&تركي التركي&&

غريب هذا الارتهان الدولي لعبث الملالي في منطقة خليجية تمثل رئة اقتصاد العالم ومتنفسه من إمدادات الطاقة. خطر يتهدد الملاحة الجوية مصدره طائرات مسيرة وضعتها طهران تحت تصرف ميليشيات حوثية خارجة على القانون. وآخر يتهدد الملاحة البحرية عبر طوربيدات تستهدف ناقلات النفط المحملة بما يحتاج إليه العالم من طاقة.
سلامة الطائرات جوا وأمن الناقلات بحرا باتا رهينة لميليشيات وجماعات إرهابية خارجة على مجتمعاتها المحلية والإنسانية. إرضاء لخرافة ولاية الفقيه ومهده المنتظر. وتصديرا لثورة لم تحقق لثوارها في طهران منذ انطلاقها حتى اليوم أدنى كفاف العيش، فضلا عن رفاهتهم وارتقائهم بما يليق وموارد باطن أرضهم وخيرات محاصيلهم.&

ورغم كل ذلك لا يزال العالم الذي يدعي التحضر يغازل سياسيا قادة هذه البلاد وحكامها المجبولين على إثارة الفتن واتخاذ الخوارج من كل بلد ذراعا لأهدافهم التوسعية الدنيئة. فهم بقدر ما يتوقون للفتن وصراعاتها إلا أنهم يجبنون عن ملاقاة أصحاب الحق وجها لوجه وحجة بحجة وجيشا بجيش. مصدرين خلافهم على السلطة عالميا ودبلوماسيا بوصفه اختلافا ديمقراطيا بين جناحي التشدد والاعتدال، بينما الواقع يكذب هذا التباين، ويظهره كامتداد لضعف المواجهة وباب موارب لقمع الشعب واستهداف الجيران.
وبينما يشتد الخناق الاقتصادي على أرباب التخريب والإجرام في طهران من ملالي وحرس ثورة، تتنوع إرهاصات التنفيس وتداعياته الإرهابية مهددة سلامة الأجواء ومضايق البحار التي تشرف عليها هذه الطفيليات السلطوية من أدعياء الدين ومتسولي الطائفة. ويبقى المتضرر دائما وأبدا أفراد شعب ما إن يفكر في مقاومة هؤلاء اللصوص حتى تقمع انتفاضته.&

أن تكون في القرن الواحد والعشرين ولا تأمن على نفسك أو طريقك بسبب عصابات تعمل تحت مظلة دولة، ويتم التفاوض معها ومع زعمائها الملالي على أنهم حكام يعتد بتصرفهم؛ فهذا هو الأمر الخارج عن المألوف وغير المقبول. فضلا عن الرضوخ لتصرفات هذه الطغمة الصبيانية وإرسال قادة ورؤساء دول للتفاوض معهم في الوقت الذي تخطط فيه العصابة ذاتها لاستهداف ضيوفها، كما حدث مع ناقلة النفط اليابانية، بينما يستعد رئيس وزراء اليابان لمغادرة طهران.&
ما يحدث سياسيا من قبل المجتمع الدولي لهذه اللحظة التي يتكشف فيها كثير عن علاقة طهران بالإرهاب ودعمه أمر يتجاوز المصالح المشتركة، ويعد اشتراكا في الجرم الواقع على شعب إيران والعراق ولبنان وسورية وكل الشعوب التي طالها وما يزال إجرام الملالي وإرهابهم العابر للأجواء والبحار والقارات.