بدأ لبنان الرسمي استعداداته لزيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بيروت الخميس المقبل في إطار جولة على عدد من عواصم دول المنطقة، بإعداد رد بيروت على الاقتراحات التي حملها إليها نائب مساعد الوزير لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد حول الأمور المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل. وأبرزها بناء الدولة العبرية الجدار الفاصل الإسمنتي على طول الحدود، والذي هو موضع اعتراض من الحكومة اللبنانية لأنه يشمل 13 نقطة حدودية كان لبنان تحفظ عنها لأنها تخضع لسيادته، وكذلك الرقعة البحرية التي تبلغ مساحتها 860 كيلومتراً مربعاً عند طرف البلوك 9 النفطي.

وعلمت «الحياة» من مصادر وزارية رسمية لبنانية، أن الاقتراحات الأميركية ستُبحث اليوم في لقاء رؤساء الجمهورية ميشال عون والبرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري في القصر الجمهوري في بعبدا، ويسبق اللقاء صباحاً اجتماع عسكري ثلاثي يشارك فيه لبنان وإسرائيل برعاية القوات الدولية «يونيفيل» في مقرها في بلدة الناقورة اللبنانية.

وكشفت المصادر الوزارية أن الرؤساء الثلاثة سيناقشون الاقتراحات الأميركية التي حملها ساترفيلد إلى بيروت تحضيراً لزيارة تيلرسون، وقالت إنها تتجاوز النقاط الحدودية البرية والبحرية المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل إلى الطلب من الحكومة اللبنانية أن تتدارك بسرعة احتمال انتقال التوتر والتصعيد العسكري بين دمشق وتل أبيب إلى لبنان، وذلك بالسعي لدى «حزب الله» لوقف تخزين السلاح الثقيل وصمنه الصواريخ في عدد من المناطق البقاعية. ولدى واشنطن وإسرائيل معلومات عن أن هذا السلاح ينقل من سورية إلى لبنان.

وفي هذا السياق، لفتت مصادر كانت واكبت محادثات ساترفيلد مع الرؤساء الثلاثة وقيادات سياسية، إلى أن الموفد الأميركي حض الحكومة اللبنانية على التدخل لدى «حزب الله»، ليس لوقف تخزينه السلاح فحسب، وإنما للامتناع عن تطوير السلاح الصاروخي في مصانع أقامها تحت الأرض في أبنية تشغلها مؤسسات تجارية.

ونقلت المصادر عن ساترفيلد قوله إن واشنطن تسعى إلى خفض التوتر وأن لا مصلحة لها في أن يتمدد التصعيد العسكري في سورية إلى لبنان. لكن على حكومته أن تبادر إلى معالجة هذه المشكلة مع «حزب الله» لأن سلاحه يبقى خارج أي بحث ويتناقض كلياً مع القرارين الدوليين 1701 و1559.

كما نقلتالمصادر قول الموفد الأميركي أن لا مشكلة في التدخل لدى إسرائيل لاستثناء النقاط البرية المتنازع عليها من بناء الجدار الفاصل، على أن تعاد إلى السيادة اللبنانية، إضافة إلى استعداد واشنطن لوساطة تؤدي إلى تحسين شروط لبنان في اقتسام الرقعة المتنازع عليها في البحر، والتي يوجد فيها البلوك 9، وكان سبق للوسيط الأميركي السابق فريديريك هوف أن اقترح حلاً عام 2012 يقضي باقتسامها.