&محمد الرشيدي

لنأخذ الجانب الإيجابي المفاجئ من ردود فعل الكثيرين ممن أتيحت الفرصة لآبائهم بالمشاركة في أحداث اقتحام الحرم وأنا منهم، وهم ينبشون تاريخ كاد أن يطمس أو كان من المحذورات قبل أن يخرجه إلى الضوء مسلسل العاصوف من خلال حلقتين انتشلت نوعاً ما العمل، وكانت محور استذكار لمرحلة مهمة في تكويننا الاجتماعي، تعد من بعد هذه الحادثة من العقود المتسمة بالظلامية بكل ما تعنيه الكلمة، والتي انعكست علينا كثيراً ومازلنا نعاني منها حتى وقتنا الحاضر..!!

لنبعد عن الجوانب السلبية المليئة بالكراهية التي حاول البعض إسقاطها على المسلسل من ناحية إساءته لأشخاص أو لقبائل معينة، لأن مثل هذا الاستغلال، بدائي ولا يمكن أن ينفذ إلى مجتمع مترابط كمجتمعنا.

نعتبر أن مجرد تناول ما حدث هو سبق درامي ثقافي، فعلى مستوى التجربة الشخصية عندما طالبت في زاويتي هنا عام 2009م، بأهمية استغلال حادثة اقتحام الحرم درامياً، تحت عنوان «جهيمان والحزيمي مع العربية» واجهت إشكالية من خلال هذا الطلب والرؤية المستقبلية لهذا الحدث، ووصل الأمر لحد المساءلة لدخولي في منطقة المحذورات، وكم كانت سعادتي بعد مرور عشر سنوات من مطالبتي أن أشاهد هذا التجسيد وإن كان مبهراً بالديكور والإمكانات الفنية وضعيف من ناحية الحبكة والأداء التمثيلي، رغم أن أحداث الاقتحام تستحق حلقات متعددة، وليست حلقتين ضمن وقائع درامية كانت وبلا جدال ضعيفة جداً.

لنبتعد عن الكراهية عندما نجد أنفسنا مندفعين تجاه برنامج «الليوان» ونعتبر أنه اقترف إثماً عظيماً باستضافته لبعض الشخصيات، ووصل الأمر لقيام مقدمه عبدالله المديفر بسابقة إعلامية غير محمودة، بإعلانه أنه أخطأ بالإعلان عن استضافة ضيف له بالبرنامج، وهذه إساءة غريبة تجعل من المقدم للبرنامج مستغلاً لجانبه الشخصي على حساب من كان يتوقع أن يكونوا ضيوفه، فمهما اختلفنا مع ضيوف أي برنامج، أتمنى أن لا يصل الأمر إلى موجة من الاحتقان والكراهية، فكل ضيف مسؤول عن آرائه، وتنعكس عليه، وبالعكس كشف الكثير من الآراء بهذه الشفافية أفضل من أن تكون خلف أبواب أو معرفات مجهولة..!!

نحن في مرحلة من التغيرات الاجتماعية الجديدة وهذه حقيقة، سنجد فيها الكثير من التجاوزات والسلبيات، وهذا أمر طبيعي، ولكن من المهم أن نتعامل معها بعقلانية لأن التعامل معها عكس ذلك ستكون انعكاساته سلبية، نحتاج لتقبل الآخرين ولكن لا نحتاج لمزيد من الكراهية.




&

&

&