بينة الملحم&

&هناك حقيقة جميعنا يعرفها عدا صاحبتها التي لا تزال تعيش في وهمها وأحلامها؛ فإيران&تنام وتصحو على حلم الخليج الفارسي ولا يقدر فعلها أن يتجاوز صوتها وسوى التآمر على أمن دول الخليج وبث الفتنة وإشعال الطائفية أو تمويل أذنابها ووكلائها في حروب المنطقة.

من أطرف الأخبار السياسية هذا الأسبوع تهديد&القائد العام للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بالانتقام من المملكة والإمارات، على ضحايا الهجوم الدموي الذي استهدف عناصر من الحرس الثوري الإيراني قرب مدينة زاهدان!

وبتأمل المفارقات الإيرانية المضحكة ما بين تهديدات وتصريحات إيران السياسية تجاه الخليج، نجد أنها تنقسم إلى قسمين اثنين، الأول: الخطاب الدبلوماسي الناعم الذي يركز على حسن الجوار، وعلى الوحدة في المكان، والتعاون المشترك. أما&الثاني: فهو ذلك الخطاب الثوري؛ الذي يعبر عن «أيديولوجيا الثورة الإيرانية» تجاه دول الخليج، حيث تأتي التهديدات ومفردات الشيطنة، والأحاديث عن «فارسية الخليج» وعن كل الأطماع المختبئة وراء كواليس السياسة الإيرانية، هذا الخطاب هو الذي تركز عليه إيران منذ أن لبّت دول الخليج طلب حكومة البحرين بالاستعانة بقوات «درع الجزيرة» تلك القوة العسكرية؛ خليجية التكوين.. والتأسيس.. والكوادر! منذ تلك اللحظة الاستثنائية والذكية وإيران تشعر أنها تفشل في مد نفوذها في الخليج للهيمنة على ولاءات المواطنين، إن الخطاب الثوري الإيراني يعبر عن صميم مشروع إيران السري ويشرحه بوفاء، أما الخطابات الليّنة فهي للاستهلاك الإعلامي والدبلوماسي.. فقط.

إيران التي لا تجيد سوى تهديد الخليج منذ أكثر من ثلاثين عاماً وتكن للعرب كل العداء؛ ليس ابتداءً من احتلال&إيران للجزر الإماراتية الثلاث ومنذ أن أعلنت في الخمسينات الميلادية أن البحرين محافظة إيرانية، ومنذ أن دكّت إيران العراقيين، ومنذ أن دعمت المنظمات الإجرامية كما في دورها ومسؤوليتها عن عدد من التفجيرات في الخليج ومن بينها انتماء عماد مغنية لحزب الله المنضوي لإيران عملاً وأيديولوجياً في عمليته التي اختطفت طائرة الجابرية، وتفجيرات الخبر في المملكة وتمويل العمليات الإرهابية من خلال أذنابها في المنطقة الشرقية وعداها، وليس انتهاءً&من صواريخ الحوثيين الإيرانية والموجهة فوهاتها ضد المملكة،&وفي المقابل ما قُتِل على يد إسرائيل من قيادات من الحرس الثوري في سورية كان كافياً لأن يتحرّك قائد الحرس الثوري ويوجه صواريخه ووكلاءه بالمنطقة، ولكن إيران لا تجيد أكثر من توزيع الشعارات الكبيرة التي يعلم الإيرانيون جيداً أنها «لا تخيف إسرائيل» بقدر ما تضحكهم!