& & تدخل الأزمة فى ليبيا عامها الثامن ومازالت البلاد تعيش تحت وطأة الانقسامات والصراعات, والتدخلات الخارجية التى كان لها دور سلبى فى تعقيد الأزمة وإطالة أمدها, وما زال الشعب الليبى هو الخاسر الوحيد من استمرار تلك الأزمة, إضافة إلى التداعيات السلبية وأبرزها مخاطر تصاعد الإرهاب، واستهداف التنظيمات الإرهابية ليبيا لتكون حاضنة جديدة بعد اندحارها فى سوريا والعراق, وكذلك تزايد الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الليبية.

طريق الخروج من الأزمة الليبية يتجسد فى ضرورة تحقيق الحل السياسى القائم على التوافق بين كل أبناء الشعب الليبى من خلال تحقيق المصالحة الوطنية لتقرير مصيرهم بأنفسهم والخروج من الدوامة الدائرة مذ سنوات, وذلك بإنهاء حالة الانقسام والعمل المشترك بين الليبيين لبناء الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها الأمنية والعسكرية لتكون قادرة على بسط الأمن والاستقرار ونزع أسلحة الفصائل والميليشيات المختلفة، وأن يكون السلاح بأيدى الدولة فقط, ولذلك من المهم تدعيم المؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش الليبى الذى لعب دورا كبيرا فى محاربة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية مثل داعش وغيرها.

كما ينبغى أن يكون الدور الخارجى فى اتجاه تدعيم الحل السياسى، وتحقيق التوافق بين الليبيين وإنهاء الانقسامات والاستقطابات التى تغذيها بعض الأطراف والقوى الخارجية مثل قطر وتركيا لتحقيق أجندات ومصالح خاصة, والعمل على مساعدة الليبيين فى وضع خريطة طريق واضحة ومحددة المعالم, يتوافقون من خلالها على الخطوات المستقبلية بشأن القضايا الأساسية مثل الدستور والانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وضرورة توحيد المؤسسات الليبية.

إن مصر دعمت دائما أهمية الحل السياسى فى ليبيا القائم على تعزيز الدولة الوطنية ودعم مؤسساتها الشرعية، وتدعيم التوافق بين الليبيين, ولذلك فإن مشاركة الرئيس السيسى فى مؤتمر «باليرمو» حول ليبيا يصب فى اتجاه الدعم المصرى المستمر للشعب الليبى.

ليبيا دولة غنية بالنفط والثروات، ولذلك فإن استمرار الأوضاع الحالية يعيق الشعب الليبى عن توظيف ثرواته لتحقيق التنمية, ولذلك فإن الحل فى ليبيا لن يكون سوى بأيدى الليبيين أنفسهم, وضرورة توحدهم، والإسراع فى اتخاذ خطوات عملية على الأرض من أجل أن تصبح ليبيا دولة قوية موحدة تنعم بالتنمية والازدهار.


&