حمود أبو طالب

ما زلنا مستمرين في مخاطبة أنفسنا فقط وبخطاب إنشائي مستهلك لم يعد مقنعاً ولا ذا جدوى حتى لمواطن لم يغادر المملكة وليس مطلعاً بقدر كبير على ما يحدث في العالم من تقلبات وأزمات سياسية بين الدول، وبمثل هذا الخطاب نكون مصرين على تقوية من لهم مواقف سلبية من وطننا والذين يستغلون أي حدث له علاقة من قريب أو بعيد بالسعودية لتحويله إلى ملف سياسي أو حقوقي حتى لو كان مجرد حدث عابر لا يتجاوز الإطار الشخصي أو المشكلة الفردية.

صدقوني لن يفيدنا بشيء تصريح رئيس جمعية حقوق الإنسان السعودية بشأن لجوء الفتاة «رهف» إلى كندا واستقبال وزيرة الخارجية الكندية لها أمام كاميرات التلفزة العالمية، ولن يضيف شيئا جديدا ولا مفيدا قول الجمعية إن كندا حولت قضية شخصية عائلية إلى ملف سياسي، كما لن تفيد أبداً المقارنات بين تغافل كندا وغيرها من الدول والمنظمات عن آلاف المسحوقين الهاربين من بلدانهم واهتمامها بقضية فردية كقضية رهف. نعم كندا تعمدت تسييس القضية لأن بيننا وبينها أزمة واستثمرت هذه الفرصة، شيء طبيعي أن تفعل كندا ذلك، لكن غير الطبيعي أن نلوك نفس العبارات والمصطلحات المستهلكة أمام حملة عاتية لدول ومنظمات وإعلام ضد المملكة، تتصاعد كل يوم وتدار بشكل احترافي.

ترك الأمور على هذا المنوال سوف يساهم في زيادة الضرر الذي سيلحق بنا. تحركوا بجمعياتنا الحقوقية وإعلامنا وخارجيتنا وكوادرنا الثقافية والفكرية لمخاطبة الآخرين من خلال صناع الرأي العام في بلدانهم، ومواجهتهم بخطاب مقنع، وليس عاطفياً إنشائيا مترهلا. نحن قادرون لكنا لا نفعل فلماذا؟.