& خالد السليمان

رغم أن قصف المطارات المدنية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المتفجرة يعد من الأخبار الساخنة حسب معايير الإعلام والصحافة الغربية خاصة عندما ينتج عنه وقوع ضحايا وقتلى، إلا أن خبر قصف الحوثي لمطار أبها الذي نتج عنه وفاة شخص وإصابة 27 مدنيا لم يجد له أي اهتمام في العديد من المواقع الإخبارية للصحف والشبكات الإعلامية الغربية !

وفي حين ذرت مواقع مثل CNN العربية و BBC العربية الموجهة للمتلقي العربي الرماد بتغطية الحدث إلا أن مواقعها الرئيسية باللغة الإنجليزية الموجهة لمتابعي الأخبار في أمريكا وأوروبا لم تشر إلى الحدث !

وعلى العكس من ذلك تبدي هذه الوسائل الإعلامية اهتماما استثنائيا بأي مزاعم حوثية بوقوع ضحايا مدنيين لأي عمليات حربية يقوم بها طيران التحالف، وتتبنى وجهة النظر الحوثية دون إخضاعها لمعايير التحقق المتبعة عرفا في إعلام الغرب، وهذا مؤشر على انحياز مواقف هذه الصحف والشبكات الإخبارية في هذه الحرب التي ينفذ فيها الحوثي بجرائمه من نوافذ وأبواب الإعلام الغربي بكل سلاسة رغم شعاراته الطائفية وسياساته التعسفية وجرائمة الدموية المتناقضة مع كل مبادئ الغرب المعلنة !

الصورة الإعلامية الغربية تجاه ما يجري في اليمن هي جزء مكمل للصورة السياسية التي تكشف خلل تعامل الحكومات الغربية مع حقيقة ما يجري في اليمن، وهو ما يسهم في إطالة أمد الحرب واستمرار معاناة الشعب اليمني التي تسبب بها انقلاب الجماعة الحوثية على الدولة الشرعية !

لكن السعودية التي أدركت منذ البداية أن الحدث اليمني يتعلق بأمنها وليس برأي الإعلام الغربي، حملت على عاتقها مسؤولية منع تحول اليمن إلى منصة صواريخ إيرانية تهدد أمنها وسلامة سكانها، فما يصون هذا الأمن ويحمي هذا الشعب هو القرار السعودي وليست مواقف حكومات الغرب وإعلامه !