على وقع سيل من المواقف الصاخبة والحادة التي قوبل بها رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الاسمر بعد كلامه الذي اساء به الى البطريرك الراحل نصرالله بطرس صفير، تحرّكت المباحث الجنائية اليوم (السبت)، فاستدعته اضافةً الى اعضاء في الاتحاد العمالي العام واستمعت إليهم، واصدرت مذكرة توقيف وجاهية في حق الاسمر، وتركت 3 أعضاء من "العمالي العام" بسند اقامة، وسط انتظار وصول عضوين آخرين ممن كانوا مع الاسمر على المنبر للاستماع الى افادتيهما.


لكن الموقف الأكثر ايلاما كان للبطريرك الماروني بشارة الراعي الذي دان بشدة كلام الاسمر، منوها بتحرك النيابة العامة الفوري، ومعلنا أن "أبواب الصرح البطريركي ستبقى مقفلة امام بشارة الاسمر الى حين تكفيره وتعويضه عن خطيئته".

وكان ناشطون تداولوا فيديو يظهر الأسمر قبيل بدء مؤتمره الصحافي أمس الجمعة، يتحدث فيه عن البطريرك صفير ويقول فيه ساخرا: "إنه يصلي كل الليل للقديس البطريرك صفير من أجل أن يصبح لديه شعر في الرأس"، ما أثار غضبا شديدا، وجعل الفيديو مادة تداول واسعة عبر السوشيل ميديا.

ودفعت ردود الفعل الكثيفة والساخطة هذه، رئيس الاتحاد العمالي الى اصدار بيان اشار فيه الى ان كلامه قاله "في معرض المزاح، وقبل بدء التصوير أثناء مؤتمر صحافي، إلا أن بعض المغرضين قاموا بتسريبه عمداً".

وإذ أكد أنه "يكنّ للبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير جزيل الاحترام، كما للبطريرك مار بشارة بطرس الراعي ولجميع المقامات الروحيّة"، لفت الى أن "ما قلته ليس سوى زلّة لسان أملك الجرأة للاعتذار عنها وأضع اعتذاري هذا بتصرّف البطريرك الراعي، رأس الكنيسة المارونيّة التي لي شرف الانتماء إليها".

وكانت المباحث الجنائية المركزية استدعت، بناء على إشارة المدعي العام، خمسة من أعضاء هيئة مكتب الاتحاد كانوا الى جانب الأسمر على المنصة وهم: أنطون أنطون، بطرس سعادة، علي الموسوي، حسن فقيه وأكرم العربي، وقد استمعت المباحث الى افادات ثلاثة منهم من دون إقفال الملف وإحالته الى القضاء المختص بانتظار الاستماع الى العضويين الباقيين. وقد أصدر النائب العام التمييزي بالإنابة القاضي عماد قبلان مذكرة توقيف وجاهية في حق بشارة الأسمر بعد الاستماع الى إفادته على خلفية الكلام المسيء.

وقال وزير العدل البرت سرحان أنه تابع منذ الصباح مع النائب العام التمييزي بالإنابة قضية بشارة الاسمر "واعلمني أنه نتيجةً للتحقيق معه تم توقيف الاسمر والتحقيقات مستمرّة مع جميع المعنيين".

وفيما قال محامي رئيس الاتحاد العمالي العام "ان الأسمر أوضح أنه لم يقصد أي إساءة ونخشى أن يكون توقيفه يحمل عرقلة لهذه الشخصية الرائدة في العمل العمالي ولا تبرير قانونياً واضحاً ومقنعاً لتوقيفه". أشار المحامي وسام المذبوح بوكالته عن علي الموسوي نقيب مزارعي التبغ في البقاع، وفي الوقت عينه موظف في مجلس النواب بأن موكله سيمثل الإثنين المقبل أمام المباحث الجنائية بعد ابلاغ مرؤسيه في المجلس النيابي.

أما الموسوي فأسف في بيان، لما "صدر عن رئيس الإتحاد العمالي من خطيئة بحق مقام البطريرك صفير"، مؤكدا "بصفتي الشخصية وبما أمثل نقابيا، إستنكاري المطلق والإدانة لما صدر"، وموضحا أن "وجودي كان للقيام بمهامي الموكلة إلي نقابيا والكلام الصادر لا يعنيني لا من قريب ولا من بعيد لجهة تمثيلي المهني وإنتمائي الحركي الذي تربيت عليه والمنادي بالعيش المشترك واحترام الآخر، والمشهدية المصورة التي يتم تداولها خير دليل على أنني لم أكن مشاركا بما تم تداوله من أحاديث جانبية، سوى التنبيه بأننا على الهواء مباشرة أمام وسائل الإعلام".

وإذ أكد "رفضنا لما بدر من تعرض غير لائق بحق غبطته"، آملين "وضع الأمور في نصابها وتحميل المخطئ تبعات أفعاله".

تعليق عضوية

وفي هذا الاطار، أعلن رئيس التكتل النقابي المستقل جورج العلم تعليق اتحادات عضويتها في الاتحاد العمالي العام، "رفضاً للتطاول على مقام الكاردينال نصر الله صفير والى حين استقالة المفترين وتصحيح الخلل المزمن". وهي:

1- الاتحاد اللبناني للنقابات العمالية. 2- الاتحاد اللبناني للنقابات الحرة. 3- اتحاد النقابات المستقلة. 4- اتحاد النقابات المتضامنة. 5- اتحاد النقابات المتحدة. 6- اتحاد التقنيات الحديثة. 7- اتحاد قطاع النقل. 8- اتحاد القطاع التجاري.9- اتحاد نقابات جبل لبنان الشمالي. 10- اتحاد نقابات قطاع التأمين". وأكد ان هذه الاتحادات تضع نفسها بتصرّف "سيد بكركي".

نقابات موظفي المصارف ...وعمّال لبنان

واستنكر رئيس اتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان جورج الحاج ما صدر عن الاسمر، ودعا المجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف في لبنان الى "جلسة طارئة تعقد بعد ظهر الاثنين المقبل للبحث في موضوع تعليق عضوية ممثله الزميل اكرم عربي من هيئة المكتب.

ودعا رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي، بعد اجتماع استثنائي لقيادات اتحاد نقابات عمال ومستخدمي جبل لبنان واتحاد نقابات العاملين في قطاع الغاز والتنقيب والاتحاد اللبناني لنقابات العمال والمستخدمين والاتحاد العام لنقابات "كل الاتحادات العمالية المنضوية في الاتحاد العمالي العام الى الاستنكار العلني والتداعي إلى جلسة طارئة لتحويله الى لجنة تأديبية لعزله وتقديمه الى القضاء المختص لمحاكمته".

كذلك، علّق رئيس اتحاد النقابات العمالية للخدمات العامة عضو هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام انطون انطون عضويته في الاتحاد العمالي، وقال في بيان: "التزاما لقيمي المسيحية، ورفضا للكلام المسيء من رئيس الاتحاد العمالي العام بحق أيقونة لبنان المثلث الرحمات غبطة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير، أعلن تعليق عضويتي في هيئة مكتب الاتحاد العمالي العام واتحاد النقابات العمالية للخدمات العامة في لبنان".

"القوات"... و"الاشتراكي"

كذلك، اعلن حزب "القوات اللبنانية" تعليق مشاركة أعضائه في الاتحاد العمالي العام رفضاً للتطاول على البطريرك صفير.

واعلن عضو هيئة مكتب الإتحاد العمالي العام أكرم العربي في بيان "انه إلتزاما بتوجيهات الحزب "التقدمي الإشتراكي" وجبهة التحرر العمالي وإتحاد نقابات موظفي المصارف التي أمثلها، وتطبيقا لقناعتي الشخصية، تعليق عضويتي في هيئة مكتب الإتحاد العمالي العام إستنكارا لما صدر من الأسمر في حق المغفور البطريرك صفير بانتظار الموقف النهائي نهار الإثنين والتشاور مع أعضاء هيئة المكتب والمجلس التنفيذي لاتحاد نقابات موظفي المصارف".

...ومؤسسة صفير تتخذ حق الادعاء الشخصي

قضائياً، اصدرت مؤسسة البطريرك صفير بياناً اشارت فيه الى أن "بعدما أقدم الأسمر على التطاول بإسفاف وابتذال وبشكل مهين على أيقونة الكنيسة المارونية والرمز الوطني والتاريخي الكاردينال صفير غداة وداعه في مأتم وطني جامع، تشجب المؤسسة وتدين بشدة ما صدر عن الأسمر، لاسيما وانه ينتمي الى الطائفة المارونية ويحتل منصبا عاما، وتعتبر ان ما تفوه به يتخطى الحد الادنى من اللياقة والاحترام ويُشكّل سابقة مخزية لصاحبه اولا، ويستدعي اتخاذ مواقف واضحة وحازمة على اكثر من صعيد. إن مؤسسة البطريرك صفير، بما لها من صفة تمثيلية، ستعمد الى اتخاذ حق الادعاء الشخصي على بشارة الأسمر لدى المراجع القضائية المختصة وستطلب إنزال العقوبة الأشد به، نظرا لما يُشكّل كلامه من مس بشخص البطريرك الكبير الراحل وبالوطن والكنيسة والعائلة ومن تحريض وتعرض رخيص للمقدسات وانتهاك لحرمة الموت".

الرابطة المارونية

كذلك، عقد المجلس التنفيذي للرابطة المارونية اجتماعاً طارئاً بدعوة من رئيسه النائب السابق نعمة الله أبي نصر وقرر بالإجماع: شطب عضوية المدعو بشارة الاسمر من الرابطة المارونية. التقدم بشكوى جزائية بحقه. والطلب من جميع وسائل الاعلام والناشطين على مواقع التواصل وسائر الجهات وقف التداول فوراً بالفيديو الذي ينقل ما تفوّه به الاسمر من كلام مشين في حق الكاردينال صفير".

وفي وقت تردد أن عمّال لبنان تداعوا الى التجمّع امام مركز العمالي العام في الاشرفية -النهر رفضاً للكلام المسيء الذي صدر عن الاسمر مع حمل صور البطريرك صفير والعلم اللبناني واضاءة الشموع، انتشرت دوريات لقوى الأمن الداخلي في محيط الاتحاد تحسباً لأي تحرّك. كما اُفيد ان عدداً من كهنة الرعايا، خصوصاً في كسروان، ينوون القيام بتحرّكاتٍ شعبيّة بعد قداديس الأحد.

الا أن كلام الاسمر بحق صفير لا يزال يتفاعل سياسيا وشعبيا من خلال استنكار لبناني واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة الى الصعيد الرسمي إذ تواصلت البيانات والمواقف الشاجبة.

بكركي: تسبب بجرح بليغ

وكان الموقف الأكثر قوة ما صدر عن المكتب الاعلامي في الصرح البطريركي في بكركي وفيه: "أسف صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ومعه كل ابناء الكنيسة المارونية اكليروسًا وعلمانيين واللبنانيين وسواهم لما صدر من كلام مهين بحق المثلث الرحمة البطريرك الكردينال مار نصرالله بطرس صفير عن السيد بشارة الاسمر، وهو شخص في موقع مسؤولية".،

واضاف غبطته: "اننا ندين بشدة هذا الكلام الذي تسبب بجرح بليغ في نفوس كل اللبنانيين مقيمين ومنتشرين وسواهم. ونؤيد ردات الفعل الرسمية والشعبية ومن بينها الصادرة عن مؤسساتنا البطريركية والرابطة المارونية التي قابلت هذا التصرف اللامسؤول بالبيانات المطالبة باستقالته ومقاضاته، كما ننوّه بتحرك النيابة العامة الفوري. وفي كل حال فان هذا الكلام يُفقد صاحبه حكمًا الاهلية للإضطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام. ويُلزمه بالاعتذار من روح المثلث الرحمة ومن جميع اللبنانيين الذين اساء اليهم بكلامه". وقال: "ولو ان ابواب المغفرة تبقى مفتوحة دائما امام كل تائب، فان ابواب الصرح البطريركي ستبقى مقفلة امامه الى حين تكفيره وتعويضه عن خطيئته بما يحفظ كرامة قدسية وفاة البطريرك الكبير واللبنانيين".

مواقف سياسية

وفي المواقف السياسية، غرّد الرئيس السابق ميشال سليمان عبر "تويتر" قائلا: "لو كان البطريرك صفير حياً على الارض لسامح من اساء اليه كما فعل دائماً، لكن افضل توبة عن الفعل القبيح ابتعاد الفاعل عن المسرح وسيكون هذا درساً مُفيداً للجميع، خاصة ان العمّال هم الشريحة الاكبر والانقى في المجتمع".

وتمنى وزير الخارجية جبران باسيل في تغريدة أن "يكون توقيف بشارة الاسمر عبرة لكل من يتخطى حدود الاخلاق وكرامة الانسان وحرمة المقامات، يجب ان يقف الجميع عند حدود الحقيقة والاخلاق... فرق كبير بين حرية التعبير وقلّة الآداب".

وغرّد وزير العمل كميل ابو سليمان قائلا: "‏من المعيب التطاول على من اعطي مجد لبنان، بطريرك الاستقلال الثاني وايقونة بكركي، على من كان خادما أمينا لشعبه بتواضع ومحبة وحارسا صلبا وحكيما لسيادة الوطن. اسفاف بشارة الاسمر وصمة عار وسنتخذ كوزارة عمل الإجراءات التي يتيحها القانون في حقه".

واعتبر وزير المهجرين غسان عطالله أن "اعتذار بشارة الأسمر مرفوض وعلى القضاء التحرك. وحتما استقالته مطلوبة بعد الكلام المسيء بحق البطريرك صفير، لطالما نضح الإناء بما فيه".

حرب: لينسحب من الحياة العامة

وغرد الوزير السابق بطرس حرب قائلا : "‏لا أجد كلاما يعبر عن مدى استهجاني للكلام الذي صدر عن رئيس الاتحاد العمالي العام الماروني المذهب في حق بطريرك الاستقلال الراحل. السكوت عما قام به غير جائز. فكما يجب ملاحقته قضائيا لارتكابه جرما جزائيا، يجب عليه أن يتقدم باستقالته فورا وينسحب من الحياة العامة".

وقال الوزير السابق اشرف ريفي: "‏الإساءة ببذاءة وخفة للبطريرك صفير لا تمسّ قيمته وذكراه، لكنها تُسقِط عن المسيء أهلية إدارة الشأن العام. قامة البطريرك صفير أرفع وأكبر من أن تُطال".

واستنكر رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن "الكلام المعيب وغير المسؤول الصادر عن الأسمر عن أيقونة لبنان وبطريرك الاستقلال الثاني، الذي أجمع اللبنانيون على اعتباره رمزاً وطنيا ومرجعا روحيا دخل التاريخ من الباب العريض".

وأضاف في بيان: "المجلس إذ يعتبر أن كلام الأسمر يُسيء إلى جميع اللبنانيين، فإنه يثمن غاليا موقف وزير العدل ومدعي عام التمييز القاضي عماد قبلان إستدعاء الأسمر"، متمنيا على النيابة العامة التمييزية "تسريع الإجراءات القانونية، والإيعاز فوراً إلى القوى الأمنية بإعتقال المدعو بشارة الأسمر، وزجّه بالسجن ومحاكمته قبل أن يفرّ من وجه العدالة، حفاظا على كرامة اللبنانيين، مسيحيين ومسلمين".

وغرد الوزير السابق محمد المشنوق قائلا : "سقط اركان الاتحاد العمالي العام الذين قهقهوا وابتسموا لدناءة الفاظ رئيسهم بشارة الأسمر متخوفين من تسجيل خطيئته من دون استنكار مضمونها. ‏الانحطاط بات سمة بعض السياسيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وهو أبشع صورة عن لبنان. على مجلس الاتحاد العمالي العام ان يطرد رئيسه ثم يستقيل".

ونوه النائب ميشال معوض "بسرعة تحرك القضاء اللبناني والضابطة العدلية في قضية التطاول الساقط على البطريرك صفير". وناشد القضاة "التشدد في العقوبة بحق بشارة الأسمر وعدم التجاوب مع أي تدخلات سياسية، كما أصر على ضرورة إقالته من رئاسة الاتحاد العمالي العام".

"مؤسسة فاسدة"

ووصف عضو تكتل "لبنان القوي" النائب زياد اسود قائلا "الاتحاد العمالي العام مؤسسة فاسدة وممسوكة من ميليشيا قضاياها ساقطة ومبتذلة". وقال: "الغاء هذه المؤسسة حتمي ويريح الناس من مسرحيات البلطجة الأخلاقية والتشبيح والابتزاز الاجتماعي وينهي حقبة تولى خلالها الرعاع مراكز لم يحسنوا تمثيلها وسلموها الى من أساء إلى دور الموارنة فيها".

وقال عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب بيار بو عاصي في تغريدة: "لأن لا حرية من دون مسؤولية، ‏ولأن المسؤول مسؤول امام الذين يمثلهم وامام الناس، ‏ولأن الرموز تختزن الهوية والمشاعر، ولأن بشارة الأسمر أهان ما يمثله الراحل الكبير غبطة أبينا البطريرك صفير في وجدان المسيحيين والشعب اللبناني، ‏عليه الاعتذار والاستقالة وتحمّل مسؤولية كلامه امام القضاء".

وغرد زميله في التكتل النائب سيزار المعلوف قائلا: "بشارة الأسمر إما ان تضع نفسك بين يدي العدالة الأرضية وتستقيل من منصبك الذي لا تليق به، او ان تضع نفسك بتصرف بكركي والبطريرك الراعي. اما العدالة السماوية فهي ليست بحاجة الى كاميرات واجهزة تسجيل للكشف عن الكثير من الفظائع التي تقال وتصنع سرا".

وقال عضو التكتل ذاته النائب عماد واكيم: "حسناً فعل القضاء باصدار مذكرة توقيف بحق بشارة الاسمر ولكننا نسمع عن تدخلات واتصالات من اجل لفلفة الموضوع”. وحذر من ان "التدخلات ستزيد القضية تعقيدا ولن نقبل بها اطلاقا واستقالة الاسمر ومحاكمته اولوية لا رجوع عنها. المس بمقدساتنا امر مرفوض لن نسكت عنه ابداً".

ودعا عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ميشال ضاهر، الأسمر إلى "الاستقالة فوراً من منصبه". وأكد أن "ما قاله رئيس الاتحاد مستنكر ومرفوض ومدان، وهو يتنافى تماما مع أخلاقياتنا الاجتماعية والسياسة، ومع الحد الأدنى من أدبيات الحديث والخطاب تجاه شخصية استثنائية في تاريخ لبنان". واضاف "الاعتذار ليس كافيا ازاء هذه الخطيئة. لا بد من استقالة بشارة الأسمر من منصبه فوراً او إقالته".

وغرّد زميله في التكتل النائب روجيه عازار قائلا: "‏ما صدر عن الاسمر في حق البطريرك صفير مُهين لكل الموارنة ولكل العمّال الشرفاء ولكل اللبنانيين! نأسف لهذا المستوى من الكلام الصادر عن شخص يفترض أنه مسؤول".

يعقوبيان: الاسمر نسخة عن اكثرية الطبقة السياسية

وأشارت النائب بولا يعقوبيان الى ان "بشارة الاسمر نسخة عن اكثرية الطبقة السياسية اللبنانية ورجالاتها". وقالت: "يعني اللي مفكر انو زعيمه او صاحب حزبه مهذب ولائق اكتر من الأسمر. يسمحلي كتير، اشقر بالسياسة بعدو، الأسمر كان حظو سيئ انكشف أمام الناس، الباقي متلو ثقافة تحت الزنار، تحقير ومسخرة لكل شي وخاصة للمرأة".

واعتبرت عضو كتلة "المستقبل" النائب رولا الطبش جارودي أن "بوفاة البطريرك صفير خسرنا رمزا من رموز لبنان وهو الذي حمل رسالة سلام ومحبة، وكان رمزا للوطنية في أصعب الظروف الذي مر بها الوطن، وتعلمنا من مواقفه سبل بلورة الأمور وتهدئة العواصف من مختلف الأنواع". واستنكرت "كل كلام او تصريح جارح يمس البطريرك صفير او اي رمز من رموز لبنان".

"الكاثوليكي للاعلام": ليضع نفسه بتصرّف بكركي

وأكد مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم أن "الكلام الذي صدر عن لسان الاسمر أساء للكنيسة وللبطريرك صفير وللمسيحيين وللعمّال الذي يمثلهم والقضية هي قضية رأي عام الغاضب جداً". واعتبر في تصريح أن "عندما يتكلم أحد بهذه الطريقة ويتوجه الى رجالات كبار أمثال البطريرك صفير، فهو لا يستحق البقاء في موقع المسؤولية"، مشيراً الى "ان الاعتذارات لا تنفع بعد إطلاق الاهانات". وشدد على أن "الاعتذار لا يكفي، بل يجب ان يضع الأسمر نفسه بتصرّف بكركي"، لافتاً الى "اننا بإنتظار ما سيحصل ليبنى على الشيء مقتضاه".

"الاشتراكي": الكلام المسيء لا يُمحى بالاعتذار

واستنكرت مفوضية العمل في الحزب "التقدمي الإشتراكي" الكلام غير المسؤول الذي صدر عن الأسمر والذي تعرض فيه للبطريرك الراحل مار نصر الله صفير وتضمن كلاماً بذيئاً ونعوتاً من غير اللائق أن تصدر عمن يقود الحركة العمالية في لبنان." واعتبرت في بيان "أن هذا الكلام المسيء لا يُمحى بالاعتذار فهو أكبر من أن يُطوى بسطرين لا يقللان من فداحة التجريح والإستخفاف والإهانة الموثق بالصوت والصورة". وأكدت أن "المطالبة بإستقالة الأسمر وإعتزاله العمل النقابي والشأن العام هو الحد الأدنى المقبول لإعادة الإعتبار للحركة العمالية والنقابية ونصاعة نضالاتها في سبيل حقوق العمال". كما دعت كل مكونات المجتمع النقابي لـــ"الوقوف صفاً واحداً رفضاً لهذه الإساءة الخارجة عن الأصول العمالية وأخلاقياتها وأدبياتها".

كذلك، استنكر مكتب النقابات والمهن الحرة في الحزب "الديموقراطي اللبناني" التعرض للبطريرك صفير، وسأل في بيان "هل يعقل أن يقدم من يفترض أن يحمي ويصون مصالح العمال والنقابات على إهانة رمز من رموز لبنان الدينية؟ وهل وصلت وقاحة البعض لاستسهال التعرض لمقامات دينية أمام عدسات الكاميرات الموجودة، أو حتى في الصالونات الخاصة؟". واعتبر أن "ما حصل أمر مرفوض جملة وتفصيلا، كما أي إدانة أو تعرض لأي رمز من رموز وطننا الدينية مرفوض أيضا، خاصة لما يمثل لبنان من تعددية وتنوع في نسيجه الإجتماعي، والتي يجب احترامها على اختلافها".

...رابطة آل الأسمر تتبرأ منه

وأعلنت "رابطة آل الأسمر"، في بيان موقع من رئيسها سمير عبدو الأسمر، أنها عقدت اجتماعا طارئا في مركزها في الحدت "للتداول في شأن الإهانة التي وجهها المدعو بشارة الأسمر بحق مثلث الرحمة البطريرك مار نصراله بطرس صفير".

أضافت: "وبنتيجة التداول تقرر الاتي:

"أولا: تستنكر الرابطة وتأسف أشد الأسف للاساءة المهينة والتعرض المشين لشخص البطريرك صفير وما يجسده في وجدان وضمير لبنان واللبنانيين.

"ثانيا: تؤكد الرابطة أن ما صدر عن المدعو بشارة الأسمر لا يمت ولا بأي شكل كان لا لعائلة الأسمر ولا لأي من أبنائها وهذا الأسلوب الرخيص في اطلاق التعابير يخرج تماما عن أدبيات ومنطق العائلة وأفرادها.

"ثالثا: تترك الرابطة للمرجعيات القضائية والأمنية كامل الصلاحيات لاتخاذ المقتضى القانوني المناسب على ضوء الفعل وجسامته طالبين من بشارة الأسمر الاعتذار والاستقالة من أية مناصب أو مهام عامة".

واستنكرت نقابة الاطباء في بيروت في بيان "الكلام الصادر بحق المقامات الدينية والروحية، التي لا يجوز المس بها تحت اي مسمى او التعرض لها بعبارات لا تمت الى القيم بأي صلة".