أبها

تزامنا مع قرب انطلاق جولة الانتخابات المحلية في تونس، أظهرت استطلاعات رأي قامت بها بعض وسائل الإعلام المطلعة، عن وجود عزوف انتخابي كبير وسط المجتمع التونسي خاصة من فئة الشباب، للمشاركة في الانتخابات التي تعول عليها معظم الأحزاب لدعم برامجها السياسية وإعادة شعبيتها المترهلة. 


وطبقا للتقارير، فإن العزوف الشبابي عن المشاركة في الحياة السياسية بتونس، بدأ يأخذ نسقا متصاعدا منذ السنوات الثلاث الماضية، إضافة إلى تراجع نسب الشباب في صفوف الأحزاب الفاعلة والتي لا تتجاوز في أقصى تقديرات نحو 5%، الأمر الذي يعكس وجود حالة من الإحباط لدى هذه الفئة الاجتماعية تجاه القضايا السياسية والثقة في السياسيين بشكل عام.
ويرجع مراقبون هذا العزوف عن الانتخابات، إلى تردي الحالة المعيشية للمواطن، وارتفاع نسب البطالة المؤرقة لمساعي حكومة يوسف الشاهد، وذلك رغم الفرص والتأجيل المتكرر الذي قادته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، تجاه الانتخابات المحلية، ومساعيها لتوعية المواطنين بأهمية هذا الإجراء لتعزيز المسار الانتقالي الديمقراطي بالبلاد.

أسباب العزوف
بحسب مصادر، فإن نحو 30% من الذين لم يسجلوا أسماءهم في القوائم الانتخابية، يمثلون الفئة الشبابية، وفاقمت الأزمة الاقتصادية للبلاد وارتفاع نسب البطالة نسبة عزوفهم عن المشاركة في الحياة السياسية، متهمين الأحزاب الرئيسية بعدم تلبية مطالبهم واستغلالهم فقط خلال الحملات الانتخابية.
ويشير محللون إلى أن الانتخابات المحلية المزمع إجراؤها في تونس مايو المقبل، تكتسب أهمية بالغة للأحزاب السياسية التي تحاول ترويج برامجها الانتخابية وكسب نقاط سياسية ضد أحزاب منافسة، فيما لو استمرت ظاهرة العزوف عن التسجيل في الانتخابات، فإنها ستكون أكبر عائق يواجه هذه الأحزاب.
وكانت الهيئة المسؤولة عن الانتخابات، قد صرحت مؤخرا بأن عدد المسجلين في اللوائح الانتخابية يناهز 60% من الجسم الانتخابي، مشيرة إلى ضرورة الفصل بين الانتخابات البرلمانية والمحلية، كون الأولى تحمل دوافع محلية وتتداخل فيها أهداف سياسية أخرى. وعملت الهيئة على إعطاء فرصة كبيرة للناخبين عبر التمديد في موعد الانتخابات مرتين، وفتحت آجال التسجيل قبل حلول موعدها بـ4 أشهر.

توقعات ضئيلة
نوهت مصادر تونسية مطلعة إلى أن عملية تسجيل الناخبين في اللوائح لا تعني ضمان إدلاء جميع المسجلين بأصواتهم عند حلول موعد الانتخاب، بل يمكن أن يتوجه الناخب إلى صناديق الاقتراع ويدلي بورقة بيضاء احتجاجا على الوضع السياسي في البلاد، مشيرة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التي تنتشر بكثرة في البلاد، يمكنها أن تؤثر سلبا أو إيجابا على مجريات هذه المناسبة.
ووفق المصادر، فقد شكل الحضور النسائي في التسجيل بقوائم الانتخابات قفزة ملحوظة، حيث ناهزت نسب تسجيل النساء 48% من إجمالي عدد المسجلين، الأمر الذي عده خبراء حضورا قويا وعاملا حاسما لدور المرأة في الحياة السياسية التونسية.