في ثاني رد للرباط على مزاعم وادعاءات بشأن تنسيق المغرب مع بلدان أخرى، خصوصاً فرنسا حول الأحداث الأخيرة في الجزائر، نفى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، تدخل بلاده في الشؤون الداخلية للبلدان.
وجاءت تصريحات العثماني على هامش استقباله، أمس، أعضاء وفد الأمانة العامة للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، برئاسة غسان غصن، أمين عام الاتحاد، وحضور أربعة أعضاء من الأمانة، من دول عربية أخرى. وتباحث الطرفان حول التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم بأسره، والعالم العربي على وجه التحديد. وأكدا أهمية إرساء قواعد الحوار داخل البلدان وبين المؤسسات لرأب الصدع وتفادي الصراعات المجتمعية، وفق بيان إخباري لرئاسة الحكومة المغربية.


وأوضح العثماني للنقابيين العرب الحاضرين في اللقاء أن المغرب «يبني دبلوماسيته الخارجية انطلاقاً من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان»، وذلك في نفي جديد ورد غير مباشر على ادعاءات تورط المغرب في الأحداث التي تعيشها الجزائر منذ أيام.
من جانبه، أشاد غسان غصن، أمين عام الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بمواقف المغرب المتسمة بـ«الحياد الإيجابي، وبتأكيده دائماً على رأب الصدع بين الأقطار العربية»، كما نوه بمواقف المملكة الإيجابية لفائدة الشعب الفلسطيني، وأشاد بـ«الدعم المتواصل للأسرة الملكية لهذه القضية عبر الأزمنة».
وتأتي تصريحات العثماني بعد يومين من تصريح لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قال فيه إن الرباط «قررت عدم التدخل أو التعليق على الأحداث الأخيرة التي تشهدها الجزائر». وأضاف بوريطة أن «بعض وسائل الإعلام بفرنسا والجزائر تسعى لتوريط المغرب في تعليقات لا أساس لها من الصحة، منسوبة لمصادر مجهولة من الوزارة أو مصادر دبلوماسية أو خبراء»، معبراً عن استغرابه من «هذه الأخبار المنشورة التي يتم نسبها للدبلوماسية المغربية».


وأكد بوريطة أن بلاده «ترفض الادعاء بكونها تنسق مع بلدان أخرى خصوصاً فرنسا، بخصوص ما يقع في الجزائر، وأن بلاده لم تجر أي اتصال مع باريس أو أي بلد آخر حول هذا الموضوع»، ودعا وسائل الإعلام إلى احترام أخلاقيات المهنة.
وحرصت الحكومة المغربية على نفي الادعاءات التي روجت لها تقارير إعلامية بالجزائر وفرنسا، وتحدثت عن أن المملكة المغربية أصدرت مواقف إزاء ما يقع بالجزائر، وأنها تنسق مع فرنسا حيال التطورات التي تعيشها الجارة الشرقية منذ إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 10 فبراير (شباط) الماضي ترشحه لولاية خامسة.