&هاني الظاهري

بالأمس حمّلت إسرائيل الحكومة اللبنانية مسؤولية ما يجري داخل حدودها من الخط الأزرق شمالاً مطلقة عملية عسكرية باسم درع الشمال على خلفية اكتشاف أنفاق لـ«ميليشا حزب الله الإيراني» على الحدود هدفها إثارة الإسرائيليين وصرف أنظار العالم عن المأساة السورية وأحداث الداخل الإيراني من خلال إشعال حرب جديدة في المنطقة لن يكون ضحيتها سوى الشعب اللبناني الذي يقامر بمصيره ومستقبله هذا الحزب الإرهابي منذ سنوات دون رادع.

المشكلة أن الحكومة اللبنانية في ورطة كبيرة، ولا تعرف كيف يمكن تخرج منها، فهي الواجهة السياسية التي يتم تحميلها المسؤولية عن أي شأن لبناني، في حين أن لا قرار لها ولا قدرة على إيقاف تغول حزب الله وتحكمه في مفاصل الدولة ومقامرته بها لخدمة المصالح الإيرانية.

هذا الوضع الذي تمر به الدولة اللبنانية اليوم هو للأسف طريقها للتحول إلى غزة أخرى ما لم يقرر اللبنانيون بجميع مكوناتهم أن يتحركوا ويلفظوا هذه المليشيا الإرهابية التي تبيعهم في سوق النخاسة السياسية بأبخس ثمن.

الإسرائيليون لن يرفضوا فرصة جديدة أتتهم على طبق من ذهب للتوسع شمالاً بحجة الدفاع عن أنفسهم، ولن يجدوا رادعاً من المجتمع الدولي وفق هذا المبرر، وهو ما يكشف حجم المؤامرة على لبنان والعالم العربي، إذ باسم المقاومة والممانعة المصطنعة والمسرحية يتم منح إسرائيل كرتاً أخضر لابتلاع وجبة جديدة من الأراضي العربية بل وربما تدمير بلد عربي بحرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

أما جمهورية الشر إيران التي تختنق اقتصادياً بسبب العقوبات الدولية وتتنامى داخلها حركات الاحتجاج الشعبي المنادية بسقوط النظام فهي بحاجة ماسة في الوقت الراهن إلى مساومة المجتمع الدولي لتخفيف أزمتها عبر تحريك أذنابها ومرتزقتها في كل مكان لإظهار أنه ما زال لديها كروت لعب لم تحترق، وأنها مازالت قادرة على بث السم. الأمر يشبه ببساطة أن يلجأ مجرم حاصرته الشرطة لاختطاف رهينة مدنية والتهديد بقتلها إن لم يتم فك الحصار عنه.

الضحية من كل هذا العبث وتقاطع المصالح للأسف هو الشعب العربي اللبناني الذي خُدع بكذبة المقاومة وردد الشعارات والأغاني الحماسية ونام منتشياً عليها، وعندما أفاق من نومه وجد الحزب الإرهابي يوجه سلاحه إلى صدره ويتحكم في مصيره ومستقبله وأرضه ومقدراته، بل ويزج به في جحيم جديد لخدمة مصالح نظام إجرامي يتمنى حرق العرب عن بكرة أبيهم.