&خالد أحمد الطراح

& رفع الستار أخيرا عن جزئية تاريخية في غاية الاهمية تتعلق بالحل غير الدستوري لمجلس الامة في 1976، وما واجهه مجلس ادارة رابطة الادباء الكويتية، بعد التوقيع على البيان المعروف. فقد دفع الى النور والتوثيق، الاخ الكبير الدكتور سليمان الشطي تفاصيل قد يعلمها عدد محدود ممن عاصروا تلك الحقبة التاريخية، ولكن لم يفصح عنها بدقة من قبل بشكل كما ورد في كتاب الاديب الذي صدر حديثا عن مركز البحوث والدراسات الكويتية التابع لمجلس الوزراء، بعنوان «شموع الاستنارة.. شخصيات كويتية». سطر الاديب الشطي بأسلوب ادبي مشوق «تحية واحتفاء» بشخصيات كويتية، كان لها دور بارز في الاستنارة، كالمرحوم عبد العزيز حسين واحمد السقاف وعبدالرزاق البصير وحمد الرجيب وخالد سعود الزيد وعبد الله العتيبي وخالد عبد الكريم جمعة رحمهم الله، الى جانب الاخوين الفاضلين أ. عبد العزيز السريع والدكتور خليفة الوقيان اطال الله في عمرهما. ارتأيت من المهم التركيز على ما جاء في الفصل الخاص بالمرحوم احمد السقاف، نظرا لأهميته وعلاقته بموقف مجلس ادارة الرابطة، وتمسكه بما ورد في نص البيان الذي صدر عن سبع جهات، وهي الاتحاد العام لعمال الكويت ورابطة الادباء وجمعية الصحافيين وجمعية المحامين ونادي الاستقلال وجمعية المعلمين الكويتية والاتحاد الوطني لطلبة الكويت. روى د. الشطي في هذا الشأن تفاصيل تتعلق بموقف كل من احمد السقاف، امين عام رابطة الأدباء آنذاك، وكذلك عضو مجلس الادارة خالد سعود الزيد حين تم «استدعاء وزير الشؤون حينذاك لمجالس ادارات الجهات الموقعة على البيان». روى د. الشطي بالنص ما يلي: «أراد الوزير ان ينتزع منه (السقاف) عدم الموافقة على البيان، على اعتبار انه صدر دون وجوده، في اثناء سفرته، فكان رده واضحا ومحددا انا مع قرار المجلس، وموقفه يمثلني كما يمثلهم، هذا مع العلم انه كان موظفا حكوميا كبيرا وقياديا كبيرا في وزارة الخارجية».&

«ولأن المواقف الشريفة تتجلى حينئذ، فمن الواجب استحضار موقف آخر في الجلسة نفسها، مع الوزير، فإنه بعد ان يئس (الوزير) من السقاف، التفت الى الأعضاء الآخرين قائلا: نمى الى علمي أن اعضاء المجلس ليسوا كلهم متفقين، فبعضهم تحفظ على البيان، وكان يشير الى مناقشة صيغة البيان في داخل المجلس، وكان للأستاذ خالد سعود الزيد وعبد الله الدويش رأي مخالف قبل ان تتم الموافقة، وهنا انبرى خالد سعود الزيد ليقول: هذا البيان يمثلنا وكلنا ملتزمون به». (انتهى) هذه المواقف المعبرة عن حس وطني عميق ويقين استقر في عقول وقلوب من رموز الاستنارة في الكويت، لابد ان تكون من ضمن المناهج الدراسية، فالتاريخ ملك جميع الاجيال. شكرا للأخ د. الشطي على مبادرته، والشكر موصول للأخ الفاضل الدكتور عبد الله الغنيم، رئيس مركز البحوث والدراسات الكويتية، على تبنيه نشر وطباعة كتاب قيم بمضمونه ودقيق بتفاصيله.

&