& محمد المسعودي

&في أكتوبر 2007م، أصدرت مجلة التايم الأميركية الشهيرة على غلاف عددها عنواناً رئيساً يصف "تويتر" بأنه ثورة "مريبة"، وتناول رئيس التحرير موضوعاً مخصصاً في صفحة كاملة عن أهمية "تويتر" وومضات عن بدايات عالمنا المتسارع وثورته الجامحة في عالم الاتصالات، ووسائل التواصل الاجتماعي بعوالمها المختلفة.

"تويتر" اليوم فعلاً يمثل ثورة تواصلية هائلة انطلقت بسرعة "النانو" حتى لم تعد تحت السيطرة، ومن هنا يتبدى للبعض خطورتها التي استقطبت الكثيرين إلى حد الاستغراق والالتهام، ويختلف البعض الآخر فى تقييمها كلٌّ حسب رؤيته وثقافته وإدراكه لحجم الإيجابيات والسلبيات الكامنة فيه وتأثيرها على المجتمعات ثقافياً وتربوياً واجتماعياً واقتصادياً.

وفي تقرير الإعلام الاجتماعي العربي 2017 الصادر عن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية يشير إلى صدارة السعودية للدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي من حيث عدد مستخدمي "تويتر"، ويليها الإمارات، والكويت، وقطر، والبحرين، ثم سلطنة عمان، كما يأتي "تويتر" أيضاً ضمن أكثر المواقع شعبية بدول مجلس التعاون الخليجي وفق مؤشرات موقع ألكسا العالمي.

"السعوديون" كان تعاطيهم في "تويتر" من التغريد عن الأحداث والأنشطة العامة، وقضايا الرأي العام ونشر الأخبار العاجلة، وغيرها من الأنشطة التي تمنح مجالها العام رواجاً؛ ليجد في تويتر مساحة نشطة للتفاعل والنقاش، وحرية التعبير عن أنفسهم دون تقييد مع ضعف منظومة الإعلام التقليدية!

ولكنه حالما تغيرت اتجاهاتهم في "تويتر" حتى غدت منصةً قويةً للدفاع عن وطنهم وقادتهم ومستقبلهم أثناء الأزمات المتوالية التي تعصف بوطننا؛ فوقفوا صفاً واحداً على حيطان منصة "تويتر"، و"الهاشتاغات" لا تكاد تنقطع مع كل يوم يمر، يشارك بها أطياف المجتمع، متوحدين في الدفاع عن الوطن والاستبسال للذود عنه وتغنياً بالفخر بمليكهم وولي عهده، مشيدين بما تحققه الدولة من إنجازات متوالية على صفحات سعوديتنا الجديدة، ومستذكرين كفاءات جنودهم البواسل وقدراتهم في الدفاع عن حدود الوطن، ولم يعد "تويتر" مجرد كلمات قد تغرد بها أو تبحث فيها عن شهرة أو رغبة في انتشار معلومة.. بل حولوها بالحقيقة إلى "مصدر قوة" في توحيد كلمتهم ضد كل عدو.

وللمتابع يجد وبعد إثبات السعوديين وقوفهم مع وطنهم ضد العديد من الأزمات، أنه يُتداول كثيراً كثيراً بين المغردين تحيز شركة "تويتر" ضد السعودية كدولة، والسعوديين كمغردين في كثير من القضايا بين بلاغات وإيقاف حسابات وعمليات أخرى أكثر تحيزاً مع الإعلام المعادي الإقليمي والدولي.

ومنه في الاختصار الأخير، سأختم بسؤال المقال وعنوانه: هل تتحيز إدارة وشركة "تويتر" ضد السعوديين فعلاً؟، وما دور مراكز الدراسات والأبحاث الإعلامية والسياسية والاستراتيجية لدينا والجهات الحكومية أو الخاصة ذات الصلة بتبيان الحقيقة ومعالجتها، حتى يكون لكل حادث حديث؟.






&