أسر ضابطا إنجليزيا عام 1951 بعد إلغاء النحاس باشا معاهدة 1936، وبعد عام اعترض سيارة للسفارة الإنجليزية على طريق السويس عازما قتل من فيها، فلما وجد بينهم مصريا اكتفى بجلد سكرتير السفارة وسائقه بالكرباج ثأرا لمقتل ضباط وجنود من الشرطة المصرية بالإسماعيلية فى 25 يناير عام 1952 مما حدا بحسين الشافعى إلى ضمه إلى تنظيم الضباط الأحرار.

اللواء محمود عبد اللطيف حجازي، ضابط سلاح الفرسان الشجاع الذى اصطحب اللواء محمد نجيب إلى مقر قيادة الجيش.

فى 25 يناير2011 ، نزل اللواء محمود عبداللطيف حجازى إلى ميدان التحرير داعما احتجاجات الشباب، وفى 30 يونيو كان من أول الداعمين للشعب ضد حكم الإخوان، وعلق لافتة كبيرة على نافذة منزله بميدان لبنان عام 2014 لدعم ترشيح عبد الفتاح السيسى رئيسا للبلاد، و الآن يتقدم صفوف المنادين بتعديل الدستور لإبقائه رئيسا لاستكمال مسيرة الإنجازات التى بدأها من أجل نهضة هذا الوطن.

سألته:

كيف ترى التعديلات الدستورية؟

أؤيد وأدعو الشعب معى لتأييد بقاء الرئيس السيسى من خلال تعديل مدة الحكم للسماح بإعادة ترشيحه لحفظ الأمن واستكمال ما بدأ، ومنحه الفرصة لتحقيق كل أحلامه فى بناء دولة عصرية قوية ومتماسكة.

إذا حدثتنا عن مشوارك فى تنظيم الضباط الأحرار من الذى جندك فيه؟

جندنى عبد الفتاح على أحمد بتوجيه من حسين الشافعى فى أبريل 1952 وقام أيضا بتجنيد أحمد المصرى وفاروق الأنصارى فى يوم واحد خاصة بعد ان ذاع صيتى فى سلاح الفرسان بسب بما فعلته فى الإنجليز بطريق السويس ثأرا لشهداء الشرطة المصرية فى قسم الإسماعيلية.

ماذا حدث ؟

بعد إلغاء النحاس معاهدة عام 1936، قرر قادة الجيش المصرى وقتها تحديد مسافة عشرة كيلومترات كمنطقة محرمة بيننا وبين الإنجليز وإقامة خط دفاعى ووضع تلك المنطقة تحت المراقبة المستمرة حتى لا يعود الإنجليز مرة أخرى لاحتلال القاهرة تحت أى ظرف. وفى أحد الأيام أبلغ فاروق الأنصارى ضابط استطلاع السلاح القيادة بوجود قوة إنجليزية تتحرك فى المنطقة المحرمة، فطلب رئيس أركان حرب السلاح منى التوجه إلى المنطقة بقوة لوقف أى تقدم، فانطلقت على الفور بسيارتين مدرعتين بجنودى ومسحنا المنطقة، فلم أجد أحدا.

وعند الدوران وباتجاه العودة وجدت سيارات الجيش الإنجليزى أسفل هضبة أم الرقم، فناديت عليهم فصعد إلينا الأومباشى «ويليم» ومعه قائد القوة الإنجليزية الضابط «جون جريس» فأبلغتهم برفض وجودهم فى المنطقة المحرمة، فأخبرنى جريس فى استعلاء إنها أوامر قائد القوات الإنجليزية ثم زاد فى استعلائه وهو يحاول النزول، وقال ارجع لقائدك. اغتظت منه وقررت ألا أتركه دون عقاب، فأخبرته إن الدبابات «السنوتوريال»وهى أحدث دبابة فى ذلك الوقت، ستطلق عليهم قذائفها إذا تحركوا فنظر حوله وقال أين هي؟ فأشرت له على نقطة سوداء بعيدة غير واضحة، فظهرت عليه علامات الخوف، وقال إنه سينزل سريعا مختفيا عن الدبابة، فقلت الغبار الذى سيتطاير من تحرككم سيحدد لها موقعكم، فقال فى لؤم ولكن لابد لها من نقطة ملاحظة فأين هي؟ وهنا سقط فى يدى فجلت ببصرى أفكر سريعا فأسعفنى زميلى إبراهيم العرابى - رئيس أركان الجيش فيما بعد- وكان قادما من خلفنا بقوة بحثا عنى وخوفا من أن أكون قد اشتبكت مع الإنجليز، فأشرت إليه قائلا هذا الضابط هو نقطه الملاحظة.

هنا أمرت الضابط الإنجليزى بتسليم طبنجته وأسلحة قواته فوافق على أن اتركهم فأبديت موافقة على طلبه ولكن بمجرد أن جمع جنودى أسلحتهم، أعلنت لهم أنهم أسرى فسألنى مستهجنا ألم تعطنى كلمة شرف؟!.. فقلت له ساخرا: أنتم منذ سبعين عاما تعطوننا كل يوم كلمة شرف ووعد بإنهاء الاحتلال ولم تفعلوا واقتدتهم إلى قيادة السلاح.

وفى الطريق لاحظنا الطائرات الإنجليزية تحوم فوقنا وبمجرد أن وصلت بهم فوجئت بصدور المنطوق الملكى بإعادة الأسرى الانجليز، وذاع الخبر فى السلاح والجيش كله.

وبعد شهور وخلال قيامى بدورية مرور على نفس الطريق صادفت سيارة سوداء تحمل لوحات خضراء، فعرفت أنها تتبع السفارة الإنجليزية فاستوقفتها بهدف قتل من فيها ثأرا لما فعلوه فى قسم شرطة الإسماعيلية وقتلهم الجنود المصريين لكنى لم أفعل لأن «الكونستابل» المرافق لسكرتير السفارة كان مصريا فاكتفيت بجلد السكرتير والسائق على سيارتى بالكرباج السوداني.

وهل مضى هذا الحادث بسلام؟

بالطبع لا.. فقد حوكمت بسببها، ولكنها كانت محاكمة صورية، لشهامة ورجولة ضباط الجيش المصري، وطبعا كان لابد من انعقادها.

هل تتذكر ما حدث فيها؟

وجدت فيها مجلسا عسكريا ميدانيا، قائده بكباشى أذكر أن اسمه الشبينى ومعه ضابطان برتبة صاغ. وعندما دخلت عليهم قال لى الشبينى -بعشم- «اتلقح يا أخويا.. يعنى مكنتش عارف تخلص عليهم؟» ثم فاجأنى قائلا قهوتك إيه؟ وطلبوا ألا أتحدث وبدأوا هم فى السؤال والإجابة، وأنهوا المحاكمة دون أن افتح فمى بالتماس العذر لى نظرا لحداثة مدة خدمتي، بعدها انتشر اسمى فى السلاح كله، مما كان سببا كافيا لأن يطلب حسين الشافعى من عبد الفتاح على أحمد، تجنيدى ضمن مجموعة تنظيم الضباط الأحرار وهو ما حدث بالفعل.

ما هو دورك المحدد الذى كلفت به ليلة قيام الثورة؟

كان دورى اعتقال كبار القادة واقتيادهم إلى الكلية الحربية والتحفظ عليهم. ولكن قبلها أمنت اقتحام قيادة الجيش بآليات سلاح المشاة والتى قام بها زميلى أحمد المصرى وفاروق الأنصارى عندما عجز يوسف صديق وكتيبته - مدافع ماكينة - بعد أن أغلقها الشاويش النوبتجى وكان هو الوحيد الذى قتل ليلة 23 يوليو برصاصة من يوسف صديق لأنه حاول منعه من صعود سلم القيادة.

وعند الساعة الثانية صباحا استبقانى «حسين الشافعي» بجنودى لحراسة وتأمين محيط قيادة الجيش «وزارة الدفاع» الآن وسلاح الفرسان «المعهد الفنى للقوت المسلحة حاليا» خوفا من تحرك مضاد ثم طلب»الشافعي» منى انتظار اللواء محمد نجيب لاصطحابه إلى مقر القيادة بعد أن سيطرنا عليها».

هل كنت تعرف اللواء محمد نجيب؟

لم أكن أعرفه قبل الثورة وكنت أسمع اسمه فقط وأقرأ عن شجاعته فى الجيش، نظرا لترأسه لقائمة الضباط الأحرار ضد قائمه حسين سرى عامر التى رشحها الملك. وكان لنجيب الفضل الرئيسى فى نجاحها وسببا قويا فيما بعد فى نجاح الحركة.

كيف بدأت حادثة الميس الأخضر ؟

فى آخر فبراير1954بدأت تنتشر الشائعات بأن مجلس القيادة سيستقيل ويترك الحكم لمحمد نجيب وهنا بدأنا نخاف كضباط شباب على البلاد واتفقت مع أحمد المصرى على التحرك. نريد دستورا ومجلسا نيابيا واتجهنا ومعنا زملاء آخرون منهم أحمد حمودة إلى مقر قيادة الثورة فى الجزيرة، فوجدنا مندوبين من جميع الأسلحة حول صلاح سالم وهو يقول: لم يعد بإمكاننا الاستمرار مع نجيب ولهذا سنستقيل ونترك له البلد ليحكم فيها حكم الديكتاتور المطلق أو أن يتركنا نخدم الوطن ويمضي.

وفى الصباح سمعنا فى الراديو خبر استقالة نجيب بناء على موافقة مندوبى جميع الأسلحة وهو ما جعل زملاءنا فى السلاح يتهموننا بالتفريط فى محمد نجيب والتهاون أمام قاده الثورة. وأثناء عودتنا إلى منازلنا مساء (أحمد المصرى وفاروق الأنصارى وأنا) اقترح أحمد المصرى أن نعيد نجيب لأنه أكثر قبولا من عبد الناصر لمسألة عودة الحياة النيابية. واتفقنا على دعوة الضباط للتباحث في» الميس الأخضر» واستخدمنا اسم حسين الشافعى كقائد للسلاح دون معرفته فى دعوة الضباطة وبدأنا الاجتماع وعندما علم جمال بادر بالحضور وكان الصدام الشهير بينى وبينه.