غداة إعلان موسكو أن اجتماع «آستانة 10» سيولي اهتماماً خاصاً بالقضايا الإنسانية في سورية وعودة اللاجئين، أكدت واشنطن أنها لن تشارك في أي «صفة رسمية» في الاجتماع، وشدد مسؤول بارز في المعارضة على أن روسيا تسعى إلى «إعادة تأهيل نظام الاستبداد»، لكن العالم لن تنطلي عليه محاولات الكرملين التركيز على عودة اللاجئين وإغفال الدور «الإجرامي» للنظام السوري. وقبل أيام من «آستانة 10» الذي من المقرر أن يركز على القضايا الإنسانية وفق الطرح الروسي، كشف النظام عن مئات المعتقلين الذين قضوا في السجون، في خطوة رأى قانونيون سوريون معارضون أنها جاءت بطلب من موسكو وتهدف إلى إغلاق ملف المعتقلات والمعتقلين بطرق ملتوية.


ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن ناطق باسم الخارجية الأميركية قوله، إن «الولايات المتحدة لن تشارك بصفة مراقب، أو أي صفة رسمية أخرى» في جولة آستانة العاشرة التي من المنتظر عقدها في 30 و31 تموز (يوليو) الجاري بمشاركة ضامني آستانة روسيا وتركيا وإيران، إضافة إلى وفدين من المعارضة والنظام، وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا أكد حضوره الاجتماعات.

وقي مقابل رغبة موسكو التركيز على القضايا الإنسانية، وزيادة فعالية مسار آستانة على حساب مسار جنيف المتوقف منذ أشهر عدة، شدد الناطق على أن الولايات المتحدة «تواصل تركيزها على المفاوضات برعاية الأمم المتحدة في جنيف، وتحقيق التقدم في تلك المفاوضات»، ورأى أن «القنوات الديبلوماسية الأخرى والمنصات تمثل عامل صرف أنظار عن تنفيذ القرار الدولي 2254». وحضّ الناطق الأميركي «ثلاثي آستانة على تحويل جهودهم لدعم عملية جنيف والمبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا».

ورفضت المعارضة محاولات الروس إعادة تأهيل النظام في سوتشي من بوابة القضايا الإنسانية، وسخرت من دعوة الروس السوريين إلى بلادهم بسبب «مؤشرات إيجابية».

ومع إشارة الناطق باسم هيئة التفاوض السورية المعارضة يحيى العريضي إلى «أهمية القضايا الإنسانية وعودة السوريين الذين أخرجوا عنوة إلى بلادهم»، شدد على «عدم جواز أن يعود هؤلاء تحت ظل الاستبداد والقمع والقتل»، ورأى أن «روسيا تسعى إلى إعادة تأهيل نظام القتل الإجرامي». وقلل العريضي مما يشاع عن تقارب البلدان الغربية مع روسيا بخصوص القضية السرية، وقال إن «روسيا تعتقد أن الغرب لا يلتفت إلى ما تفعله، وتريد فقط الخلاص من مسألة اللاجئين التي ترمي بثقلها عليه»، معتبراً أن العالم متيقن أن» بقاء النظام هو الوصفة الأنجع لاستمرار التوتر والإرهاب في سورية والعالم كما جرى أخيراً في مجازر السويداء».

وأشار العريضي إلى أن «روسيا تتأرجح بين قوة الاحتلال والقوة الساعية الى إيهام العالم بقدرتها على إيجاد حل سياسي للقضية السورية تحت يافطة مساعدة الحكومة الشرعية». وشدد على أن «الجرائم التي ارتكبها النظام وشاركته روسيا بها، لا يمكن أن يطويها النسيان، فهي ساعدت في تدمير نصف سورية ونسيجها الاجتماعي، وحمت المسؤول عن قتل أكثر من مليون سوري».

إلى ذلك، شددت «هيئة القانوننين السوريين» على أهمية العمل الجاد دولياً من أجل إنقاذ أرواح المعتقلين في سجون النظام، وطالبت بأن تكون على رأس القضايا المطروحة في «آستانة 10».

وقال عضو الهيئة فهد القاضي، إن «روسيا غير جادة في العمل على ملف المعتقلين والمغيبين». وتشير تقارير دولية إلى أن أعداد المعتقلين عند النظام منذ آذار (مارس)، تتجاوز الـ400 ألف معتقل. ولفت القاضي في اتصال مع «الحياة»، إلى أن «أعداد المعتقلين في تناقص مستمر بسبب التصفيات وظروف الاعتقال التي تفتقد أدنى مستوى من المعايير الصحية والإنسانية».

وبعد الكشف عن إرسال النظام قوائم بنحو 1000 شهيد من أهالي داريا لمعتقلين قضوا تحت التعذيب، رأى القاضي أن «النظام بتوجيه من روسيا يهدف إلى إغلاق ملف المعتقلات والمعتقلين عبر إرسال قوائم موت تسلم الى سجلات الأحوال المدنية، وإبلاغ الأهالي عبر الهاتف من دون تسليم الجثث»، وأوضح أن النظام «لا يعطي ذوي المعتقلين بيان وفاة يحدد مكان الموت أو أسبابه».