&خالد أحمد الطراح

&قبل أعوام ومنها عام 2004 شهدت الكويت انقطاعا للتيار الكهربائي، مما ادى الى شلل كامل للحياة في البلد وتوقف العمل في المصارف والمصافي ايضا لمدة استغرقت حوالي اسبوعين لإصلاح العطل الكهربائي (الشرق الاوسط 1 نوفمبر 2004).

تكرر تقريبا نفس السيناريو في فصل الشتاء وتحديدا في فبراير 2015 مما نتج عنه استقالة وزير الكهرباء الاسبق عبد العزيز الابراهيم بعد انقطاع التيار الكهربائي عن مناطق الكويت بشكل متفاوت وكانت الحجج الحكومية لتبرير مثل هذه الاعطال بأنها «اعطال تحدث في كل العالم»، وتكرر نفس التبرير في الميدان الطبي حين تكررت الاخطاء الطبية وأدت بعضها الى وفيات.
اليوم بعد غرق معظم ضواحي الدولة ليس بسبب غزارة الامطار، وانما بسبب «حجم الامطار كان اكبر من استيعاب شبكة تصريف المياه» (الامطار) وهو التبرير الذي ساقه رئيس هيئة الطرق السابق السيد احمد الحصّان اثناء المؤتمر الصحافي الذي عقد في 7 نوفمبر 2018 بعد احالته الى التقاعد!


لا استبعد ان يكون هذا التبرير ليس من بنات افكار رئيس هيئة الطرق السابق، وانما هو اساسا جزء من قناعة حكومية ربما يتم التعبير عنها في اروقة الحكومة وليس علنيا.
المشكلة الحقيقية التي تعاني منها دولة غنية كالكويت تكمن في سوء التخطيط، حيث يتم العمل غالبا بشكل غير مؤسسي وعشوائي، وهذا الامر في كل المجالات كالاقتصاد والسياسة والتعليم والكهرباء وشبكات تصريف المياه وشوارع المدنية وكذلك في المجاري الصحية.
واضح ان الحكومة في واد بعيد جدا عن العالم او ما يعرف بالتخطيط العمراني URBAN PLANNING، حيث يتم التخطيط وفقا لرؤى فردية غير مهنية وبناء على اجتهادات قصيرة النظر دون ان يكون هناك تخطيط للحد الاقصى والحد الادنى وبناء على مؤشرات مناخية تاريخية للدولة والمنطقة ككل، فمن المعروف في التخطيط العلمي وليس الكويتي انه يفترض ان يتم التخطيط على اساس الحد الاقصى وليس الحد الادنى وبناء على موجات المطر الاكبر تاريخيا، وهو ما كشفت عنه موجة الامطار الاخيرة.


الوضع الحالي ليس مختلفا عن التخطيط لمخرجات التعليم او شوارع المدينة في ظل توسع انشائي ضخم لا يأخذ بعين الاعتبار اي عوامل مستقبلية او تاريخية، فحدود افق التخطيط في دولة لا ينقصها المال واضح انها ضيقة جدا، وهي من الأخطاء المعروفة ليس عن الحكومة الحالية وإنما عن معظم الحكومات السابقة!
امام هذا المشهد وما شهدته الدولة بمرافقها وشوارعها هل ما زالت ثمة قناعة ان لدينا ادارة حكومية رشيدة؟
هل ستكون هناك مواجهة نيابية جادة مع الحكومة بسبب هشاشة البنية التحتية، ام سيكتفي نواب الامة بالتصريحات النارية من دون اي فعل رقابي ومحاسبة سياسية؟