خالد الصالح، محمد أبو القاسم

كشف المستشار في الديوان الملكي، المشرف على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية، سعود القحطاني، أن اجتماع مكة المكرمة المتعلق بالأزمة الاقتصادية في الأردن، أكد إيفاء السعودية والكويت والإمارات بكل التزاماتها السابقة للأردن، واليوم زادوا عليها، مبينا أن هذا حق الأخ على أخيه، فالعلاقات الأخوية والمصير المشترك هما سبب عقد الاجتماع، مشيرا إلى أن تنظيم الحمدين معلوم خساسته مع الأردن في الربيع العربي، وتصعيده الأزمة الحالية، ولم يوف بالتزاماته السابقة للأردن حتى الآن. 

يأتي ذلك، في وقت شدد عدد من الصحف العربية والخليجية على أن الأردن، والشعب الأردني الأصيل يعرفان اليوم من يقف معهما في الأزمة بالأفعال، ومن يقف ضدهما. وقالت صحيفة الدستور، إن تجسيد دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لعقد اجتماع رباعي في مكة المكرمة مع زعماء الأردن والإمارات والكويت، لمناقشة سبل دعم المملكة اقتصاديا، له دلالات مهمة على طريق الأخوة العربية ووحدة الحال والمصير، شعورا من الأشقاء بالأعباء التي ترتبت على المملكة جراء موجات اللجوء المتعاقبة، آخرها من الأشقاء في سورية، وكلف الحرب على الإرهاب والتصدي للقوى المتطرفة التي باتت تؤرق الحدود الآمنة في المنطقة.

 ضمانات قوية 

تحت عنوان «اجتماع مكة يتعهد بمبلغ 2.5 مليار دولار للأردن» ذكرت وكالة «انسماد» الإيطالية، أن 3 دول خليجية تعهدت بمنح الأردن الذي يمر بأزمة اقتصادية صعبة، تتسم بالتوترات الاجتماعية والسياسية، دعما اقتصاديا بقيمة 2.5 مليار دولار، كصندوق ضمان مودع في البنك المركزي الأردني، وفقا لطلب صندوق النقد الدولي. 
كما تناولت قناة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية القمة الرباعية مكة بقولها «إن إضفاء ضمانات للبنك الدولي يصب في مصلحة الأردن، كما أن تقديم دعم سنوي لميزانية الحكومة الأردنية لـ5 سنوات، سيكون له تأثير طيب على الاقتصاد الأردني في المدى القريب

 عودة الروح للأمة 

قالت صحيفة «البيان» الإماراتية في افتتاحيتها، أمس، إن المواقف التاريخية التي أفرزتها القمة الرباعية في مكة، جاءت لتؤكد مجددا النهج الإماراتي والسعودي الفاعل في صون أمن واستقرار دول المنطقة، وحرصهما على تقديم كل الدعم والعون لشعوب هذه الدول، بما يكفل لهم مواصلة تحقيق طموحاتهم، ويعظم الأمل في نفوسهم بمستقبل أوطانهم.
وأكدت الصحيفة في مقالها، أن القمة التي ضمت الإمارات والسعودية والكويت والأردن، خرجت بحزمة مساعدات كبرى لتمكين الأردن الشقيق من التغلب على الظرف الاستثنائي، وقيادته إلى الأمان والاستقرار، ترسيخا لوحدة المصير الذي يجمع دول المنطقة ومستقبلها. 
وختمت الصحيفة قائلة «من مكة المكرمة، تعود للأمة روحها، بنهج دول الحكمة ووحدة الصف، لتؤكد أن الأمة جسد واحد، وأن أمنها واستقرارها واحد، ومستقبلها وازدهاره واحد».

القرار السريع 

ذكرت صحيفة الاتحاد الإماراتية، أن ما يميز قمة مكة المكرمة، هو القرار العربي السريع، والموقف العربي الثابت تجاه الدول الشقيقة، فدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لعقد قمة لدعم الأردن، وتجاوب كل من الإمارات والكويت السريع مع هذه الدعوة، يؤكدان أن الوعي العربي تجاه الأخطار التي تواجهها الدول العربية أصبح عاليا، وأصبح رد الفعل العربي سريعا كذلك، فلسنوات، بل لعقود طويلة، لم نكن نرى التفاعل العربي السريع، فكل أزمة عربية كانت تحتاج أسابيع حتى يلتئم شمل العرب، ويجتمعوا وينظروا في تلك الأزمة التي تكون مع اجتماع العرب في جامعتهم قد تطورت، واستفحلت المشكلة وأصبح حلها صعبا جدا، ولكن اليوم ومع ملك الحزم والعزم سلمان، فقد تغيرت الأمور كثيرا.
وأضافت الصحيفة، بأن الشعب الأردني الأصيل يعرف اليوم من يقف معه في أزمته بالأفعال، ومن يقف ضده، ويعرف من يكتفي بالكلام والشعارات الجوفاء، مؤكدة أنها مملكة الأفعال والعزم والحزم، فبمجرد أن استشعرت الخطر على الأردن، هبّت لتدعو إلى قمة عاجلة في مكة المكرمة، وخلال يومين، التقى قادة 3 دول خليجية: السعودية والإمارات والكويت، ليقرروا نوع الدعم الذي يجب تقديمه للأردن، وبشكل عاجل.

الوقت المناسب

أكدت وكالة «شينخوا» الصينية، أن اجتماع مكة المكرمة استهدف حماية الأردن من المصير الكارثي لبعض البلدان العربية الأخرى، والتي مزقتها الأزمات الاقتصادية 
والحروب الداخلية، مشيرة إلى أن دعوة السعودية للاجتماع الرباعي جاءت في الوقت المناسب، للتغلب على أزمته الاقتصادية الحالية.