قال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إن "ما سمعناه في الأيام القليلة الماضية من كلام وما استتبعه من ردود فعل، لم يسئ الى شخص أو فريق أو جماعة، بل أساء الى الوطن والى جميع أبنائه من دون تمييز وكاد أن يعيد عقارب الساعة الى الوراء وهذا ما لن نسمح به أبداً".


جاء ذلك في كلمة له مساء أمس أثناء احتفال المكتبة الوطنية اللبنانية التي تم استحداثها في مبنى قديم وسط بيروت بهبة من دولة قطر، في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري والعديد من الوزراء والسفراء.

وألمح الرئيس عون إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في لبنان من التراشق الكلامي الذي أدى إلى ملاحقة الوزير السابق وئام وهاب قضائيا، ومن ثم حادث مقتل مرافقه أثناء قيام قوة من قوى الأمن الداخلي بإحضاره للتحقيق معه بناء لإشارة النيابة العامة التمييزية، وردود الفعل على كل ما حصل.

واعتبر أن "الدولة القادرة والعادلة التي نعمل جميعاً على تثبيت أركانها لا يمكن أن تكون تحت رحمة كلمة من هنا وردة فعل من هناك خصوصا اذا كان ما يقال يهدد السلم الأهلي ويسيء الى الكرامات".

وأضاف: "الإستقرار الذي ينعم به لبنان لن يستطيع أي طرف، الى أي جهة سياسية أو حزبية انتمى أن يستهدفه، لاسيما أن المؤسسات القضائية والأمنية قادرة على وضع حد للتجاوزات في القول أو في ردود الفعل وعازمة على تصحيح الأخطاء في الأداء عندما تقع".

ورأى أنه "يجدر بكل القيادات أن تعي دقّة الظرف الذي يمر به الوطن، وسط ممارسات معادية، وتهديدات متزايدة، مضافة الى ما يلحق بنا من أضرار مالية واقتصادية بحيث صار من الواجب علينا جميعاً توحيد الجهود للخروج من هذا الوضع".

واعتبر أن "لبنان الذي يفتقر للموارد وللثروات الطبيعية، والذي يدفع على الدوام ضريبة أزمات المحيط وتضارب المصالح الدولية، من أمنه واستقراره واقتصاده ويرزح اليوم تحت وطأة أزمة سياسية وأخرى اقتصادية، له وجه آخر لا يمكن أن نسمح لضجيج الحاضر أن يحجبه. هو وجه الإبداع اللبناني الذي تكلّم وكتب بكل لغات الحضارات التي تعاقبت على أرضه، فكتب الفكر والفلسفة والعلوم باليونانية، والشرائع والقوانين باللاتينية، وأغنى العربية أدباً وفكراً وفلسفة بعد أن حافظ عليها وعلى أصالتها في موجة التتريك، وله بصماته أيضاً في العديد من اللغات الحية في العالم".