خالد الطراح&

&استحق وزير المالية د. نايف الحجرف ان يحصد شطراً من قصيدة «الاطلال» الوجدانية، التي تغنت بها كوكب الشرق ام كلثوم، كما ورد في صدر بيت الشعر «واثق الخطوة يمشي ملكاً»، ولكن لابد من التوقف عند هذا الشق فقط، فهو اي الوزير لا يستحق ما ورد في الشق الثاني من ذات بيت الشعر «ظالم الحسن شهي الكبرياء»، فالمشهد الفوتوغرافي الذي جمعه مع ابن اخيه النائب مبارك الحجرف لا ينم عن كبرياء، وليس له اي دلالة سوى انه فرحة عائلية!&

ترجم وزير المالية الحجرف ثقة الحكومة وتضامنها معه اثناء استجوابه البرلماني الاخير، بمشهد جميل قد يسجله التاريخ للوزير وحده، خصوصا انه تنازل عن امتيازات سخية جدا كرئيس سابق لهيئة اسواق المال والقبول بالعودة الى المنصب الوزاري. الوزير الحجرف جسد التناغم والتضامن بمشهد لا يبعث على الفرح وطنيا واجتماعيا، بقدر البهجة وحجم الابتسامة التي غمرت وجه كل من الوزير الحجرف، والنائب مبارك الحجرف، الذي يفترض انه يمثل الشعب الكويتي بكل أطيافه، حيث بدا كل منهما بالصورة، التي انتشرت في وسائل الاعلام المختلفة، وهما داخل السيارة يرفعان اصابع النصر! يحق لكل من الوزير الحجرف والنائب الحجرف التباهي بالفرحة العائلية، فقد أحرز الوزير الحجرف نجاحا حكوميا في مواجهة الاستجواب البرلماني، بتحقيق فوز جديد لسجل الحكومة من دون اللجوء الى خيار سرية الجلسة، متحدثا بنفس حجم «ثقة الحكومة» بالوزير، التي وردت في بيان اجتماع مجلس الوزراء في 10 يونيو 2019، فيما اجاد ايضا النائب الحجرف الدفاع عن الوزير، العم.

ذكرني مانشيت القبس (12 يونيو 2019) «واثق الخطى.. نايف»، بقصيدة «الاطلال»، فالوزير الحجرف جدير بأن يكون الوزير المخضرم بفضل دعم الحكومة ونواب حكومة الظل! في 30 مايو 2018، تبنت القبس مشكورة مبادرة من بعض كتابها باسم «حتى لا تتلاشى»، حيث نشر جميع من ساهم في هذه الفكرة في إبراز نص المادة 29 من الدستور الكويتي، وكذلك المذكرة التفسيرية بخصوص «التمييز بسبب الجنس او الاصل او اللغة او الدين بين افراد المجتمع الكويتي، وذلك لأن شبهة التفريق العنصري لا وجود لها في البلاد».

كان الهدف ايصال رسالة للحكومة من كتاب القبس في نفس اليوم، ولكني كنت على خطأ، وكذلك الزملاء الافاضل، في تطلعاتنا الوطنية والأهداف، فالواقع يقول العكس عند الحكومة، التي ترعى في بعض قراراتها كما يبدو ــ دون تعمد ــ تفتيت المجتمع، ربما لأن مكونات المجتمع الكويتي كما تراها الحكومة تختلف تماماً عما وثقه التاريخ، وخصوصاً التلاحم الوطني الذي سطع انعكاسه في السماء خلال ايام الغزو العراقي للكويت، وكذلك اثناء مؤتمر جدة. تهانينا للحكومة على حصاد المحاصصة!&

&