& حسين شبكشي

&

رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترمب، ليس رجل سياسة بالمفهوم التقليدي، وكذلك هو ليس رجل أعمال بالمفهوم الكلاسيكي، هو عُرف عنه أنه رجل «صفقات»، وله كتاب مشهور أصدره في الثمانينات بعنوان «فن الصفقة» يستعرض فيه «أسلوبه» و«مهاراته» و«دهاءه» الذي يمكّنه من إنجاز وإتمام «الصفقة» المستهدفة.


وفي نهجه الذي يتبعه مع جميع الأطراف بخصوص السياسة الخارجية هو دوماً يبحث عن «صفقة» دون اكتراث بمبادئ استراتيجية تقليدية لدى الإدارات الأميركية التي سبقت. وهناك شواهد مختلفة تؤكد ذلك، مثل «صفقة» إعادة الاتفاق الاقتصادي مع كلٍّ من كندا والمكسيك، ويبحث عن صفقة مع كوريا الشمالية، وطبعاً ما حصل مع دول حلف الأطلسي، وهو يبحث عن الصفقة الكبرى مع الصين لإجبارها على وضعية أكثر عدالة بالنسبة إلى أميركا حسب رأي دونالد ترمب.
والآن بعد أن ألغى دونالد ترمب الاتفاق النووي الذي كان بين أميركا وحلفائها مع دولة إيران، يواجه الرئيس الأميركي النظام الإيراني بمجموعة من العقوبات الاقتصادية المؤلمة في محاولة لردع النظام الإيراني عن توسعة الإرهابي في المنطقة عبر المجاميع المسلحة المجرمة مثل «حزب الله» الحوثي، والتي تَحوّل وجودها إلى تهديد يمس حركة النفط في الخليج العربي، وبالتالي تهديد مباشر للاقتصاد الدولي.


في النهاية دونالد ترمب يبحث عن إنجاز صفقة أفضل مع نظام إيران، صفقة تؤدب النظام وتُحسب كإنجاز لترمب الذي يستعد للانتخابات الرئاسية. وهو بذلك يطبق المقولة الخالدة للرئيس الأميركي الأسبق تيلور روزفلت عندما قال: «تحدّث برفق وامسك بعصا غليظة» وهو ما يقوم بعمله الآن. الإيرانيون يعتقدون أنهم عباقرة الصفقات وأساتذة سوق البازار التاريخية ويتعاملون مع نظرائهم كأنهم زبائن في سوق السجاد. وقد نجحوا في السابق في مواقف مختلفة ولكن اليوم إيران على ركبتيها.


وضع اقتصادي مخيف، وفقدان للمصداقية عالمياً، واتهامات بالدليل والبرهان على دعم الإرهاب بحيث لم يعد من الممكن أن يدافع النظام الإيراني عن نفسه. ما شكل الصفقة المنتظرة التي ستأتي، إنْ أتت؟ وهل سيتم استخدام العصا الغليظة؟ وبأي كيفية؟
إنها صفقة مقابل العصا، والعصا تبقى دوماً لمن عصى. هناك أجواء حرب وطبولها تُقرع ومظاهرها لا يمكن إغفالها. تهديدات لا تتوقف وأسلحة وترسانات يتم تجهيزها وإجلاء لمواطنين وموظفين وإعادة انتشار عسكري في دول خليجية، ولكن الاقتصاد حتى الآن يبدو أنه يراهن على صفقة اللحظة الأخيرة، خصوصاً مع مقابلة الرئيس الأميركي مع نظيره السويسري في البيت الأبيض والذي وُصف بلقاء الرسالة، نظراً إلى كون سويسرا هي الممثل للعلاقة مع أميركا بالنسبة إلى إيران. إنه وقت حبس الأنفاس.