&عبدالسلام المنيف&

لا أحد يختلف على أهمية تطوير الإعلام لدينا بشكل عام، وإصلاحه وإلباسه ثوبه الذي يستحق، حتى يكون إعلاماً يليق بدولة ريادية ومؤثرة، ولكن حتى يتم كل هذا نحتاج إلى استراتيجية واقعية لا تقبل المجاملات، وتعطي الحلول في رفع مستوى تأثير الإعلام السعودي محلياً وخارجياً.


إن سياسة الإعلام حول العالم بصفة عامة تتغير من فترة إلى فترة، وكل الدول الرائدة في مجال تطوير الإعلام، تعي أن اللحاق بالمتغيرات أمر مهم لتعزيز هذه القوة لديها، ولقد رأينا أخيراً مدى تأثير ذلك لدى بعض الدول، في إبراز قوتها إعلامياً بينما هي فارغة داخلياً، لكن استخدام جهاز الإعلام جعل منها شيئاً وهي عكسه تماماً (لا شيء).

مشكلة الإعلام المزمنة لدينا أنه ملتصق بالثوب الحكومي، وشرط السعودة في توظيف من لا يستحق مهنة الإعلام، غير أنه يحمل مؤهلاً إعلامياً، لكن لو جربنا خصخصة المؤسسات الإعلامية، وجعل دور وزارة الإعلام فقط محدوداً، كبحث سبل التطوير والرقابة، بالتأكيد سنرى إعلاماً حقيقياً، وكوادر إعلامية ذات إمكانات عالية، حتى لو كانت بعض هذه الكوادر أجنبية، بالأخير تهمنا مصلحة واحدة وهي: «قوة إعلامنا وتأثيره». كل الإمكانات المثالية والعالية متوافرة لدينا، وكل ما ينقصنا هو جدية التخطيط، والتغيير، والتوجيه، وفي الحقيقة أستبشر بوزير الإعلام تركي الشبانة خيراً، كونه ذا خبرة عالية في مجال إدارة وتطوير المؤسسات الإعلامية، وسيعالج النقص المقصود، ويوجه بالحل السليم، ووجوده على رأس الهرم الإعلامي، يعطي رسالة واضحة بأن الدولة مهتمة بإبراز قوتها الإعلامية وتطويرها بما تستحق.

يبدو بل بالتأكيد، أنه حان الوقت حتى نفتخر بإعلامنا، ونستمتع بمشاهدته في الزوايا السياسية والاقتصادية والدرامية والبرامجية كافة، وإعطاء صورة حقيقية للعالم عن واقع «الإعلام السعودي»، حتى يكون مثالاً ناجحاً يضرب به التطبيق في الدول المتطورة والناشئة.

&