&عبدالله بن بخيت

&

&ما الذي علينا أن نفعله حيال ظاهرة خطيرة: هروب الفتيات السعوديات؟ ما الذي يعنيه تفشي هذه الظاهرة؟

هذا الكلام أعلاه يجعلني أعيد النظر في اللغة العربية برمتها، كيف يمكن أن نفهمها، منذ أن عرفنا الكلام ونحن نفهم أن كلمة ظاهرة تفسر بقولنا تفشي عادة أو تقليد أو ممارسة بحيث تكون بائنة لكل من له عينان وأذنان. الظاهرة&phenomena&كمثال هي ظاهرة تفشي عادة لبس الشماغ بلا عقال مخالفاً لطبيعة اللبس في المملكة أو اللحية الخفيفة بين الشباب هذه الأيام أو كثرة سفر الأسر السعودية إلى دبي، عندما نصف حالة بالظاهرة علينا أن نشير إلى أعداد كبيرة تتبنى هذه الظاهرة أو تلك.

كم عدد الفتيات اللاتي تركن أسرهن وهربن من المملكة؟ ثلاث فتيات لنقل عشر فتيات وهذا غير صحيح، هل يستحق هذا الرقم أن نطلق عليه ظاهرة؟ إذا أخذنا هذا العدد بالنسبة والتناسب فالنتيجة نصف فتاة لكل مليون سعودي.

من المستفيد من إطلاق هذه الكلمة الكبيرة والمخيفة مستغلاً حالة المراهقة رهف؟

دخول المرأة سوق العمل للبحث عن الحياة الكريمة وإعطاء المرأة حقها في ممارسة حياتها الطبيعة كقيادة السيارة ودخول الملاعب للاستمتاع إذا شاءت لا شك صدم تياراً منغلقاً يرى المرأة كائناً ملحقاً فاقداً للأهلية عليه أن يعيش حياته منغلقاً متطفلاً إلى ساعة الموت.

اعتدنا هذا النوع من التهاويل في كل الزمن الذي سادت فيه الصحوة ولكن لماذا وقع بعض الكتاب والمثقفين في هذا الفخ وراحوا يستخدمون كلمة ظاهرة عندما يأتي السؤال عن المراهقة رهف؟

ثمة دعاوى طرحت وربما يعاد إحياؤها هذه الأيام حاولت بخبث غبي أن تقسم العاملين في الشأن الإعلامي والثقافي والديني&إلى فسطاطين (على حد تعبير ابن لادن) أطلق عليها المتطرفون داعش وفاحش. داعش يمثل كل من ذهب إلى مناطق الصراع (فقط) يقابله فاحش الذي يشمل الكتاب والمثقفين والصحافة وكل من دعا إلى إعادة المرأة إلى سياق الحياة الطبيعية كما أقرها الدين الإسلامي قبل غيره من الدعوات العالمية.

اعتدنا على التهاويل التي تعمل على تحويل حالة فردية إلى كارثة اجتماعية، يبدو أن هذه الأداة تهدد بالعودة مرة أخرى لإرهاب المجتمع من التحولات التي تجري على أرض الواقع.

على كل منا أن يسأل: هل هروب فتاة أو فتاتين من أهاليهم في بلاد عدد سكانها يفوق العشرين مليوناً تستحق أن يناقشها الكتاب والإعلاميون كظاهرة؟