حمود أبو طالب

في حواره ببرنامج «مجموعة إنسان» في بداية رمضان قال الصحافي المعتّق «عثمان العمير» في معرض حديثه عن التطورات التي حدثت في المملكة أنه ذات مرة بعد زيارته للاتحاد السوفيتي في بداية تسعينات القرن الماضي، قال إنه يخاف على المملكة من «البريجنيفية» التي كان يعيشها الاتحاد السوفيتي، نسبة إلى زعيم الاتحاد السوفيتي ليونيد بريجنيف، أي يخاف من الترهل والتأخر والشحوب الذي رآه بسبب إدارة حكام بلغوا من الكبر عتيا واستمروا يحكمون بلدا بعقلية بطيئة تستند إلى معايير وقيم ومبادئ وأساليب عفا عليها الزمن، لا تتواءم مع المستجدات والتسارع الذي يعيشه العالم.

الآن مضى عام على تغيير سياسي جذري في المملكة بتعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، الشعب السعودي يحتفل بعام صاخب مرّ كالخيال وانقضى كالحلم الجميل، تحققت فيه أشياء كان أشد المتفائلين لا يتوقع حدوثها حتى بعد سنوات. لكن القضية والقصة الحقيقية ليست محمد بن سلمان فحسب وإنما «سلمان» الذي كان يعيش حلماً وحين وصل إلى سدة الحكم بادر فوراً لتحقيقه.

هو الملك الذي فاجأ الشعب بإعصار من القرارات في مؤسسة الحكم فور توليه، ما يعني أنه كان جاهزاً للمرحلة وقراراته قد تبلورت بعد زمن طويل من الشراكة الحقيقية المهمة في إدارة شؤون الوطن، طبيعة فكر الأمير سلمان «آنذاك» هي التي تحولت إلى واقع بعد أن أصبح ملكاً، وكان يعرف أن بعض القرارات صعبة وغير مسبوقة وربما يتم تأويلها بغير حقيقتها لاسيما وهي تتعلق بتغيير نمطية التوارث في إدارة الدولة، لكنه فعلها بحزم وحسم ودون تردد لأنه كان يفكر في الوطن أولاً وأخيراً، يفكر في مستقبل وطن يجب أن ينتعش ويتنفس وينهض ويسابق ويتحدى ويبرز بكل ما فيه من مكونات ومقومات جديرة بالصدارة.

إذا كنا نحتفي ونحتفل بعام على إسناد ولاية العهد لأمير يمضي بنا بسرعة الأمل، فإن الفضل الحقيقي لمن اختاره وتحمل مسؤولية القرار في الدفع به إلى قيادة الوطن بجانبه، الاحتفاء الحقيقي هو بصاحب الرهان الفائز، سلمان الذي نقل الوطن من هاجس وقلق «البريجنيفية» إلى طمأنينة وإشراق وحيوية «السلمانية».