&مصطفى الصراف

&جرى الإعلان عن المبادرة الاميركية لإنشاء «الناتو العربي»، أو ما يسمى «التحالف الاستراتيجي للشرق الاوسط»، المكوّن من: «الأردن ودول خليجية وجمهورية مصر العربية»، وكان ذلك مصاحبا لمخطط ما اطلق عليه «بصفقة القرن»، وقد انتصب الشعب الفلسطيني وقادته متصدّيا للمضي في ذلك المخطط الذي رأى فيه أنه محاولة للقضاء على النضال الفلسطيني لاستعادة أراضيه من الكيان المحتل للدولة&الفلسطينية.&

وقد نجح هذا التصدي في ايقاف السير في ذلك المخطط، وكان مقتضى السير في ذلك المخطط هو قيام «ناتو عربي»، الهدف منه التصدي لإيران بدعم أميركي، ولما تمت عرقلة المضي في صفقة القرن، فقد تعثّرت أيضا مبادرة «الناتو العربي»، أو التحالف الاستراتيجي للشرق الاوسط، وبدأت كل من جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية محاولة الخروج من هذا الحلف، وكذلك بعض الدول الخليجية بسبب بعض الخلافات في ما بينها، ومكتفية بـ«درع الجزيرة» التي يمكنها القيام بما كان مزمعا له القيام به، من خلال «الناتو العربي» من تصدٍّ لأي محاولة اعتداء إيراني، وهي تشكّل درعا واقية في مواجهة إيران، بالاضافة الى القواعد العسكرية الاميركية الموجودة في المنطقة، كما أن اقامة حلف جديد يتطلب أعباء مالية إضافية ستتحمّلها الدول الخليجية على الأرجح، وبرأيي غاية أميركا من هذا التحالف هو حماية إسرائيل بالدرجة الأولى. ولذلك؛ فان عدم حضور جمهورية مصر العربية اجتماع الرياض في 9 أبريل الشهر الماضي يُفسَّر على أنه انسحاب من هذا الحلف، في حين أميركا تعوّل كثيرا على التواجد العسكري المصري في الحلف؛

ولذلك فان أميركا إما أن تصرف النظر عن هذه المبادرة، وإما أنها ستلجأ الى ممارسة الضغوط السياسية والعسكرية والاقتصادية على مصر لبقائها، ولعب دورها العسكري، وقد تلجأ أميركا الى إثارة موضوع المساعدات الاقتصادية والعسكرية لمصر وربطها بحملة دعائية ضد مصر عن ادعاء انتهاك الحقوق والحريات السياسية، والإنسانية للمواطنين المصريين. وكذلك استخدام الوضع العسكري غير المواتي في ليبيا والسودان وفلسطين كدول مجاورة لخلق الاضطرابات في مصر، ولن تعدم أميركا وسيلة لاستخدام كل ذلك لكي تعيد مصر النظر في موقفها من المبادرة. إن التصعيد العسكري الأميركي الحالي ضد إيران، وحشد اساطيلها في مواجهتها، هما مجرد استعراض للقوة تتبعه مطالبات مالية، وكذلك خدمة لتلك المبادرة كسيناريو محتمل يهدّد أمن دول الخليج. مصطفى الصراف الوسوممصطفى الصراف شاركها FacebookTwitterمشاركة عبر البريدطباعة

&