أحمد بودستور 

هناك مثل يقول (يجهز الدواء قبل الفلعة) فلا زالت العمليات الإرهابية مستمرة في كثير من المحافظات العراقية وحتى العاصمة بغداد ولازالت فلول تنظيم كلاب النار داعش تعمل في الخفاء وتنفذ العمليات الانتحارية فلم يتم القضاء عليها ناهيك عن ميليشيات الحشد الشعبي التي تمارس التطهير العرقي وذلك بتهجير السكان من الطائفة السنية وعرقلة رجوعها إلى بيوتها في المناطق المحررة من داعش وذلك لمنعهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية في شهر مايو القادم وتكتسح قيادات الحشد التي سوف تشارك في الانتخابات النتاىج وتسيطر على المشهد السياسي فالوضع مازال غير مستقر في العراق .


هناك مثال واضح على فشل إعادة الإعمار أو إيصال المساعدات الإنسانية وهو مايحدث في اليمن فهناك مساعدات إنسانية ترسل إلى المناطق المنكوبة مثل مدينة تعز وغيرها ولكنها لا تصل لأن ميليشيا الحوثي تستولي على تلك المساعدات الإنسانية بالقوة وتقوم بإعادة بيعها في الأسواق ولهذا انتشرت الأمراض والأوبئة فالوضع غير مستقر وهناك خطورة حتى على حياة المتطوعين في توصيل المساعدات الإنسانية نظرا لانتشار السلاح والميليشيات المسلحة وهذا الوضع مازال موجودا في العراق فكل حزب تقريبا لديه ميليشيات مسلحة .
إن الصورة لن تتضح في العراق إلا بعد إجراء الانتخابات البرلمانية فهناك صراع بين الأحزاب سواء الشيعية أو السنية وحتى بين الأحزاب والتنظيمات الشيعية نفسها فمثلا رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي لديه قائمة خاصة به ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي أيضا لديه قائمة خاصة به رغم أنهم ينتمون لحزب واحد وهو حزب الدعوة والذي سوف يستجد في الانتخابات القادمة هو أن قادة الحشد الشعبي سوف يخوضون الانتخابات في قائمة تجمعهم والمتوقع أن يكونوا داعمين لوصول نوري المالكي لرئاسة الوزراء مرة أخرى مما يعقد المشهد العراقي السياسي حيث سيكون العراق محافظة إيرانية نظرا لتحالف المالكي مع النظام الإيراني وهنا سوف تذهب أموال إعادة الأعمار للراعي الرسمي للإرهاب الدولي إيران التي سوف تستخدمه في دعم التنظيمات الإرهابية وزعزعة أمن واستقرار العراق .
من المفيد القول إن هناك قادة من الحشد الشعبي يهددون الولايات المتحدة الأمريكية ويطالبونها بالانسحاب من العراق وهو ما ينذر بمواجهة أمريكية إيرانية من خلال التنظيمات الإرهابية والحشد الشعبي في العراق وكذلك هناك توتر شديد في سوريا لأن إستراتيجية الرئيس الأمريكي ترامب في المنطقة هو تحجيم دور إيران وإجبارها على سحب الحرس الثوري الإيراني وميليشيات حزب الله والحشد الشعبي من كل من سوريا والعراق ولذلك هناك توقعات بأن الوضع في العراق مقبل على تصعيد عسكري وليس استقرار ولذلك سوف يؤثر هذا الوضع المتفجر على عملية إعادة إعمار العراق التي حتى تنجح بحاجة إلى وضع مستقر حتى تؤدي الغرض المطلوب والهدف المنشود منها .
أيضا هناك أمور أخرى ينبغي الاتفاق عليها مع الحكومة العراقية التي تريد أن تأخذ بدون أن تعطي ولابد أن تكون هناك مصالح متبادلة فمثلا مازالت الحكومة العراقية ترفض تزويد الكويت بالماء والغاز وهناك طلب رسمي من الكويت بهذا الخصوص ولذلك ينبغي على الحكومة العراقية أن تكون مرنة مع المطالب الكويتية لأن هناك اختلاف على السعر في قضية الغاز والماء هو مطلب قديم ولذلك العراق مطالب بإظهار حسن النوايا في علاقته في المستقبل مع الكويت خاصة أن الكويت سوف تكون بوابة العراق في حال بدأت عملية إعادة إعمار العراق .
أيضا هناك قضية أخرى وهو أن تكون الأولوية للشركات الكويتية في المشاريع الاستثمارية وأيضا عقود عملية إعادة البناء وذلك لتنشيط الاقتصاد والسوق الكويتي الذي سوف يدعم عملية إعادة الإعمار رغم كما قلنا المخاطر المحيطة بها وهذا ليس استغلال بقدر ما هو رد للجميل فالكويت لم تتوانى في مساعدة العراق في الظروف الصعبة وقد تجلى هذا الأمر واضحا في الحرب العراقية الإيرانية حيث كانت الكويت هي الشريان الذي يغذي العراق بكل مايحتاجه وكان من أهم أسباب صمود العراق 8 سنوات في الحرب العراقية الإيرانية . 
إن على الحكومة العراقية وكذلك الأحزاب السياسية والطبقة السياسية في العراق بما فيهم أعضاء مجلس النواب العراقي أن يضعوا مصلحة العراق نصب أعينهم وليس مصالحهم الشخصية ويفتحوا صفحة جديدة بينهم وأن يتم نزع السلاح من الميلشيات وخاصة الحشد الشعبي ويكون السلاح فقط بيد الجيش العراقي وختاما أن يعود العراق إلى هويته العربية ويكون قراره مستقلا وليس بيد النظام الإيراني الذي يريد أن يستنزف ثروات وخيرات العراق والأكيد أن مصلحة العراق مع محيطه العربي وخاصة دول مجلس التعاون وفي مقدمتها الكويت والسعودية والإمارات الذي سوف يكون لهم النصيب الأكبر في عملية إعادة إعمار العراق.