في الذكرى الثالثة عشر لاغتيال النائب جبران تويني ومن تحت سقف كنيسة القدّيس ديميتريوس في الأشرفيّة، ترأس مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، قداس، في حضور العائلة وشخصيات سياسية، دينية، اجتماعية واعلامية. وتمنى في عظته أن "لا يرى المسؤولين يتصرفون كالأجراء ويتفرجون على انهيار لبنان على رأس بنيه". وقال: "جبران الذي نصلي اليوم من أجل راحة نفسه، كان يحلم بوطن موحد، حر، مستقل، مزدهر، ديموقراطي، تسوده العدالة، يعامل الجميع بالتساوي، ويكون الحكام في خدمة الشعب، ويكون الشعب كله للوطن لا لغيره، وتطبق القوانين على الجميع دون تفرقة. كان جبران يحلم بوطن يعيش فيه مع مواطنيه بحرية ومحبة وأخوة وطمأنينة. وما زلنا، بعد إثنتي عشرة سنة من اغتياله، نحلم بهذا الوطن. وطن لا يقدم فيه أتباع الأحزاب على غيرهم بل يحظى الجميع بفرص متكافئة. نحلم بوطن لا فساد يتغلغل في نفوس أبنائه وحكامهم، ولا كيدية تحكم تصرفاتهم، ولا مصلحة تقود سلوكهم، ولا حقد يملأ قلوبهم ولا ولاء لهم إلا لوطنهم".


وزاد: "جبران الأمين للبنان والوفي له لم يخف من قول الحق، ولم يخش الموت، كان دينونة للآخرين لذلك أرادوا باغتياله إسكات الصوت الحر، صوت الضمير الذي يزعج من مات ضميره. اغتياله كان دليلا على إفلاس قاتله وضعفه وحقده الأعمى. لم يملك من قتل جبران أن يقارع الكلمة بالكلمة والحجة بالحجة، فارتأى إلغاء الغريم، جاهلا أن من يقتل الجسد لا يستطيع قتل النفس، ومن يلغي الجسد لا يستطيع إلغاء ما تركه من كلمات ما زالت تصدح في ضمير كل من سمعها. رجاؤنا أن يبقى صوت جبران وقسمه صداحا في نفوس اللبنانيين لكي يتابعوا مسيرته إلى أن يقوم لبنان صحيحا معافى".

وفي هذه الذكرى كان جبران تويني الحاضر الأبرز على منصات التواصل الاجتماعي، واحتل اسمه الصدارة على موقع "تويتر" الذي حفل بالتغريدات والتعليقات، مستذكرين قلمه الحر، ونضاله من أجل سيادة لبنان واستقلاله. وقال الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري عبر "تويتر" بالقول: "في ذكرى اغتيال الشهيد جبران تويني، نتذكر قلمه الشجاع وقسمه الحر دفاعا عن لبنان ووحدة اللبنانيين. تحية لروح جبران ولأرواح شهدائنا الأبرار".

وغرد الرئيس ميشال سليمان مستذكرا "في ذلك اليوم المرعب، دوى الانفجار وتصاعد الدخان وساد الوجوم والخوف على الوجوه، وتساءل الجميع، هل عاد جبران من الخارج؟ هل طار القسم؟ والبلد؟".

"نعتذر منك عن كل التسويات التراجعية"

أما وزير التربية والتعليم العالي مروان حماده فقال: "يستحضرنا هذا اليوم حلمان عظيمان زرعا في وجدان كل لبناني: جبران تويني شهيد الوحدة الوطنية والقسم الذي لا يزال يؤرق القاتل ويثقل عليه، وفرنسوا الحاج شهيد وحدانية السلاح الشرعي والتي لن ننفك نسعى إليها حتى تحقيقها".

أضاف: "لم تكن صدفة أن يستهدف المجرم هذين الحلمين اللذين يختصران فلسفة قيام الدولة بمؤسساتها الشرعية وقدرتها على أن تكون الراعي الأوحد لأبنائها، وهي الفلسفة التي كانت ركيزة إنطلاق ثورة الأرز. لذا لم يجد القاتل بدا من إستهداف هذه الثورة ركنا وراء آخر، وظنه بذلك أنه يطفئ الحلم السيادي في مهده. لذلك من حق جبران وفرنسوا علينا أن نبقي شهادتهما حية في كل يوم، فتكون معلما يقتدى في بناء الدولة التي حلما بها وقدما دماءهما في سبيلها".

وتابع: "نعتذر يا جبران عما آلت اليه أمور البلاد والعباد نتيجة تخاذلنا جميعا باستثناء بعض الاصدقاء والحلفاء المتيني العود. نعتذر منك عن كل التسويات التراجعية التي لم تؤد في النهاية الا الى إستعادة الوصاية بوجوه لا تقل بشاعة عن سابقاتها وبأساليب لا تقل إجراما عنها. سيبقى الحلم قائما مهما تعثر تحقيقه".

"شهيد سيادة لم تكتمل"

واستذكر رئيس حزب "الكتائب" النائب سامي الجميل "جبران تويني شهيد سيادة لم تكتمل".

وتوجه النائب الياس حنكش اليه قائلا: "وينك تشوف يا جبران تويني وين صرنا. إنت يلّي علمتنا إنّو دايماً في أمل، ما رح نستسلم وإستشهادك ما راح ضيعان؛ نحنا مكملين بنضالك ونضال بيار ورفاقكم حتى آخر نفس...".

وخسر النائب ميشال معوض "باغتيال جبران صديقا وأخا ورفيق نضال لم يهب المواجهات يوما وبقي صوتا صارخا دفاعا عن لبناننا العظيم". مضيفا: "اشتقتلك يا جبران".

وغرد النائب نديم الجميل بالقول: "لم ندرك في حينها قيمة الكلمات التي رددناها معك في 14 اذار، ماذا لو فعلنا؟ نضالنا مشترك ما زال نفسه، ونحن مستمرون".

واستذكرت النائب ديما جمالي في هذا اليوم "أحد أبرز أركان الجسم الصحافي الحر في وطني، الشهيد جبران تويني، الذي فقدنا برحيله علما سعى دوما للارتقاء بلبنان الى مصاف الدول التي تتغنى بمعايير الحرية قولا وفعلا". فيما استذكر النائب فؤاد مخزومي "قلمه وقسمه".

وقال النائب فادي سعد: "جبران تويني، إستشهدت لتبقى الكلمة "حرة" وليبقى قسمك صرخة دفاع عن لبنان العظيم".

ووصف النائب زياد حواط جبران بـ "بطل الحرية الذي سقط دفاعا عن لبنان العظيم. باقون على العهد لتحقيق الحلم وقيام الدولة".

وغرد النائب فريد البستاني: "قلم جبران تويني لم ولن ينكسر فظل فكره نابضا ونيرا داخل المؤسسة التي أحب واستمرت النهار منبرا حرا للدفاع عن الحرية والأحرار".

وشدّد الوزير السابق ​أشرف ريفي​، على أن "تويني شهيد ​لبنان​ السيادة، شهيد ​المحكمة الدولية​ والعدالة". وتوجّه إليه قائلًا: "قضيتك أمانة في أعناقنا حتّى محاكمة القتلة المجرمين، واستعادة لبنان الّذي به حلمتَ ومن أجل الحفاظ على كرامته استشهدت".

"عريس شهداء الصحافة"

وبكلمات مؤثرة استذكر نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف قصيفي "غياب عريس شهداء الصحافة اللبنانية، الذي أسقطته يد الغدر والإرهاب"، واصفا اياه بـ "القامة الوطنية والقيمة الإعلامية، التي تميزت بحضورها وتألقها، وكانت عنوانا للجرأة والرأي الصريح والحر".

&