&سعيد الحمد

&اتفق عدد غير قليل من المغردين السعوديين على ان جمال خاشقجي هو «الصندوق الأسود» ليس لجهة واحدة فحسب بل هو «صندوق أسود» لعدة جهات واطراف في اللعبة الاقليمية والدولية، مع محافظة خاشقجي على «شعرة معاوية» بينه وبين حكومة بلاده حتى لحظة «اختفائه» الغامضة في ملابساتها وسيناريوهاتها التي دخل على خطها الجميع بما يثير علامات استفهام اكبر بكثير حتى عن هذا «الاختفاء».
صحفيون لا حصر لهم ولا عد تمت تصفيتهم وتم اغتيالهم في وضح النهار امام شهود عيان، ولم «يقلق» عليهم كل هذا «القلق» الصاخب ولم تتوقف ماكينات ووسائل الاعلام العالمية والاقليمية، كما وقفت امام اختفاء او اخفاء او تخفي خاشقجي الذي احتكر كل الاخبار والتحليلات واللقاءات في كل الفضائيات العالمية والاقليمية على مدى اكثر من عشرة ايام تصدرت فيها صورة جمال واخباره وسيناريوهات اختفائه او اخفائه فضائيات وصحف العالم حتى طوفت شهرة «خديجة جنكيز» العالم كله واصبحت «نجم» الخبر العالمي ولغزه الغامض الذي فاق في غموضه سيناريو اختفاء او اخفاء او تخفي خاشقجي.


وسوف افرد عمودا خاصا «بخديجة» لاعود الآن إلى الصندوق الاسود «جمال خاشقجي» محاولا بما يتوفر لدينا من معلومات شحيحة جعلته «صندوقا أسودَ».
السؤال خاشقجي «صندوق أسود» بالنسبة لمن؟؟.
اطرح هذا السؤال وفي الذهن سؤال آخر، لماذا اختار خاشقجي «واشنطن دي سي» للاقامة فيها دون العواصم الأخرى الاقرب إلى قلب وعقل وميول جمال؟؟.
فخاشقجي لم يخفِ انتماء له سابقا كما قال مع الاخوان وتعاطفا مازال معهم وحرقة عليهم لما جرى لهم في مصر بعد وصولهم إلى سدة الحكم وان كانت حرقة مغلفة بعنوان «الحرص على الديمقراطية»!!.
خاشقجي «الصندوق الاسود» عندما كان مديرا عاما لقناة العرب شبَّك بشكل او بآخر مع الوفاق بدليل استضافة قناته في أول نشرة اخبار لها عند بدء بثها وفي أول يوم من افتتاحها استضاف قياديا وفاقيا، ليصدم المشاهدين والشعب البحريني بأكمله وليظهر السؤال المؤلم وليرتفع بين الناس «وهو ما كان خاشقجي» ينتظره، كيف لقناة سعودية ان تستضيف قياديا وفاقيا في أول نشرة أخبار لها؟؟ وبرغم قسوة الصدمة الا أن شعب البحرين سرعان ما استوعب اللعبة التي وقف «الصندوق الأسود» خلفها، فخاشقجي يومها كان يلعب مع من ضد من؟؟.
الصندوق الأسود «خاشقجي» غادر البحرين ولم يجب على السؤال الذي تمنيت ككاتب واعلامي ان اطرحه عليه وما زلت اتمنى ذلك لأفكك لغز الصندوق الأسود.


خاشقجي تستهويه حد الهوس لعبة الغموض، ولعبة الاستبدال، فمن ذا الذي استبدل الكلاشينكوف بالقلم، ومن ذا الذي استبدل صحيفة عربية بأخرى امريكية لها ارتباطات معروفة؟؟.
هذا الغموض الذي تلبس خاشقجي ليستحق كما يرغب لقب «الصندوق الأسود» ليبدو صحفيا مختلفا عن باقي الصحفيين والكتاب دفعه للعب في ملاعب كثيرة ومع فرق عديدة فشبك بما لا يتحمل معه التوفيق بين المتناقضات فيكون رأس حربة في هذا الفريق ومدافعا في الفريق المقابل ولن نقول الخصم، لان خاشقجي باختصار شديد كان «خصم نفسه».


«قل كلمتك وامشِ» للفيلسوف الروماني لوشيوس تصدرت حساب خاشقجي في تويتر الذي نشط عليه كثيرا بعد اقامته في واشنطن، والسؤال إلى أين «ستمشي»؟؟.
الصحفي المعروف محمد حسنين هيكل كان يردد وكان معجبا بالعبارة التي استخدمها كتبرير لتناقض مواقفه فإلى أين مشى هيكل؟؟ هل تذكرون؟؟.
مشى إلى «الجزيرة» بعد ان استأذن بالانصراف عن القلم ليتحول مقدم حلقات عبر شاشة الجزيرة ثم «مشى» ولكن إلى أين؟؟.
خاشقجي «الصندوق الأسود» بالنسبة إلى من؟؟ إلى كل الاطراف والجهات التي لعب معها وضدها ام بالنسبة إلى نفسه هو «صندوق أسود» لم يعثر عليه!!؟؟.