& &رشا عبد الوهاب

&

أكدت وكالة «بلومبيرج» الإخبارية الأمريكية أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يحاول استغلال قضية الصحفى السعودى جمال خاشقجى كحافز لتغيير ميزان القوى داخل السعودية واستعادة النفوذ فى الشرق الأوسط.

قصة مدينتين وملفات الشرق الأوسط الساخنة

وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أنه بعد أن أعاد تحويل تركيا، التى تعد أكبر ديمقراطية فى المنطقة، وفقا لرؤيته، إلى دولة استبدادية، فإن أردوغان يستهدف حاليا القيادة السعودية فى ظل حالة الغضب الدولى بعد مقتل خاشقجي.

ونقلت عن دبلوماسى غربى رفيع فى تركيا قوله إن قضية مقتل الكاتب بصحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية تعتبر هدية السماء إلى الرئيس التركي، وهى وجهات النظر نفسها التى أكدتها غالبية المصادر التى تحدثت مع «بلومبيرج».

وتابعت الوكالة أن تحول أردوغان إلى مستبد، وقمعه وسائل الإعلام، وتعاونه مع روسيا وسوريا تسبب فى توتر العلاقات مع الدول الحليفة الأعضاء فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو».

وذكرت أنه تم تصنيف تركيا كأكبر سجان للصحفيين خلال العامين الأخيرين من قبل «لجنة حماية الصحفيين»، والتى كشفت فى أحدث تقاريرها عن أن 73 صحفيا وراء القضبان فى ديسمبر 2017، وحذرت اللجنة من أن هناك المزيد من الاعتقالات التى تحدث بشكل منتظم.

ونقلت «بلومبيرج» عن آرون ستين، الأستاذ بمؤسسة المجلس الأطلنطى الأمريكية للشئون الدولية، أن «تركيا تتلاعب وتحاول استغلال القضية، لكن الكثير يعتمد على طبيعة خطوات الولايات المتحدة وكيف ستتصرف».

وتابعت أن عداء أردوغان للدول العربية يعود إلى فترة اندلاع الثورات العربية فى نهاية 2010، حيث افترض أنها سوف تؤدى إلى حكومات يقودها الإسلاميون، لكن أحلامه انهارت بعد الإطاحة بالإخوان «الإرهابية» من الحكم فى 2013. ومن جانبه، قال سونير كاجابتاى مدير برنامج الأبحاث التركية فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني، إن أردوغان وضع كل أمواله لدفع «الإخوان» إلى السلطة فى المنطقة إلا أنه خسر كل شيء. وتابع أنه بعد سقوط الإخوان، حول أردوغان تركيا إلى سماء آمنة لهم، خاصة الذين تم تصنيفهم كإرهابيين فى دولهم.

وأضاف أن أردوغان يحاول إحراج الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والعائلة المالكة السعودية، إلا أنه يريد ترك هذه الورقة حتى النهاية، وأنه يحاول استغلال الفرصة لتقويض التحالف العربى المناهض للجماعة الإرهابية.