&خالد الطراح

&احتضنت اركان المدرسة القبلية قبل ايام، امسية «شكرا»، لفارس الثقافة الكويتية، المهندس علي اليوحة، الامين العام السابق للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ضمن اجواء مفعمة بالمودة والامتنان، بمبادرة كريمة من مؤسسة لوياك غير الربحية. تألّقت الاخت الفاضلة فارعة السقاف، رئيسة مجلس ادارة «لوياك»، بكلمة وجدانية، مزجت فيها معاني الوفاء والتقدير والعرفان، باسم اعضاء وشركاء ومتطوعي وداعمي «لوياك»، للأخ الفاضل علي اليوحة، فمثل هذه اللفتات لا تصدر عادة من جهة تدفع نحو أفول نجوم الثقافة والمبدعين ووأد افاق التنمية الثقافية في الكويت وخارجها ايضا. كلمة اسرة «لوياك»، كانت بمنزلة رواية سلسة لمسيرة مهندس كويتي، نذر نفسه منذ 2011 حتى ابريل 2019، لاستكمال رحلة الاستنارة، بالمحافظة على انجازات الماضي وإثراء المستقبل، على الرغم من حجم العثرات، التي استمدت قوتها من أطراف تتشدّق شكلاً بدعم الثقافة والحريات، في حين واقعيا الدعم ذهب الى من لا يفرّق بين الاموات والأحياء من الادباء والشعراء! الامسية كانت رائعة ومميزة من حيث العروض والحضور ايضا، فقد كان تكريما حميما لمهندس الثقافة علي اليوحة، من جماهير «لوياك» في الكويت وخارجها، فكلمة «شكراً» نقلتها مؤسسة لوياك باسم اطفال مخيّمات اللاجئين في لبنان وشعب اليمن الذبيح، الذي ابى دفن الابداع في النفوس حتى في ظروف الحرب التي تمزّق شعب اليمن الشقيق في شماله وجنوبه منذ سنوات.

امسية «شكراً»، تخللتها عروض للإبداع والابتكار في مزج التراث العربي مع التراث الغربي كما في اليابان وبلدان اخرى، حيث شهدت الامسية تعبيرا حقيقيا عن اصالة عربية، لم تغب عن رؤية اسرة «لوياك»، ورسالتهم الانسانية أينما حل حنانهم في الاحضان الفقيرة والقلوب الاسيرة في الوطن العربي. توزّعت مشاعر الشكر والتقدير بين الحضور من نساء ورجال وشباب وفتيات، لمواطن كويتي، حظي بتكريم شعبي صادق، نظير ما قدمه خلال مسيرة لم تكن سهلة اطلاقا، خصوصا حين يكون العمل مع الخصم والحكم! كانت الامسية مبهرة؛ فقد خاطبت العقول والقلوب ايضا، باستضافة المنشد الصوفي الشهير عامر التوني.. علاوة على أعمال فنية لفتيات محجبات من اليمن الشقيق، جددن التأكيد أن لا حدود للإبداع، فقد تحدين الظروف المأساوية ودمار الحرب التي فتكت بثنايا اليمن، من خلال التصميم والتطريز للأزياء من تحت الأنقاض! شكراً لمؤسسة لوياك، على أمسية، هي فعلا وجه للثقافة، وشكراً لمن حجب عنا رؤية أطلالة اليوحة من منصبه الرسمي، فقد كسبناه وكذلك اسرته الكريمة مواطنا محبا لوطنه. المهندس علي اليوحة سيظل حاضرا بيننا، كلما مررنا حول المدرسة القبلية والمكتبة الوطنية وبيتي البدر والخالد والمباني التاريخية المجاورة، ولا بد من الاعتذار له عن عدم تحقيق حلمه في اطلاق عنوان لهذه المواقع بأن تكون المنطقة الثقافية، فالثقافة اليوم في معظم الأحيان بيد من يجهل التاريخ وقيمتها الوطنية! .


&