفاعلية في معرض فرانكفورت.
سمعة الإمارات ذائعة جداً في أوساط الناشرين والإعلاميين الدوليين هنا في فرانكفورت، وينظرون لنا بتقدير واحترام كبيرين، ولا سيما إلى مشروعنا التنويري، الذي يحضّ على الاعتدال والوسطية والتسامح، والتقارب مع الشعوب، مع ثناء خاص على أهمية المعرضين الدوليين السنويين للكتاب في أبوظبي والشارقة.


لدينا ما نقوله في ألمانيا. في بلد شهد اختراع الطباعة، وفِي معرض عمره سبعون عاماً. نعرض تجربتنا في ندوة «ترجمة النص والفن: نموذج «مشروع كلمة» ومتحف اللوفر أبوظبي» في نقل ثقافات الشعوب الأخرى إلى العالم العربي، وكذلك في ندوة «الترجمة من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية: فوارق الأصل والترجمة»، فضلاً عن شراكات واتفاقيات دولية في حركة الطباعة والنشر.
وفِي المعرض الذي تشارك فيه نحو 100 دولة، تشكل المشاركة الدائمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، حضوراً إماراتياً لافتاً، لما يحظى به سموه من احترام وإعجاب في الأوساط الثقافية الدولية، كمؤرخ ومفكر وأديب عربي بارز، وقد احتفى «بيت الأدب» التابع لبلدية فرانكفورت بتوقيع روايته الجديدة «بيبي فاطمة وأبناء الملك»، في أمسية نظمتها «هيئة الشارقة للكتاب».
ثمة رؤية مشتركة بين الإمارات وألمانيا تجاه المعرفة، فمدينة فرانكفورت تعتبر مركزاً ألمانياً وأوروبياً للتجارة والمال والأعمال، وهذا يقترن بنهضة ثقافية كبرى.. ومثل ذلك يحدث في بلادنا.