علي القاسمي

 أجمل ما تتمتع به صناعة التغيير في وطني السعودية هو «الرشاقة» التي تصاحب العمل الجاد، والطموح المعلن في تطوير القرارات وصناعة العلاقات والتعاطي الذكي الهادئ مع عالم تتبدل فيه معطيات كثيرة وتزداد على ساحته المتغيرات. أظن أن العالم بات يضبط ساعته على التوقيت السعودي العابر نحو ظاهرة إصلاح غير مسبوقة ورعاية مشوقة للمستقبل.

وليس من السهل على الإطلاق أن يركّز العالم نظره واهتمامه ويوجه البوصلة نحو سعودية جديدة تؤسس للتغيير، وتعمل بحماسة لتعديل ما أمكن من الصور السلبية عنها وعن محيطها وعن منطقة الشرق الأوسط.

المضي نحو علاج الجراح بالتدريج والقفز نحو نموذج متميز لدولة فتية صاعدة، أمران يستحقان الحماسة والانتقال من مربع إلى آخر. ولعل الرسالة الكبرى التي يحملها مهندس الإصلاح السعودي الأمير محمد بن سلمان، والمتمثلة في هدف أسمى هو في أن تكون السعودية بلد إسلام معتدل وسطي يحمل الانفتاح على الآخر وعلى بقية الأديان. هي رسالة عميقة وبليغة، وتؤكد أن المهمة تتطلب تجاوز جملة من التحديات، وفتح أفق مع كافة الشركاء، واتخاذ مواقف قوية تتحدث عن نفسها وتعزز حقيقة أن الرياض باتت مختلفة منذ اليوم.

كان المأجورون، ولا يزالون في محاولات مستميتة لإحداث البلبلة حول أي إنجاز وتشويه أي صورة، لكن الواقع خير من يتحدث والمنجز يقدم نفسه، والنجاح حليف المشاريع السياسية التي تقوم على أكتاف أبنائها وأهلها والعاشقين لترابهم الوطني والمؤمنين بأن وطنهم يجب أن يتصدر ويكون ذا موقع إقليمي جاذب وحضور لافت ورائداً للتغيير والنمو والإصلاح.

من الضروري في مشهد التغيير أن تتجدد صياغة العلاقات القديمة وتتجدد، وأن نقدم أنفسنا للعالم بالشكل الذي يليق بنا ويضعنا في واجهة الحلم والعمل. السعودية تقود رؤية ليست محلية فقط بل تحمل على عاتقها هماً عربياً وإسلامياً، وتعرف أن أمامها عملاً كبيراً جداً لتقزيم العمالقة الوهميين، والتصدي لتيارات متنوعة تهدف للتأزيم والتخريب والإرهاب. كما أنها تحاول بما تيسر لها من الكفاءات والطموحات والعلاقات إعادة ترتيب مشهد عربي إسلامي لم يفارقه الاضطراب ولا التوتر والخيبات المتوالية.

الكل في السعودية جاهز للتأقلم وقبول التحدي والدخول في نمط حياة مغاير. السعوديون يريدون أن يتحدث عنهم العالم بوصفهم غير تقليديين ولا منغلقين، وأنهم جاهزون بحب وشوق للتحول وللرؤية الجديدة ويمثلهم عراب شاب اسمه الأمير محمد، متطلع- وبرفقته شعبه– لمشهد جذاب ووطن يتعامل مع الإصلاح والاعتدال والانفتاح بشجاعة بالغة واحترام آسر. ومع كل هذا تأقلم منطقي وإيمان مصاحب بأن المستقبل أن لم نعمل له بأيدينا، ونتحمل تبعات العمل فلن يكون مستقبلاً مرضياً لنا ولا للجيل الذي يرى لغته ولغة عصره في هذا المستقبل.

السعودية تمضي بهدوء، تنتقل نحو الريادة من دون تردد، وتعلن أنها حديث العالم ومحور الاهتمام.