&عبدالله بن بخيت

&في حوار شامل مع جريدة الشرق الأوسط قال سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد ومهندس رؤية 2030: (أنا فخور أن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير، بينما تخوف كثيرون من أن «الرؤية» ستواجه مقاومة بسبب حجم التغيير الذي تحتويه. كان كثيرون يقولون لي إن أصعب ما سأواجهه في التحول الاستراتيجي هو المقاومة، ولكني رأيت أن هذا العامل ضئيل جداً في الشباب السعودي الذي صار يتسابق أمامي ويقود التغيير. وأود الإشادة بدور الشباب مطعماً بالخبرات في الحراك الذي تعيشه المملكة. إنها رؤية شابة، روحها شابة. كما تحول النقاش من التغيير الذي نريده من الدولة إلى التغيير الذي نصنعه جميعاً).

هذه الكلمة تشكل محور التحول في الوصول إلى أهداف رؤية 2030، انتقال فعل التغيير من مستوى القيادة وتوجيه القيادة إلى مستوى القاعدة الشعبية، لا يمكن أن تتحقق رؤية طموحة بهذا الحجم في التغيير دون إيمان الجيل الجديد بها،&القضية ليست مشروعات مادية جسوراً أو مباني وكل ما يمكن أن نستعير أيدي أجنبية تساعدنا على إنجازها، الرؤية عمل وطني صرف لا ينجزه سوى أبناء البلد فقط، التغير الذي ترومه الرؤية يقوم على بناء وعي جديد كي يحدث التغيير في داخل الإنسان، الانتقال من الاقتصاد الريعي الذي عشنا عليه سنوات طويلة إلى اقتصاد إنتاجي هو فعل ثقافي قبل أن يكون أنظمة وقوانين.& فالإنسان الذي اعتاد أن يتكئ على العمالة الأجنبية لتحقيق رفاهيته لا يمكن أن يتعامل مع مفاهيم رؤية 30 إلا بإجراء تعديل على مفهوم العمل نفسه.

أي تغيير سيلقى مقاومة وهذا ما توقعته الرؤية، المقاومة طبيعة بشرية عامة ستصادفنا حتى عند تغيير قطعة أثاث في البيت، سيصطدم التغيير بمقاومة أصحاب المصالح وأصحاب الأفق الضيق ومن يملكون رؤية مخالفة. دور القيادة وضع الأسس العامة للتغير من خلال تقييم احتياجات الأمة وكشف مخاطر الجمود وتحديد القدرة على إنجاز هذه الرؤية، لكن لن يتم أي إنجاز إذا لم تؤمن الأجيال الشابة بهذه الرؤية لأنها هي التي ستقع عليها المسؤولية الكبرى وهي التي ستقدم التضحيات وهي التي ستجني ثمار نجاح الرؤية.

عندما يؤكد سموه أن الشباب يسابقونه على تبنى الرؤية وتنفيذها وأن عامل المقاومة ضئيل فهذا يعني أننا قطعنا ثلاثة أرباع طريق النجاح، لم يبق أمامنا سوى تحديات الوقت، فالزمن المتبقي ليس مديداً كما يبدو. إحدى عشرة سنة على وجه التحديد، سيبقى حماس الشباب مشتعلاً وننعم أخيراً بالأمة التي حلمنا أن نكونها.