&وحيد عبدالمجيد

&

التفاعلات الثقافية بين مصر ولبنان هى الأقدم فى العالم العربى. بدأت فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر قبل استقلال الدولتين، وقبل ظهور أطر واضحة للتعاون بين البلدان العربية بوجه عام. جاء مثقفون وصحفيون لبنانيون إلى مصر، وأسهموا فى تنشيط الحياة الثقافية بها. وكان تفاعلهم مع أقرانهم المصريين بمنزلة حجر الأساس الذى أُقيم عليه التعاون الثقافى العربى بعد ذلك.

ولذا تتميز الأنشطة الثقافية المشتركة بين مصر ولبنان بطابع خاص يُميزها عن غيرها. وبدا هذا واضحاً مرة أخرى فى الملتقى الثقافى المصرى اللبنانى الثانى الذى عُقد فى مقر جامعة بيروت العربية قبل أيام، بعد أن استضافت مؤسسة الأهرام الملتقى الأول قبل نحو عامين، وقامت بدور رئيسى فى تأسيسه بالتعاون مع جمعية رجال الأعمال المصرية اللبنانية.

اتسم الملتقى بالثراء، وقدم المشاركون فيه أفكاراً وتصورات مفيدة فى موضوع ينبغى أن يحظى بأولوية متقدمة الآن، وهو الثقافة فى العالم العربى من التفكك إلى إعادة البناء. وتزداد أهمية هذا الملتقى فى ضوء الاتجاه الجاد إلى عقد قمة ثقافية عربية فى نهاية العام المقبل.

تكاملت جهود مؤسسة الأهرام، وجمعية رجال الأعمال المصرية اللبنانية، وجامعة بيروت العربية، وأسهمت فى نجاح الملتقى الذى افتقد حضور الزميلين الأستاذين عبد المحسن سلامة رئيس مجلس الإدارة وعلاء ثابت رئيس التحرير لمشاركتهما فى الوفد الإعلامى المرافق للرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارته إلى روسيا.

وبدءاً من كلمات الافتتاح التى ألقاها الأستاذ عمر سامى مدير عام مؤسسة الأهرام، والمهندس فتح الله فوزى رئيس جمعية رجال الأعمال المصرية اللبنانية، ود. عمرو العدوى رئيس جامعة بيروت العربية، والسفير نزيه النجارى، سفير مصر لدى لبنان، والسيد محمد المشنوق وزير البيئة اللبنانى الاسبق، كانت جلسات الملتقى الثلاث حافلة بالأفكار الثرية.

نوقش فى هذه الجلسات دور الثقافة فى إعادة بناء الدولة الوطنية، ودور الثقافة فى مواجهة التطرف والإرهاب، ومستقبل الصحافة ودور الإعلام فى بناء الثقافة. وكان حضور المتحدثين المصريين قوياً, سواء أبناء الأهرام (نبيل عبدالفتاح، وصبحى عسيلة، وصلاح سالم، وكاتب السطور)، أوالمشاركون الآخرون (على الدين هلال، وسمير مرقس، ومحمد قاسم).